"الرياض": إغلاق 9 مخابز تستخدم مادة «قاتلة» في صناعة العجين
التاريخ: 1/1/1430 الموافق 29-12-2008 | الزيارات: 105
المختصر /
المختصر / أغلقت أربع جهات حكومية وأمنية شكلتها إمارة منطقة الرياض 9 مخابزآلية ونصف آلية في مدينة الرياض، بعد أن أثبتت التحاليل المخبريةاستخدامها «برومات البوتاسيوم» التي تصنف على انها «مادة قاتلة»، كونهاتؤدي إلى السرطان. وجاء التحرك الحكومي، بعد أن تقدم صاحب مخبز بشكوى إلىأمانة مدينة الرياض يفيد فيها بوجود من يقوم بتوزيع المادة على محالالمخابز.
وأوضح المدير العام لصحة البيئة في أمانة مدينة الرياضالمهندس سليمان البطحي لـ «الحياة» أن إمارة منطقة الرياض شكلت فريق عملميداني من وزارة التجارة وأمانة مدينة الرياض والهيئة العامة للغذاءوالدواء وشرطة منطقة الرياض لإجراء التحاليل المخبرية، واتخاذ الإجراءاتالنظامية بحق من يثبت استخدامه لمادة برومات البوتاسيوم، بعد أن وجهتوزارة الشؤون البلدية والقروية جميع الجهات المختصة في الأمانات والبلدياتبتشديد الرقابة الصحية على المخابز، وفق ما ورد في لائحة المـــخابزالآلـــية والنــــصف آلية.
وقال البطحي: «قام فريق العمل بسحب 400عينة من الخبز والمحسنات المضافة إليها، وأرسلت إلى المختبرات التابعةلوزارة الشؤون البلدية والقروية وهيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة،وأثبتت نتائج 204 عينات وجود المادة المسرطنة في 9 مخابز.
وأشار المديرالعام لصحة البيئة في أمانة مدينة الرياض إلى أنه تمت إحالة أصحاب المخابزالتي تستخدم المادة المسرطنة، إلى الجهات المعنية للتحقيق معهم لمعرفةمصادرها. وكانت المصلحة العامة للجمارك أعلنت في وقت سابق حظر دخول مادةبرومات البوتاسيوم إلى المملكة.
وذكر البطحي أن مواطناً يملك مجموعة منالمخابز تقدم إلى أمانة مدينة الرياض بشكوى مفادها قيام مجموعة منالوافدين بتوزيع مادة وصفها بـ«السحرية» على محال بيع الكنافة، وعند بحثالمواطن عن المادة في الأسواق تبين أنها مادة مسرطنة تزيد من خواص العجينولا تحتاج إلى تبريد.
وأضاف أن المواطن - صاحب الشكوى - اعترف أنه أخطأفي حق المواطنين ببيعه الكنافة والخبز وهي تحمل مواد مسرطنة، مشيراً إلىأن أمين مدينة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف بلغ أمير منطقة الرياضالأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي شكل فريق عمل ميداني بمشاركة جهات حكوميةوأمنية.
ولفت إلى أن الفريق لا يزال يمارس أعماله ميدانياً، بأخذالعينات يومياً من المخابز الآلية والنصف آلية والعادية والتميس، التييبلغ عددها في مدينة الرياض 2050 مخبزاً، وأن إجراءات نتائج التحاليلتستغرق بين 10 و15 يوماً للعينة الواحدة.
من جهة أخرى، تحفظت هيئةالغذاء والدواء عن التعليق على وجود المادة المسرطنة «برومات البوتاسيوم» في المخابز، وكيف دخلت إلى المملكة بعد منعها منذ أعوام، في اتصال أجرته «الحياة» مع رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء المكلف الدكتور محمدالكنهل. وحذا نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء رئيس قطاع الأغذيةالدكتور إبراهيم المهيزع حذوه بامتناعه عن الإجابة على أسئلة «الحياة»،لانشغاله في اجتماعات دورية في مقر الهيئة.
وتعتبر برومات البوتاسيوممادة مؤكسدة تتم إضافتها للدقيق لتحسين مزاياه بعد أكسدة بروتين موجود فيمكونات الدقيق، ما يفقده قيمته الغذائية. في المقابل، إذا أضيفت تلكالمادة للخبز بتركيز معين تتحول إلى «البروميد» فور دخولها الفرن، وهي تعدالمادة التي تشكل خطورة على الجسم.
كما تستخدم برومات البوتاسيوم KBrO3 كمادة محسنة للخبز ولأغراض أخرى مثل تعقيم المياه وأدوات التجميل، لكن تمإيقاف استخدامها بعد تبين بعض مضاعفاتها الصحية.
يذكر ان المادةالمحظورة تسببت في إصابة فئران التجارب بسرطان الغدة الدرقية والخصيتينوسرطان الأمعاء والمثانة وورم الطبقة المتوسطة، إضافة إلى كونها مادة سامةللأعصاب والكلى.
وكانت إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA ناشدت أصحاب المخابز في العالم أجمع بعدم استخدامها، من دون أن تمنع استخدامها كلياً.
الخضيري: الرقابة «ضعيفة»... و« هيئة الغذاء» عاجزة
اعتبر رئيس قسم المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور فهدالخضيري أن الرقابة على المخابز بأنواعها «لا تزال ضعيفة»، متهماً أصحابالمخابز بأنهم يهدفون إلى الربح المادي فقط، على رغم معرفتهم بمخاطر مادةبرومات البوتاسيوم المسرطنة.
وقال الخضيري: «مع الأسف الشديد، بعضالمخابز تستخدم المادة المسرطنة لأنها تضيف ملمساً ناعماً إلى الخبز،وتضخّم حجم الرغيف»، مشيراً إلى أنها تستخدم في المخابز الكبيرة في المدنالرئيسية في المملكة.
وقال: «لو كانت البلديات حريصة، لاستطاعت أن تضبطنصف المخابز التي تستخدم المادة المسرطنة»، مؤكداً أن الرقابة ضعيفة منالجهات المختصة. واستطرد: «من أمن العقوبة أساء الأدب».
وأكد الخضيريأن مادة برومات البوتاسيوم تدخل إلى المملكة بصفة طبيعية، فهي ليستمحظورة، ولها استخدامات أخرى في صناعة الصابون والمعاجين وغيرها، وبالتالييصعب منعها لأن هناك جهات أخرى تحتاجها في عملية الصنع.
وعن مدى سرعةالكشف عن المواد المسرطنة، اعتبر الخضيري هيئة الغذاء والدواء عاجزة،وأضاف: «الهيئة لا تزال تحت التأسيس ولا توجد لديها مختبرات، فهي ترسلعيناتها إلى مختبرات أخرى لفحصها، ونحن ننتظر منها تجهيز مختبراتها حتىتصبح مستقبلاً جهة مرجعية».
المصدر: صحيفة الحياة
المفضلات