بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تصر على مواصلة حربها الصليبية برئيسها جديد
(مترجم)
في الحادي والعشرين من كانون الثاني 2009 بدأ الرئيس الباكستاني عاصف زارداري وحكومته بالترويج للرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين اوباما على أنه الأمل الجديد لباكستان، حيث قال زارداري” أن الصورة المثالية التي رسمها الرئيس الجديد لقيم أمريكا تعزز الأمل في مستقبل أفضل للناس في العالم” وقد جاء هذا التصريح بعد عدة أيام من الحملة الإعلامية التي قامت بها الحكومة لتبرير عمالتها وولائها لأمريكا. وكالعادة تعزف الحكومة على نفس وتر السياسيين الذين يزعمون بأنهم يعملون لصالح الإسلام المسلمين، والحقيقة طبعا عكس ذلك تماما، إذ إنهم لا يكترثون بالإسلام ولا بمصلحة المسلمين. وتحاول الحكومة تبرير ولائها لأمريكا بقدوم رئيس جديد تماما كما بررت الحكومة في السابق سبب تفشي الفساد وانهيار النظام بتغيير الرئيس الباكستاني وكأن المسألة تتعلق بأشخاص وليس بأنظمة.
إن تغير الرئيس الأمريكي لن يغير شيئا من سياسات أمريكا تجاه المسلمين، فاوباما وبوش وجهان لعملة واحدة، ففي العشرين من كانون الثاني 2009 التقى رئيس القيادةِ المركزيِة لأوباما الجنرال ديفيد بترويس - والذي عمل في إدارة بوش- التقى بالقادة السياسيين والعسكريين الباكستانيين وطالبهم بعدم سحب الجيش الباكستاني - الذي يحمي القوات الأمريكية- من المناطق الغربية على الحدود الفاصلة بين أفغانستان وباكستان وعدم إرسالها إلى الحدود الهندية لردع التهديد الهندي لباكستان. وفي الواحد والعشرين من كانون الثاني 2009 أفصح اوباما عن معالم سياساته الخارجية والتي تضمنت التأكيد على إرسال قوات أمريكية إضافية لأفغانستان، ووصف الوضع في أفغانستان وباكستان بأنه” التهديد الأكبر لأمننا “ وأضاف” إن المسئول عن تأمين الحماية على الحدود الأفغانية هم الباكستانيون"، وغني عن البيان من تصريحات أوباما أنه ينوي الاستمرار في حرب بوش التي قضى فيها آلاف الجنود المسلمين في قتالهم إخوانهم في منطقة القبائل.
وفي الثاني والعشرين من كانون الثاني 2009 عين باراك أوباما مبعوثا خاصا جديدا لباكستان وأفغانستان ووصف الوضع في باكستان وأفغانستان بأنه “ مقدمة الجبهة في محور صراعنا” وأخيرا في الثالث والعشرين من كانون الثاني 2009، ولكي يضع أوباما خطا من الدم تحت مشاريعه، شنت إدارته هجوما جديدا على باكستان راح ضحيته العديد من القتلى والجرحى المسلمين.
يضاف إلى كل ذلك ما ورد في خطاب تنصيبه كرئيس لأمريكا والذي تحدى فيه المسلمين في دينهم حين قال بأن الحضارة الغربية الأمريكية ستهيمن على باقي الحضارات في العالم، وفي العشرين من كانون الثاني 2009 قال أوباما” إننا لن نعتذر عن طريقة عيشنا، كما إننا لن نكون في موقع الدفاع، ونقول لأولئك الذين يريدون فرض الإرهاب… نقول لهم الآن بأن عزيمتنا قوية ولن تكسر، ولن تقدروا على هزيمتنا ، وسنهزمكم” وهذا ليس غريبا فأوباما ينتمي إلى مدرسة “التدخل الحر” والتي تبيح لأمريكا التدخل في شئون الآخرين بمختلف الطرق ومن ضمنها الطرق العسكرية كي تفرض على الناس حرية الغرب العفنة.
إن أوباما لن يوقف حرب أمريكا الصليبية لأن أمريكا متورطة في مستنقع أفغانستان، فأمريكا غير قادرة على إيجاد الاستقرار في أفغانستان بالرغم من وجود 30،000 جندي من قوات حلف النيتو. وزاد تورط أمريكا عندما رفض حلفاؤها إرسال مزيد من جنودهم، ولم يعلنوا مجرد الإعلان عن نيتهم إرسال عدد من الجنود ولو القليل إلى أفغانستان رغم تكرار طلب أمريكا، وبدلا من ذلك فإن بعض حلفاء أمريكا أعربوا عن نيتهم سحب قواتهم من أفغانستان مثل جارة أمريكا كندا. وأما عن قائد القوات البريطانية في أفغانستان الجنرال بيتر وول فإنه استبعد تحقيق نصر في أفغانستان واعتبر قرار أمريكا إرسال قوات إضافية خطوة “مضللة”. وأعلنت الحكومة الألمانية عن نيتها تقليص حجم قواتها وأعلن الحزب الحاكم في الحكومة الألمانية في الثاني والعشرين من كانون الثاني 2009 عن خطة لإنهاء الحرب في أفغانستان. وهكذا سائر الدول الغربية المشاركة في قوات تحالف النيتو، لذلك سيعمل أوباما جاهدا لاستخدام الجيش الباكستاني لإتمام الحملة الصليبية على أفغانستان ولإنقاذ هيبة أمريكا المتهاوية في العالم.
من جانب آخر فإنه لا يوجد من رؤساء أمريكا من هو على استعداد لإيقاف الهجمة الوحشية الأمريكية على الأمم الأخرى، لان كل رئيس منهم يترأس أمة رأسمالية ذات سياسة استعمارية تقتات من استعمارها للشعوب، فهذه السياسة هي التي أخرجت أمريكا من عزلتها بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح وحشا مفترسا، يلتهم ثروات العالم لإثراء الرأسماليين فيها من خلال شركاتهم متعددة الجنسيات. فمثل هذه السياسة تحتاج إلى من يستمر في تنفيذها بصرف النظر إن كان جمهوريا أو ديمقراطيا أو كان خليطا منهما كإدارة أوباما الحالية. و هنا نتساءل إن كانت أمريكا الرأسمالية الاستعمارية جشعة في أوقات الرخاء والبحبوحة الاقتصادية فماذا سيكون حالها واقتصادها آخذ في الإنهيار، هذا إن لم يكن قد انهار بالفعل؟!
أيها المسلمون في باكستان!
لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “ لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ” وقد لدغتكم أمريكا الكافرة على مدار العقود الست الماضية مرات ومرات. إن الكافرين لا يريدون الخير لهذه الأمة، ويجب أن لا نثق بهم، هذا علاوة على عدم التعاون معهم، فالكفار لا يريدون لهذه الأمة خيراً، فهم يقاتلون في سبيل الشيطان، ويكيدون للأمة الإسلامية ويتربصون بها الدوائر. وحتى الذين تحالفوا مع أميركا فإنها لم تنفعهم شيئاً، فما أن انتهت أدوارهم حتى لفظتهم أمريكا. نعم إن الوثوق بأمريكا كالوثوق بالشيطان، والاعتماد عليها اعتماد على عدو حاقد، عداؤه أصيل للأمة الإسلامية، يقول خالق الخلق سبحانه وتعالى((كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ)). ويقول أيضا ((إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)). فبالرغم من قول الحق تبارك وتعالى عن الكافرين الأعداء كل ذلك، وبالرغم من ظهور عداء أمريكا لدى كل ذي بصر وبصيرة إلا أن حكام المسلمين العملاء مستمرون في دعوتهم لكم للانضمام لهم في الخضوع لأسيادهم الكفار، يختلقون الأعذار تلو الأعذار، كقولهم: إما معاداة أمريكا وتلك مهلكة، وإما حربهم حربنا وسلمهم سلمنا! أو كقولهم: الديمقراطيون خير من الجمهوريين أو كقولهم الرئيس الأسود خير من الأبيض وهكذا.
