[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
نتابع سلسلة من سحرِ البيان في [ جَلَسَ و قَعَدَ ].
قعدَ وجلسَ واستوى، لها نفس المعنى، ولكن يقال: قعد الرجل إذا كان قائماً وقعد، أمّا جلسَ فتقال للنائم والمضطجع، لأنّه إذا جلس اعتدل وعلا، وجلّس الباب: سوّى ثناياه وعدله، فزاد من ارتفاعه،
وقعد يتوسّل: أي أخذ يتوسّل.
والقاعدُ: المرأةُ التي انقطعت عن الحيض، والجمع: قواعد.
والمُقْعَدُ: المصاب بداءٍ عضالٍ أقعده.
وقاعدة البناء: أساسه.
قال الحطيئة للزبرقان بن بدر:
دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها** واقعد فإنّك أنت الطاعمُ الكاسي
فاستعدى عليه الخليفة عمر بن الخطّاب، وحكّم الخليفة الشاعر حسّان بن ثابت، فقال:
سحل عليه. وقصد بالطاعم الكاسي: المطعوم المكسيّ، فحبس عمر بن الخطّاب الحطيئة، فاستعطفه بقصيدة منها:
ماذا تقولُ لأفراخٍ بذي مَرَخٍ **زغبِ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقيتَ كاسبَهم في قعرِ مظلمةٍ ** فـاغفرْ عليك سلامُ اللهِ يا عمرُ
فأخرجه من الحبس، واشترى منه أعراض المسلمين على أن لا يهجوَ أحداً منهم.
ومن جَلَسَ: المجلس، ومن مرادفاته: المقعد والديوان والشقُّ والرّبعة والمربوعة والمضافة.
جلسة: اجتماع كجلسة مجلس الشعب، وجلسة القضاء، جُلساء الرجل: الذين يجالسونه.
وفي الحديث الشريف: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمّا أن تبتاعَ منه، وإمّا أن تجدَ منه ريحاً طيّبةً، ونافخُ الكيرِ إمّا أن يُحرقَ ثيابَك، وإمّا أن تجدَ ريحاً خبيثةً". البخاري «5534 »
ويقال: هو جليسُ نفسه: إذا اعتزل الناس.
وفي بلاد الشام يقال للرجل: ابرك أي اجلس. والبروك في الأصل للجمل، والجَلْس: المرأةُ الشريفة تجلس في الفناء لا تبرح.
ومن الشعر الذي إذا فتّشته لم تجد فيه كبير معنى قول أحدهم:
كأنّنا والماءُ من حولنا قومٌ جلوسٌ حولهم ماءُ
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات