[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
عقب التظاهرات الكبيرة و المستمرة في تركيا صرح أردوغان بما يلي :
إن تركيا بلد مسلم وتملك مسؤوليات لجهة القدس وفلسطين و نحن ورثة السلطنة العثمانية
إن تصريح أردوغان في هذا الوقت بالذات و بعد نشاط له ملحوظ في المنطقة لمحاولة لعبه
دور الوسيط بين الفلسطينين أنفسهم و دول أخرى يحمل لنا خطاً آخر قد يتشابك مع مجموعة الخطوط التي تقاطعت فوق تضاريس المنطقة فالتصريح أعلاه يلوح بـ مطامع تركية في المنطقة
على اعتبار أن هناك خلفية تاريخية شملت عدة قرون من الزمن تحت سلطة الخلافة العثمانية في المنطقة.
وعلى اعتبار أن المسؤول الكبير في تركيا رجب أردوغان مسلم و بالتالي يعتبر قضية فلسطين قضية اسلامية بالدرجة الأولى فهذا جعل من بلده تظهر على المشهد المرئي في المنطقة
في حين كما نعلم جميعاً بأن النظام في تركيا علماني و تركيا عضو في الحلف الاطلسي
هذا الموقف الذي بلور بالدرجة الأولى لغة الشارع التركي جعل من أردوغان يكسب المزيد
من الشعبية لجهة موقفه من فلسطين و الفلسطينيين .
لن أضع تصريح اردوغان تحت المجهر .. وماقد يرمي اليه لكننا بحاجة فعلاً لتقييم الوضع استراتيجياً بعيداً عن الانفعالات ..
فقضية فلسيطين قبل اعتبارها قضية دولية هي قضية اسلامية بالدرجة الأولى وهذا ما يؤمن
به الشارع العربي من المحيط الى الخليج ..هذا الايمان المطلق جعل الفجوة بين الشارع
العربي و الأنظمة الحاكمة تكبر لإيمان الأخيرة بأن قضية فلسطين هي قضية دولية سلطوية
ولا يجوز اعتبارها قضية اسلامية كي لا تكون نموذجاً مشابهاً لتنظيم القاعدة وغيره ...
في حين يتساءل البعض منا هل هذا الانعطاف ناتج منذ اربعة عقود كنتيجة حتمية للتسوية
المصرية الاسرائيلية ، إن مبدأ التسوية لاقى التبني من بعض الأنظمة الحاكمة مما أدى لاحقاً
إلى انضواء القضية الفلسطينية تحت ايدي التنظيمات الثورية ومع الصعود الاسلامي في
فلسطين وخارجها جعل للتنظيمات الاسلامية دوراً رئيسياً مما أدى الى نشوب التغيرات
بين الدولة العربية و شارعها ..
ومع جمود التجربة السياسية وفشلها منذ أربعة عقود ونتائجها القاسية أدى إلى فشل
في ايجاد حلول للقضية الفلسطينية و أدى كذلك الى الفشل داخلياً وعدم القدرة على
التأثير في المجال الدولي ..
تلك المقدمة توحي لنا بأهمية اعتبار قضية فلسطين قضية اسلامية كما يراها الشارع
العربي ولن اقول أنه يحزنني تبني اردوغان لهذا المبدأ و حمله لراية القضية على الساحة العالمية في حين يحزنني أكثر مشاهد ومناظر الترويع في غزة ، و الانشطار القائم حالياً
بين الشارع العربي الاسلامي و الانظمة الحاكمة .
إن المرحلة الحالية تلوح بأكثر من نتيجة مستقبلية ولعلنا سوف نشهد قوى أخرى في
ساحة الصراع غير المعنية حالياً ..
ويبقى اليقين الوحيد قائماً في ظل الصراعات و صور الدماء و الانتهاك بأن قضية فلسطين
قضية إسلامية عربية يفترض أن توحدنا لا أن تشتت رأينا وفكرنا و هدفنا ورسالتنا ...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات