[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://i715.photobucket.com/albums/ww156/cham-966/87.jpg');border:1px double white;"][cell="filter:;"][align=center]
عندما نقول دايم السيف .. نمتطي السحاب وتـُـحلق بنا مشاعرنا على جبالِ تهامه .. لنسبح مع جمال الطبيعه ونستنشق نسيم الشعر ، فقد نتكي على صخرةٍ في أحضان الكادي نتناول فنجان من الشاي أو القهوةٍ العربيه .. وانظارنا تغازل شلالات الحب وهي تتدفق بين أغصان القوافي شعراً ..في دعوةٍ مفتوحةٍ لا تحتمل التفكير في التأجيلِ أو الرفض ..
بل تسبق الوقت في خيمةٍ نصبت على أبعاد الخيال بين جمال الضباء وشيم الفارس وجموح المهره وحداقه الصقر في فيحاء الشاعر ..
والأمير خالد الفيصل هو من وظفَ كل هذه الأدوات في لوحةٍ شعريةٍ مزجت بأرق اللوان الطيف الوجدانيه وتدفقت عواطف ٍ محنكةٍ لتغزو المسامع والأبصار وتسري مسرى الدم .. فيستيقظ الشعور .
سؤال .. من الذي إستفز خالد الفيصل ؟. وجعله ينتفض شعراً ويعصر عرق شوقه برشح ِ مشاعره .. عندما اقتحم خلوته .. بسأل ذكي غبي .. فأجابه دايم السيف ..
تـنـشد عـن الحال .. حالي كيف ما شـفـتـه
وأنا احسب إنك قبل ذا الوقت تدري به
هـــمٍ جــديــدٍ عــلــى الأول تـحــمـلـتـه
عـنـك اتـحـمـل كـبـيـر الـهم وأمـشي بـه
هكذا نبداء رحلتنا مع نظرة الشاعر إلى الحياة من خلال بعض قصائده فهناك معانات نبحر منها إلى شيء أخر
يـا لـيـل خـبـرنـي عـن أمـر الـمـعـانـاه
لماذا اختار الشاعر أن يطرح سؤاله في هذا الموضوع على الليل .. هكذا هم الشعراء
تربطهم بالليل علاقة حميمه .. ولعل الليل هو ذاك الزمان الساكن والبعيد عن صخب العمل ولهذا السبب تسترخي هموم الشاعر على هذا الوقت ، والشاعر خالد (( دايم السيف .. )) يستفسر عن أمر بمعنى حقيقه المعاناه والمعاناه لغةً هي المقاساة .
هـي مـن صـمـيـم الـذات وإلا أجـنـبـيـه
صميم الشيء .. خالصه .. ذات الإنسان .. نفسه إذاً هي من خلاصة نفس الإنسان أم إنها أجنبيه بمعنى دخيله فالأجنبي هو كل خارج عن دائرة الإنتماء الذاتي ..
هكذا أراد دايم السيف أن يبداء معنا رحلة المعاناة .. ثم إستطرد في طرح تساؤلاته الأخرى ..
هـي هاجـسٍ يـسـهر عيوني ولا بات
أو خـفـقـةٍ تـجـمـح بـقـلـبـي عـصـيـه
" الهاجس " هو الخاطر .. بمعنى واقع .. وتجمح .. من جمح الفرس إعتز فارسه وغلبه .. وعصيه من العصيان .. ضد الطاعه .. ويستطرد في تسألاته ..
أو صـرخـةٍ تـمـردت فـوق الأصـوات
أو ونـــةٍ وســـط الــضــمــايـر خـفـيـــه
أو عـبـرةٍ تـعـلـقــت بـيـن نــظـــرات
أو الــدمع الــلــي تــســـابـق هـمـيـــه
" أو صرخةٍ تمردت " هنا إستكمال لكلمه عصيه .. فالمارد " العاتي .. والمريد .. لشديد والصرخه تمردت خرجت عن الطاعه بشده وطغت على الأصوات " أو عبرةٍ تعلقت بين نظرات .. " في هذه الصوره شيء من ربط المحسوس بالملموس ، فلك أن تتخيل العبره كيف تتعلق بالنظرات .. وكذلك صوره أخرى ولكن للدمع .. تسابق .. هميه .. همى الماء والدمع سال إذا هميه تتسابق في السيلان .
فبعد كل هذه التسأولات المصوره دخل بنا في شرح لحاله ..
أعـانـي الـسـاعـه وعـانـي مـسـافـات ..