أيها المسلمون!
إن الحل في متناول أيديكم وليس صعبا عليكم، وهو الانعتاق من الهيمنة الأمريكية، وإقامة كيان مخلص يحكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو الخلافة. فالخلافة وحدها التي ستحكم بالإسلام وتوحد بلاد المسلمين في دولة قوية قادرة على خلع النفوذ الأمريكي من جذوره والتخلص من شرورها إلى الأبد. فتخلوا وفارقوا عملاء أمريكا كما تخلوا عنكم وخاصموكم، واحتضنوا القيادة السياسية المخلصة في الأمة وهم شباب حزب التحرير لتقيموا دولة الخلافة.
أيها المسلمون في القوات المسلحة!
إن الكرة في ملعبكم، فها هي أمريكا تغرق وتنهار، وانهيارها لا يمكن تلافيه برتوش تجميلية، إذ أن سببه طريقة عيشهم الرأسمالية. الرأسمالية التي انحطت بهم حتى أصبحوا وحوشا تنهش أجساد البشر في العالم أجمع، فملأت قلوب معتنقيها بالشك والريبة من حلفائهم، وبالحقد على أعدائهم وضحاياهم. وهي عينها الرأسمالية الجشعة التي دفعت بالرأسماليين الأمريكيين للعيش على دماء شعوب العالم وحتى شعوبهم أنفسهم مسببة انهيار اقتصادها نفسها.
إنكم لستم بالضعفاء وستكونون أكثر قوة بالإسلام إن اغتنمتم هذه الفرصة الذهبية، فأنتم سابع أكبر جيش في العالم، وأنتم البلد الإسلامي الذي يمتلك السلاح النووي، وفيه أكثر من 300،000 جندي تحت السلاح و500،000 جندي احتياطي، وبإمكانكم تدريب أكثر من 30 مليون جندي آخرين من الشعب خلال أشهر للقتال في صفوفكم. فبدل أن تعينوا أمريكا المريضة وتحملوها على أكتافكم فتنالوا بذلك ذل الدنيا وغضب الله سبحانه وتعالى، أليس خيراً لدينكم ودنياكم أن تحولوا باكستان لنقطة ارتكاز للخلافة الإسلامية التي توحد الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم فتكونوا بذلك أكبر وأقوى دولة في العالم؟ ألن يكون ذلك تكفيرا عن ذنوبكم فتبيض به وجوهكم في يوم الحساب؟
يجب أن ترفضوا أي تعاون سياسي أو عسكري مع الكافر المستعمر، فأغلقوا مكاتب استخباراتهم، والقوا بهم وبعملائهم خارج البلاد، فأنتم والله قادرون على ذلك، وأنتم القادرون على النهوض بأمتكم من خلال دولة الخلافة الإسلامية، وتذكروا من سبقكم بالإيمان سعد بن معاذ رضي الله عنه وهو من نصر رسول الله لإقامة أول دولة إسلامية في المدينة، إذ يروى أنه عندما توفاه الله بكت أمه عليه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم((ليرقأ (لينقطع) دمعك، ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش)). إن مثل هذه الفرصة أمامكم اليوم، إنه اليوم الذي تعطون فيه النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة فيحكم بالإسلام، وحينها سنوحد بلاد المسلمين جميعها في دولة تقف صفا منيعا في وجوه الأعداء من أمريكا وبريطانيا وحلفائهما، وحينها فقط سنتمكن من قيادة العالم ونحمل الإسلام رسالة نور وعدل، يقول الحق تبارك وتعالى: ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ))
29 محرم 1430 هجري
حزب التحرير
2009/01/25م
المفضلات