[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;border:2px solid silver;"][cell="filter:;"][align=center]
في غرفة التجميل أقف أمام مرآتي طويلاً و أنظر لوجهي نظرة متفحصة
فأتمتم بيني و بين نفسي ..
( كم بودي لو أكبر هذا الجزء و أصغر هذا و أشد و أحقن هنا و .. و .. الخ )
لست بــ شوها حتى أحتاج لكل تلك العمليات ..
و أيضاً لست ببارعة الجمال حتى أستغني عن بعض المساحيق
و لا أنكر بأني ممن خضعن لعملية تجميل مسبقاً ..
قديماً كانت النساء تكتفي بقليل من الكحل و بعض من رسوم الوشم تحت الشفاه و على الجبين ..
ومع تقدم العصر بالغت النساء في أدوات الزينة ليرضينا غرورهن
بداء بتنوع المساحيق و ماركاتها و انتهاء بعمليات التجميل في الوقت الحالي ..
الفضائيات كان لها دور في انتشار داء عمليات التجميل لدى النساء و الترويج لها
فنجد من تطالب بــ شفاه نانسي و عيون أليسا
و - كانت ( الشحرورة ) صباح قد أبليت بلاء حسن في معركتها مع عمليات التجميل و تقدم العمر -
حتى أكاد أجزم أن الوجوه أصبحت واحده ..!!
كــ الاستنساخ و لم تعد تفرق بينهن فــ انعدمت الخصوصية ..
في الوقت الحالي عمليات التجميل لم تعد حصراً على النساء في عمر 40 و ما فوق ..
اللواتي يجرين في الغالب عمليات شد لتجاعيد أو حقن بوتوكس ..
بل حتى الفتيات و المراهقات ما دون العشرين تجرئن للخوض في هذا المضمار ..
و الشباب أيضاً انزلقت قدمهم في هوس عمليات التجميل ..
فــ يؤكد مدير أحدى مراكز عمليات التجميل في السعودية أن 40% من المرضى هم من الشباب
والنسبة الباقية من الفتيات ..
حديثي هذا عن الجمال الخارجي و تدخل الجراحة فيه لا يعني أني أحرص و أهتم به
حتى همشت و طمست معالم الجمال الداخلي ..
جمال الــ روح الذي له رونقه الخاص فلا يصدأ و لا يحتاج لتقشير أو شد مع تقدم العمر ..
و لا يعني أيضاً أني أهمل جمال الظاهر فــ كلاهما مكمل للأخر ..
لدي إيمان شديد أن جمال الظاهر ينعكس بشكل غير مباشر على جمال الداخل ..
فحين تقف أمام المرآة و ترتاح لمظهرك ستثق بنفسك أكثر و ترى كل ما حولك بعين النحلة
فــ لا تقع عينها إلا على كل جميل و طيب ..
و من المؤسف حقاً أن تجد شخص ينعدم فيه الاثنان ( معاً ) ..
أن كنت شوها لا بأس بأن أعمل عملية تعويض معنوي ..
فأجعل الجمال المفقود في خلقتي موجود في روحي و أخلاقي ..
البعض لا يستطيع أن يجري عملية التعويض هذه
رغم أنها لا تكلفه شيء .. !! لا مال و لا عناء البحث في مراكز التجميل ..
فيكره نفسه و يحاول لا شعورياً أن يسقط من الآخرين
كــ حيلة من حيل الدفاع النفسي ..
فــ يفقدهما معاً ..!!
و البعض الأخر على النقيض تماماً ..
رغم ما يملكه من جمال فالجميع ينفر منه لسوء أخلاقه ..
أذاً في كلا الحالتين جمال ( الــروح ) هو الأنقى و الأبقى و الماسة التي لا تفقد بريقها مدى الحياة
هي دعوة للجمال :
- أن كنت تملك خلقة جميلة زدها جمالاً على جمال بروعة الروح و سمو الأخلاق ..
- و أن كنت قد حٌرمت من جمال الخلقة – و هذا لا يد لك فيه – أجعل هذا الجمال في مكان
لاتصل له يد جراحين التجميل و لا فرشاة المساحيق و لتكن روحك هي الأروع و الأجمل .
عذراً لقلوبكم ..
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات