هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28].
16- {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127-128].
17- {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40].
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
لماذا لا يستجيب الله دعاء كثير منا على الرغم من الدعاء ليلاً نهاراً، بينما نجد أن نبياً مثل يونس وهو في بطن الحوت قد استجاب الله له؟
لنقرأ هذه المعلومات التي نحن بحاجة ماسة لها في مثل هذا الزمن....
هل تخيَّلت يوماً ما أن تُلقى في ظلمات البحر فيلتهمك حوت عملاق يزن أكثر من مئة طن؟ ماذا ستفعل، ومن ستنادي، وهل تتصور بأن من تناديه قادر على الإجابة؟! هذه تساؤلات خطرت ببالي عندما كنتُ أتأمل قصة سيدنا يونس عليه السلام، مقارنة بواقعنا وما نراه اليوم من واقع يعيشه المسلمون، لم يعد لديهم إلا الدعاء لعلاج مشاكلهم، وعلى الرغم من الدعاء لا نجد الاستجابة السريعة من الله تعالى، ربما لأننا فقدنا الإخلاص.
الدعاء يا أحبتي له شروط ومن أهم شروطه أمران: الإخلاص والعمل، فالإخلاص يعني أننا نتوجه بقلوبنا وعقولنا إلى الله وحده أثناء الدعاء، وحتى نصل لهذه المرتبة ننظر إلى سلوكنا، هل تصرفاتنا وأعمالنا وأقوالنا ترضي الله، ولا نبتغي بها إلا وجه الله؟
أما العمل فيعني أننا نستجيب لنداء الخالق تبارك وتعالى، فندرس ونتعلم أسرار الكون والطبيعة وأسرار النفس، ومن ثم نفكر بطريقة علمية نطوّر بها أنفسنا، فتكون كل أعمالنا لله ومن أجل الله، عندها سيُستجاب الدعاء إن شاء الله.
ولكن المشكلة أن معظم المسلمين فقدوا الإخلاص والعمل، ولم يبقَ لديهم من أسباب استجابة الدعاء إلا المظاهر، ولكن القلوب هي الأساس. فالله تعالى لا ينظر لأشكالنا ولا لصورنا، ولا ينظر لمراكزنا في الدنيا، بل ينظر إلى قلوبنا، فهل قلوبنا نقية مثل قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
هل نحن متواضعون مثل تواضع الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام؟ هل نتقرب من الفقراء وندنو من المساكين كما كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟ ماذا عن انفعالاتنا، هل نغضب لغضب الله ونرضى لرضاه عز وجل؟ وهل نشعر بمعاناة إخوتنا في الإيمان؟
والله لو طبَّق المسلمون حديثاً واحداً من أحاديث النبي، لكانوا أسعد الناس وأقوى الناس، وذلك عندما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، فهل فعلاً تحب لأخيك ما تحبه لنفسك؟ للأسف هذا الحديث يطبقه اليوم الملحدون في الغرب، فتجدهم يتعاونون من أجل تحقيق مصلحة دنيوية، أفلا نتعاون من أجل مرضاة الله تبارك وتعالى؟
كل هذه الأشياء يا أحبتي تذكرني بذلك الموقف الصعب الذي أحاط بنبي كريم من أنبياء الله وهو سيدنا يونس عليه السلام، عندما قُذف به في البحر ليلاً، فالتقمه الحوت، فعاش لحظات في ظلمات متعددة: ظلام الليل، وظلام البحر، وظلام بطن الحوت، ولكنه لم ينسَ ربَّه فكان يسبح الله وهو في بطن الحوت، ونادى نداء عظيماً، يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، طبعاً (َذَا النُّونِ) هو النبي يونس، عندما غضب على قومه وتركهم دون أن يأخذ الإذن من الله وظن أن الله لن يبتليه ويختبره ويمتحنه ويقدر عليه، ولما وقع في هذا الموقف الصعب نادى الله تعالى بدعاء عجيب وهو: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، هذا هو دعاء الكرب!
ونحن يا أحبتي اليوم ينبغي أن نتذكر هذا الدعاء وأن نكثر منه، عسى الله أن يكشف عنا الضر ويعطي كل إنسان مسألتَه، وينجينا من الغم، ولذلك فإن الله تعالى استجاب مباشرة لسيدنا يونس، ونجاه من الغم، لماذا؟ لأنه كان مؤمناً حقيقياً بالله تعالى، يقول تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].
صورة رائعة عرضت على موقع ناشيونال جيوغرافيك، ونرى فيها الحوت بقرب إنسان بالحجم الحقيقي لكل منهما، وهنا أود أن أتذكر قصة سيدنا يونس عندما ابتلعه الحوت، انظروا إلى هذا الحوت إلى حجم فمه وكيف يمكنه ابتلاع إنسان بسهولة، ولكن سيدنا يونس كان من المسبحين فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. إن هذا الدعاء كان سبباً في نجاة سيدنا يونس من هذا الغم، يقول تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].
فيا أحبتي! هل تتصورون أن مشاكلكم وهمومكم هي أكبر من مشكلة سيدنا يونس وهو في هذا الموقف؟ إن الذي نجّى هذا العبد الصالح ببركة دعائه لربه، قادر على أن ينجيكم من أي موقف أو مشكلة تتعرضون لها، ولكن بشرط أن تتذكروا هذا الدعاء: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). ندعو الله لجميع المسلمين أن يكشف عنهم الغمّ، إنه على كل شيء قدير.
بقلم عبد الدائم الكحيل
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
"اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا
عذاب النار". رواه البخاري ومسلم.
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم
والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا
والممات". رواه البخاري ومسلم.
اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء
القضاء، وشماتة الأعداء". رواه البخاري ومسلم ولفظه كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء،
ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمةُ أمري، وأصلح لي
دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها
معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، واجعل الموت
راحةً لي من كل شرٍّ". أخرجه مسلم.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
فلاش نور على نور
[flash=http://www.saaid.net/flash/1221441917.swf]WIDTH=400 HEIGHT=400[/flash]
[/align][/cell][/table1][/align]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ } [الأنبياء:83-85].
حال أيوب عليه السلام قبل البلاء
يذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات جملة من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام؛
حتى نتأسى بهم ونتبع هداهم،
كما قال لنبينا صلى الله عليه وسلم :
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ
أي: اقتد بهدي هؤلاء، واتبعهم في صبرهم وفي تبليغهم دعوة ربهم سبحانه وتعالى.
ومنهم أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام،
وهو العاشر من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الذين ذكروا في هذه السورة.
قال الله سبحانه:
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَ
ا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
فذكره هنا في الأنبياء،
وذكره أيضاً في سورة ص فقال:
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ *
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ
وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الأَلْبَابِ
فذكر لنا سبحانه في هاتين السورتين شيئاً من قصة أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام،
وذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه شيئاً من قصة أيوب عليه السلام،
وذكر أهل الكتاب شيئاً من قصص أيوب عليه السلام، والله عز وجل لم يفصل قصته، وإنما أراد أن يرينا البلاء الذي ابتلي به هذا النبي،
وواضح من الآيات أن البلاء كان شديداً. ومما ذكر عن أيوب عليه الصلاة والسلام أنه كان بين إبراهيم وموسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام،
وقد كان غنياً أعطاه الله عز وجل في أرض الشام أرضاً عظيمة جداً،
وأعطاه بساتين، وأعطاه من الأنعام ومن الخيرات شيئاً كثيراً،
وأعطاه الكثير من الأبناء،
فقيل: كان له ثلاثة وعشرون ولداً، والله أعلم
وهذا مذكور عن ابن عباس وغيره،
وكانت له زوجة صالحة طيبة، فكان في رغد عظيم جداً؛
فقد جعله الله سبحانه تبارك وتعالى نبياً وجعله ملكاً في ما هو فيه من أشياء.
بلاء أيوب عليه السلام
قال تعالى:
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
أي: لقد مسني أعظم الضر وأشد ما يكون من البلاء الذي لا يصبر على مثله،
ولكن نبي الله عليه الصلاة والسلام صبر لأمر الله تبارك وتعالى.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه أبو يعلى عن أنس بن مالك رضي الله عنه،
وكذا رواه أبو نعيم في الحلية وذكره الشيخ الألباني رحمة الله عليه في السلسلة الصحيحة:
{إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة}.
وأيوب كان قد بلغ من العمر سبعين سنة وهو على العبادة وعلى الدعوة إلى الله تبارك وتعالى،
وابتلي في هذا السن، فبعد أن صار شيخاً ابتلاه الله سبحانه وتعالى
لينظر كيف يصبر؟
قال صلى الله عليه وسلم: {لبث به بلاؤه ثمانية عشرة سنة،
فرفضه القريب والبعيد}،
يعني : ابتعد عنه القريب،
أي : الأهل، والبعيد: الجار والأصحاب . قال: (فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان}.
سنة الله في ابتلاء المؤمنين
عندما ينزل البلاء تقع فتنة شديدة، والناس ينظرون لهذا المبتلى
على أنه قد فعل شيئاً، وينسون أن الله عز وجل يبتلي عباده الصالحين.
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
{أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل،
ويبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له من البلاء،
وإن كان في دينه رقة قلل له من البلاء}.
فيبتلى الرجل على قدر دينه، فلا تقل عن المبتلى إنه كان يعمل شيئاً ما،
فقد يكون هذا المبتلى من الصالحين، وله عند الله درجة عالية لن يبلغها عمله،
فيبتليه الله عز وجل حتى يرتفع إلى هذه الدرجة. إذاً فلا تشمت بإنسان مبتلى،
وإذا مررت به فقل في نفسك: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى كثيراً من خلقه،
وفضلني على كثير ممن خلق من عباده تفضيلاً،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تتمثل بأبيات وتقول:
إذا ما الدهر جر على أناس كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
فلا تشمت بأحد أبداً، فقد يأتي البلاء على إنسان وتشمت به والبلاء
ينتظرك بعده، فلا تشمت بإنسان نزل به البلاء،
والله سبحانه وتعالى يختبر عباده بما يشاء.
قال صلى الله عليه وسلم: {فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم:
تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين}
فبدأ هذا الإنسان يتشكك في الأمر، وإلا فهو يرى أيوب أمامه،
وهو نبي من أنبياء الله عليه الصلاة والسلام، ومن الصابرين،
وهو معصوم لا يكذب ولا يقع في خطيئة، فكونه يسيء الظن فيه هكذا
هذا أمر صعب. قال:{تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين،
فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال:
منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راحا إلى أيوب عليه الصلاة والسلام لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له،
فقال أيوب عليه الصلاة والسلام:
لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله
فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق}،
يعني: كان يعمل هذا وهو عمل صالح عظيم، فلا يسيء أحد الظن أبداً في نبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام.
ولما قال له الرجل ذلك قال:
لا أدري ما تقولان؟ ولكن أعرف من حال نفسي أني كنت أمر بالرجلين
يتنازعان،
أي: يتشاتمان ويتنازعان في الشيء،
وكل منهما يحلف أنه حقه، ولا يمكن أن يكون ملكهما معاً،
فعندما أرجع إلى بيتي أكفر عن المسيء في ذلك، ولا يلزمه أن يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام .
صبر زوجة أيوب معه في بلائه
قال:{وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده
حتى يبلغ)،
وهذا من أعظم صبر هذه المرأة، فقد صبرت مع أيوب صبراً عظيماً،
وصبر هو أيضاً صبراً يضرب به المثل عليه الصلاة والسلام، وهو نبي وحق له ذلك.
وأما المرأة فكانت صالحة ، ومع ذلك صبرت مع أيوب عليه الصلاة والسلام
صبراً عظيماً قل أن تصبره امرأة مع زوجها، فكانت تخرج معه إلى حاجته، وتمسكه بيده حتى يبلغ.
معافاة الله لأيوب من بلائه
قال{فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحى الله إلى أيوب أن اركض برجلك
هذا مغتسل بارد وشراب،
قال: فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به
من البلاء وهو أحسن ما كان}
أي: قد كشف الله عز وجل عنه هذا البلاء العظيم الذي كان عليه.
قال: {فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك
رأيت نبي الله هذا المبتلى}
أي: لم تعرفه؛ لأنه منذ ثماني عشرة سنة في البلاء والآن زال عنه هذا كله فلم تعرفه،
فسألته: أتعرف أيوب هذا النبي المبتلى عليه الصلاة والسلام؟
ثم قالت : {والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذا كان صحيحاً.
فقال: فإني هو عليه الصلاة والسلام)
فقد شفاه الله سبحانه وتعالى مما كان به،
وعوضه ما أخذ منه تبارك وتعالى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(وكان له أندران)
والأندر: الخزانة فيها الحبوب والتمر وغيره، قال:
(كان له أندران، أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين،
فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض،
وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض)
فأعطاه ذهباً وفضة على هذا الصبر، وهذا في الدنيا،
أما في الآخرة فدرجته عظيمة ومرتبته عظيمة وأجره عظيم على صبره عليه الصلاة والسلام.
وقد جاء أنهم كانوا يقولون له: سل ربك أن يشفيك فيقول:
(عافاني الله سبحانه وتعالى سبعين سنة أفلا أصبر سبعين مثلها؟ )،
يعني: إذا كان منّ علي بصحة وبعافية وبمال وبولد سبعين سنة،
أفلا أصبر سبعين سنة مثلها؟
بيان أن من الأدب عدم نسبة الشر إلى الله
قال الله تبارك وتعالى:
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ
وهذا فيه غاية الأدب،
فهو لم يقل: مسستني بضر،
أو أنزلت بي الضر، والله عز وجل هو الذي يخلق الخير والسقم والبلاء.
والله سبحانه وتعالى ينزل على عبده ما يشاء سبحانه، ولكن من الأدب مع الله أن ينسب العبد النعمة والخير إليه سبحانه،
وهو الفاعل لكل شيء سبحانه، فيقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(الخير بيديك، والشر ليس إليك)
فالخير من عند الله سبحانه، وهو الذي خلق الخير وغيره،
ولكن الأدب مع الله سبحانه أن ينسب العبد البلاء إلى نفسه،
كما قال إبراهيم:
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *
وَإِذَا مَرِضْتُ [الشعراء:78-80]
وهو الذي أمرضه، ولكنه تأدب مع الله سبحانه وتعالى،
فقال: وَإِذَا مَرِضْتُ [الشعراء:80] فلم ينسبه إلى الله،
وإن كان الله عز وجل هو الذي يشفيه، وهو الذي يمرضه سبحانه وتعالى.
وهنا سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام قال:
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ [الأنبياء:83]
وهذه قراءة الجمهور. وقرأها حمزة :
(أني مسنيْ الضر وأنت أرحم الراحمين).
فبعد ثماني عشرة سنة طلب من ربه سبحانه أن يكشف عنه البلاء.
مما جاء في الآثار: أن أصحاب أيوب عليه الصلاة والسلام جاءوا إليه فقالوا له:
ذلك أنك أذنبت ذنباً لا يعلمه إلا الله عز وجل،
قال: فكان أشد ما كان عليه سوء الظن، فسجد لله عز وجل ونادى ربه
وقال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83] فكشف الله عز وجل عنه ذلك.
تفسير قوله تعالى: (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ...)
رد الله على أيوب أهله بعد كشف ضره
قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ [الأنبياء:84]،
أي: فكشفنا كل ما به من ضر، ولم نترك منه شيئاً.
قال تعالى: وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ [الأنبياء:84]،
أي: بعد أن أخذهم منه، وكأن الله عز وجل
أخذ أولاده الثلاثة والعشرين كما ذكر ابن عباس ،
ثم ردهم عليه ربه سبحانه،
فقيل: ردهم بعدما أماتهم، فأحياهم له، وقيل:
إنه أعطاه أجرهم وأعطاه بدلاً منهم، ولعله يكون كذلك، ولم يذكر لنا سبحانه وتعالى الأمر،
ولكن الله على كل شيء قدير، فهو قادر على إحيائهم له بعد موتهم،
كما ذكر لنا في بني إسرائيل:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ
أي: أنهم وجدوا الطاعون ينزل في الناس،
فخافوا وهربوا لعلهم ينجون من الطاعون.
فلما هربوا وخرجوا قال لهم الله عز وجل: موتوا! فماتوا جميعهم،
ثم أحياهم بعد ذلك، والله على كل شيء قدير.
فقد يفعل ذلك آية، فيميت الإنسان قبل أجله ثم يبعثه لأجله المعلوم عند الله عز وجل،
وقد يكون إحياء الله لأولاد أيوب من هذا الباب؛
لأن الله عز وجل قال: وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
ولعل المعنى: آتيناه أجر أهله،
أي: صبره على أهله، فيكون بتقدير محذوف هنا:
وأعطيناه في الدنيا مثلهم، ويوم القيامة يجد الجميع في جنة الخلد معه. ومما جاء أن إبليس ذهب إليه ليوسوس إليه فما قدر عليه،
فسأل الله عز وجل أن يسلطه عليه فأراد الله أن يري الملائكة والخلق كيف يصبر هذا الإنسان فابتلاه،
وقد قال في سورة ص:
أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [
وكأنه يذكر أن الشر من الشيطان تسلط عليه، أو أنت سلطت علي هذا الشيطان ففعل بي ما فعل
وابتلاني في أصدقائي فوسوس لهم فأساءوا الظن في،
وابتلاني في امرأتي فأنا أسأت الظن فيها، فمسني الشيطان بنصب وعذاب.
فقال الله عز وجل: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ
والركض: الضرب بالرجل، ومنه ركض فرسه،
يعني: ركب عليه وضرب برجليه على جنبيه حتى يجري،
فهنا قال: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ
أي: على الأرض، فنبعت له عين ماء من الأرض فاغتسل منها وشرب
فأبرأه الله تبارك وتعالى فصار أحسن مما كان.
قال تعالى: فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
هنا ذكر رحمة من عندنا،
وقال في ص: رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الأَلْبَابِ
وهنا قال تعالى: رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
أي: تذكرة للعابدين،
أي: لكل العباد الذين يعبدون الله سبحانه، ويعلمون أن الله يبتلي العبد بالخير وبالضر،
كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
فالله عز وجل يبتلي عبده بما يشاء، فإذا أعطاه المال فهذا بلاء من الله عز وجل فليحمد ربه سبحانه،
وليؤد الحقوق التي أمر بأدائها، وإذا ابتلاه الله عز وجل بالمرض فليعلم
أن هذا من عند الله ولا يكشفه إلا الله سبحانه،
وليدع بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء:
(أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاءً لا يغادر سقماً).
حلف أيوب أن يضرب زوجته وبره في ذلك
قال تعالى: وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
وكأنه حصل شيء بينه وبين امرأته،
فقيل: إن المرأة جاءها الشيطان فوسوس إليها بشيء،
وقال لها: اطلبي من أيوب كذا فإذا فعله فإن الله تبارك وتعالى يشفيه،
فطلبت منه ذلك،
فقيل: إنه أمرها بشيء من الشرك تطلبه من أيوب،
فلما طلبته أقسم أيوب أن يضربها مائة جلدة على ذلك،
وقيل غير ذلك
. فالمقصود: أنه أقسم على شيء فعلته هذه المرأة الصالحة الصابرة
أن يضربها مائة جلدة،
والله عز وجل أرحم الراحمين يقول له: ما ذنبها،
وقد جلست معك هذه السنين الطويلة صابرة؟
وفي النهاية لو فرضنا أنها أخطأت في شيء فالله غفور رحيم كريم سبحانه.
فأمر أيوب:
أن أوف بيمينك، ولكن اضربها ضربة واحدة. قال تعالى: وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا
والضغث العثكول من النخل، وهو القنو المدلى الذي فيه البلح،
فأمره أن يأخذ قنواً منه فيه مائة خوصة فيضرب بها المرأة ضربة واحدة،
ليبر بقسمه، وجعل له الله عز وجل هذا المخرج،
قال تعالى:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] .
قال تعالى:
فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا [ص:44]
ثم مدحه الله سبحانه بقوله:
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
وقال سبحانه هنا: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ أي: نادى فاستجبنا له.
شدة تضرع أيوب ودعائه لربه
قال تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ [الأنبياء:83] والنداء أشد الدعاء.
فدعا ربه سبحانه وناجاه متوسلاً إلى ربه سبحانه فقال:
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وهذا من الجمال في السؤال: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ [الأنبياء:83]
والأصل أن يقول: ارفع عني الذي أنا فيه،
ولكنه قال: رحمتك عظيمة وأنت أعلم ما الذي أريده،
فتلطف في سؤاله ربه تبارك وتعالى،
فقال: أََنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
أي: فلتسعني رحمتك. فاستجاب له الله عز وجل سريعاً،
قال تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ) وكان قد تباطأ عن الدعاء سنوات،
واستحيا من ربه الذي أكرمه بالخير كثيراً، وقال: أفلا أصبر كثيراً على هذا الذي ابتلاني به؟
فلما نادى ربه قال: (( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
أي: آتيناه الأجر على أهله الذين ماتوا، أو أحيا الله سبحانه أهله، والله أعلم بذلك.
نعمة الله على أيوب بعد شفائه
قال تعالى: (( وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ )) أولاداً آخرين.
قال تعالى: رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
فرحمناه وكشفنا ما به وأعطيناه، ورحمنا زوجته فأمرناه
ألا يحنث وأن يضربها ضربة واحدة.
قال تعالى: وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
أي: حتى يتذكر كل إنسان عابد لله سبحانه رحمة رب العالمين الواسعة،
وأنه الذي يستجيب لمن يدعوه كما قال تعالى:
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ [النمل:62].
لا إله إلا الله،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن أيوب:
(إن أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام بينما كان يغتسل عرياناً خر عليه جراد من ذهب،
فجعل أيوب يحثوه في ثوبه، فناداه ربه سبحانه: يا أيوب،
ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟
يعني: ألم أعطك أندر ذهب وأندر فضة، وحاشا لأيوب أن يكون طماعاً،
وهو نبي معصوم، وإنما هو أدب الأنبياء.
وقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنها صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)
ولو أن إنساناً ذهب إلى إنسان غني وكبير وأعطاه شيئاً من الصدقة فقال له:
لا أريد، لكان ردها قبيحاً،
وحينئذ يشعر المعطي بالضيق لرفضه،
وكلما ازداد قدره ومقامه كان الرفض أوجع له.
ولله عز وجل المثل الأعلى، ولا شيء يناله سبحانه وتعالى من عبده،
قال تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ
فلما أنزل الله على أيوب هذا الجراد من الذهب ابتلاء له،
ونظراً لما يصنع قبل صدقة ربه عليه،
فسأله الله ممتحناً له ومختبراً:
(ألم أكن أغنيتك عن هذا؟ قال: بلى؛ ولكن لا غنى لي عن بركتك).
فهنا منه تأدب في الأخذ وتأدب في الجواب صلوات الله وسلامه عليه،
فذكره الله عز وجل في هذه الآيات وفي غيرها.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
{ يا يحيى خذ الكتاب بقوة }
دلاله على ان دين الله ..
يحمله ذو العزم الشديد
يحمله ذو العقل الرشيد
يحمله ذو الحِكمة البالغة
يحمله ذو الآفاق الواسعه .
{ وآتيناه الحكم صبيا }
فيها استنهاض لهمم الشباب ودفع لهم إلى تتبع طرائق الله عز وجل .
{ وكان تقيا }
أي مقداما على الطاعات
محجما عن المعاصي
يرجو رحمة الله ويخشى عقاب الله
وهذا هو كنه التقوى واساسها .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
من أراد أن يكون له دور عظيم في نصرة دين الله جل وعلا عليه ..
أن يوطن قلبه على الإخلاص
وأن يصبر على الابتلاءات
وأن يرضى بقضاء الله جل وعلا
وأن يعلم أن من سنة الله في خلقه التدرج شيئا فشيئا
ولا يمكن أن يُعطي أحد هبة الله جل وعلا بين عشية وضحاها .
[/align][/cell][/table1][/align]
هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 10 (0 من الأعضاء و 10 زائر)
المفضلات