وأعــانــي ريــاح الـــزمــان الـعـتـيه
أصـور مـعـانـاتـي حـروف وأبـيــات
يـلـقـى بـهـا راعـي الـولـع جـاذبـيـه
دعونا نقف عند هذا الشرح لحال الشاعر ، فهو يعاني كل الوقت بساعاته ومداد العمر
.. " مسافات .. " وكذلك يكابر الزمن بظروفه القاهره .. وشبهها .. بالرياح .. العتيه المتجاوزه في الحد .. ثم إنتقل بنا إلى كيفيه أو وسيلة طرحه لمعاناته .. " أصور معاناتي حروف وأبيات " هنا نلمس ثقة الـشـاعر في قدرة شعره على ترجمه معاناته .. ثم يضيف لهذه الثقه مسحه من الإعتزاز " يلقى بها راعي الولع جاذبيه " كأنه إلتمس جراح الشعور عند كل من يرتبط بالولع .. والولع من مولع بمعنى مـُـغرى .. فصاحب هذا الإغرى يجد ما يجذ به ، في قدرةِ تصوير الشاعر على ملامسه الحواس ..
ولا نـيـب نـدمـانٍ عـلـى كـل مـافـات
أخـذت مـن حــلــو الــزمـان ورديــه
هكذا يؤكد لنا الشاعر خالد مواجة الحاضر واستعداده للمستقبل بنفس المبتهج .. فهو ينفي الندم .. هل لأنه لا يشعر بالخطاء .. بالطبع لا .. " أخذت من حلو الزمان ورديه .. " فقد أعترف بأنه إستقى من حلو الزمن .. جماله وصوابه .. وكذلك رويه .. قبحه وخطئيه .
فلو عدنا شريط الذاكره مع سلسله المعاناه نجد ان هناك تراكم من الأوجاع ولكن شاعرنا بحنكته يطمس ملامح كل هذه المعانات بلذة الزمن " حلو الزمان " ويؤكد لنا ذلك في قوله ..
هـذي حـيـاتـي عـشتها كيفما جات
أخـذ مـن أيـامـي وارد الـعـطـيـه .
فهو في تبادل مع الزمن ..
ومع هذه القصيده الجميله وهذا الطرح الأجمل نفتح نوافذ تطل بنا على مسيرة ذاك الشاعر المبدع . وكأني بدايم السيف عندما قال ..
يـا زمـان العجـايب .. وش بقـاء مـا ظهر
كل مـا قـلـت هـانـت جــد عـِـلـمٍ جـديــد
ان حكيـنـا ندمنـا .. وإن سكـتـنـا قـهــر
بـيـن جـرحٍ عـطـيـب وبيـن راس عـنـيــد
هنا نشعر بنبض المعاناة وهي تسري في عروق مشاعرنا بزخات الزمن وصحوة قدره .. الفاتك هكذا هو يعيش أسير بين البوح والصمت .. فإن تكلم اصيب بالسخط واللوم .. وحطت به مواجهته في محطه الندم .. وإن صمت شعر بالإضطهاد والتضجر وكأبة القهر .
فجرحه لا يقبل الشفاء .. " جرح عطيب " .. وخله لا يقبل البوح بالشكوى .. راس عنيد .
ومن هذه المحطه الجميله .. ينقلنا شاعرنا إلى محطه أخرى ..
نـقـض إجروحـي وجـددبي طعـون
قـلت يكـفـي .. قـالت عـيـونـه بـعد
اشـغـلتـنـي نـظـره الـعــيـن الـفـتـون
حــيــرتـنـي بــالــتـــوعـــد والـــوعــد
هكذا تنتقظ الجروح لتسكب النزيف الوجداني في أحاسيس الشاعر فيشعر بالثقل ويطلب الكف عن التمادي .. ولكن هيهات أن يسمع .. " قالت عيونه .. عـيـون الـحبيبه .. بعد .. " فهي تسيطر على تفكيره ... وتستطرد في الــطعنات وتتمادا في إشغاله " أشغلتني .. " ثم تجعله في حيره .. يكابد التوعد .. والوعد .. وهو العذاب ...
نسأل شاعرنا .. ما الذي يرغمك على الصبر والتصبر .. فقد تجد من تفرد لك ذراعيها وتحظن مشاعرك بعمق شاعريتك ..
فكأنه أراد أن يلجم هذا الصوت منا .. بقوله ..
يـا مـدور الـهـيـن تـرى الـكايد احلـى
اسـأل مــغنـي كايـدات الطـــــــــــروقِ
الـزيـن غـالــي لـكـن الأزيــن أغــلــى
ولــكـــل شــــرابٍ بــضــاعــه وســــوقِ
ثم يؤكد لنا صبره وجلده بطول باله ..
احـب اعـسـف الـمهرة الـلـي تـغلى
واحــب أروض كــل طــرفٍ يـمــوقِ
ولكن هل إستطاع شاعرنا أن يحقق هذه المعادله .. ولو حققها هل حقق كل أحلامه ..
لعله إنتبه لنا وبداء يشعر بوجودنا في تقصي أثره .. فاالتفتَ قإلاً ..
مـن بـادي الـوقت وهـذا طـبـع الأيـامِ
عــذبـات الأيـام مـا تـمــدي ليـالـيـــهــا
حـلـو الـلـيـالـي تـوارى مـثـل الأحـلامـي
مـجـبـور عـنـي عـجـاج الـوقت يـخـفـيـها
هنا يعيدنا الشاعر ليربطنا في قوله .. " أخذت من حلو الزمان ورديه " .. فحلو الليالي
توارى وهي حلو الزمانِ .. وعجاج الوقت كفيل بأن يذري سافيته على بريق الأحلام ..
نشعر هنا وكأننا في قضيه ثائره تـُـهيج كل قوافل الشاعر وتتسلط في داخله لترغمه على مكابدة
قدره فتنتفض جوارحه ثائرتاً لذاته ويصرخ بذاك البيت ..
إلـى صـفـا لـك زمـانك عـل يـا ظـامـي
إشـرب قـبـل لا يـحوس الطيـن صافيها
هل نشعر بأن شاعرنا يريد نقض العهد .. حينما قال .. " مـا نيـب نـدمـانٍ عـلـى كل مـا فـات .. " .. هل بداء يشعر بالندم .
كأن شعوره يقف معه موقف المؤنب له في إنكار ذاته عندما وقفت فرحة حياته حانيتاً بين يديه مستكينه ومصغيه لأمره وكان بطول الأمل يغض الطرف عن إنتزاع إرثه .. ليجمع رصيداً يكفيه فاقه المستقبل ..
الـوقـت لـو زان لـك يـا صـاح مـادام
يـا سـرع مـا تـعـتـرض دربك بلاويـها
فا اليوم وبعد أن جنحت به عوادي الأيام .. " وكشرت أنياب الحاضر في وجهه وإسـتـدرك وضـعـه وهـو يـتـلـذذ بـالـوهم .
إسـري مـع الـهـاجـس إلـلـي مـا بـعد نامي
واصــور الــمــاضـي لـنـفـســــي وسـلــيــهــا
اخـالــف الـعـمر أراجـع سـالـف أعـوامــي
وانــوّخ إركـاب فـكـري عـنـد داعــيـهــا
تـدفـاء عـلى جــال ضــوه بـارد إعـضـامــي
والـمـا يــســوق بــمــعـالـيـقـي ويـــرويــهـا
كان عليه لزماً أن يكشف القناع عن تجربته لكل صاحب " الوقت لوزان لك يا صاح " فالصاح هو الصاحب ، ويقصد هنا من صحب فكره من خلال شعره .
فهو يوجّه خطابه لمن يتلذذ بنعيم الحياة ، ان يعطي غيبياته حقها من الوفاء ، وقد نرى في هذه الدعوه أبعاد كثيره لكل من أراد ان يرى نفسه ويهذب فكره ..
فـمـن يـزرع فـي زمـن الـخـصوبـه نــبــت الـشـوك ، يـجـنـي ثـمــرة شــوكــه نــدمـاً عـلـى مــا زرع ويــســتــرجـع الــمــاضـي لــعـلـه ان يـستبدل الـتـهـاون بـالعمـل .. ومـن يــزرع
السنابل يـجـنـي ريعَ مـا زرع .
فـاالـتـاريـخ صـفـحـات تـحـفرهـا الأيام عـلـى أخـاديـد الـزمـن فـعـنـدما نـتـلقى هـذا الـتـنـبـيه مـن شـاعـرنـا الـمـحـنـك نـسـتـيـقـظ من غفوة الرغد لعلنا نبني حـجـاب بيننا وبين الـخطايا ونـرتـقـي عـن الـزلـل والكسل ..
فـي نـهايه هـذه الرحله الجميله .. مـع شـاعرنا الأجـمل بقي لنا أن نتعرف على نـبـع هذا الشاعر .. والـذي بـداء يـغـرف مـنـه ويـسـكـب فـي مـسـامـعـنا لـتـلـتـقـفـه عـقـولنا وتفلتر جـمالـه .. ثم يستوطن فـي أعمـاقـنـا .. شـعـوراً يـعـلـمـنـا لـغـه الـشعـور . بقي لنا في نهاية هذه الرحله ان نقف مع لحظةٍ تجردت من الصمت في صحوةِ بوح لذاك المحنك ... فـمـن أنـت يـا دايـم السـيف ؟ ... بـبـتـسـامتـه التي لا تـفـارق مـحياه .. أجـاب هذه الصحوه
قـالت من أنت ؟ .. وقلت مـجموعه إنسان
مــن كـــل ضــد وضـــد تـلـقـيـن فــيــنـي
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات