[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بان يبين بيناً، البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ، ويكون الوَصْلَ، وهو من الأَضداد، وفي المعنيين قال الشاعر:
وكنّا على بينٍ ففرّق شملَنـا فأعقبَه البينُ الذى شتّتَ الشملا
فيا عجباً ضدانِ واللفظُ واحدٌ فللّهِ لفظٌ مـا أمـرّ ومـا أحلى
وقال قيس بن ذريح في البين الذي يعني الوصل:
لعمرك لولا البينُ لانقطع الهوى ولولا الهوى ما حنَّ للبينِ آلفُ
وللفراق قول كعب بن زهير:
بانت سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ متّيّمٌ إثرها لم يُفدَ مكبولُ
أي بعدت، ومثله قول ابن زيدون:
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحُنا شوقاً إليكم ولا جفّت مآقينا
وقد حمّلوا الغراب المسكين تبعة الفراق، وسمّوه غراب البين:
يا غراب البين أسمعتَ فقلْ إنّما تنطقُ شيئاً قد فُعلْ
وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى ظَهَرَ، قال الشاعر:
لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ
وقال ابن ذَريح:
وللحُبِّ آياتٌ تُبَيّنُ للفَتى شُحوباً وتَعْرَى من يَدَيه الأَشاحمُ
وقال النابغة:
إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومةِ الجلَدِ
وفي المثل: "قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين" أَي تَبَيَّن.
بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه، ووقع عليها طلاقُه، والطَّلاقُ البائِنُ هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ.
دخل المغيرة بن شعبة على زوجته فارعة، فوجدها تتخلّل حين انفلتت من صلاة الغداة، فقال لها: إن كُنتِ تتخلّلين من طعام البارحة، فإنّك لقذرة، وإن كان من طعام اليوم فإنّك لشرهة، كُنتِ فبنتِِ! قالت: كلّ ذلك لم يكن، لكنّني تخلّلتُ من شظايا السواك، والله ما فرحنا إذ كنّا، ولا أسفنا إذ بنّا. فندم المغيرةُ على ما بدر منه، وخرج أسفاً. وهذا يدل على أنّ العرب وهم حديثو العهد بالجاهليّة، كانوا يولون النظافة ومنها نظافة الفم والأسنان اهتماماً بالغاً، قد يودي بالمرأة المقصّرة في شأنه إلى الطلاق، كما مقتوا الشره في الطعام كذلك. [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات