أعلم بأن الكلمات ستخرج مهزوزة .. والمعاني مفككة ..
ولكن أعذروني .. ولتمسوا لي العذر ..
مكلوم .. وجرحي غائر .. بين الضلوع ..
وأخشى ما أخشى أن تلحق على الروح .. فنقنع منها بالدموع ..
يلزم علي أن أكتب .. وإن كان ما كان أكبر من الكلمات ..
والمعاني التي تصاغ بالكلمات ..
كان يلزم أن يكون الجواب .. ما يرون لا ما يسمعون ..
ولكن ذاك فات .. ويلزم أن يكون هناك أتٍ .. آت ..
فرحم أمتي لم يصب بالعقم .. والخير فيها إلى يوم القيامة ..

و لكن .. هل يلزم أن يكون لنا ..
في كل يوم مقتله .. وكل يوم لنا نائحة ..
ولم يكن لنا من أنفسنا ناصراً .. ولا معين ..
فضلاً على أن يكون من غيرنا ..


أه .. ثم أه .. من مشاهد هذا اليوم .. والويل للعيون وللعروق وللأسن منها ..
أجرت الدموع من المحاجر ..
وجمدت الدماء بالعروق .. وأحارة الكلمات في الألسن ..
ماذا أقول ..


وذلاه .. وضعفاه .. وحسرتاه ..



والله .. ثم والله ..
إن لم نغير ما بأنفسنا .. فلن يغير الله ما بنا ..
وإن لم نتمسك بالعروة الوثقى .. فلن تنجينا باقي العرى ..


يوم شاهدت في أيام سابقة ..
ذلك المصاب وهو يتوسل فيقتل بدم بارد من أبناء جلدته ..علمت أن هناك خلل ..
فإن كان لخيانة وقعت منه فمصيبة ..
وإن كان جور وظلم وتخرص وبالظنون تعدي عليه ..
فالمصيبة أعظم ..

إلا أن ما رأيت وما رأيتم هذا اليوم يفوق الوصف
من رجال ونساء وأطفال مجندلة .. ودماء مسيله ..
فلم يفرقوا بين من ينتسب لهذا أو ذاك .. أو حتى لا ينتسب ..
فهل ستغير فيهم وفينا شيئ ؟؟


أم سنعود .. غداً إلا ما كنا .. وكانوا عليه ..
حسبي الله .. هو حسبي ونعم الوكيل ..