عرض المواطن السعودي حسن محمد مخافة الذي ينتمي الى قبيلة عسير, امس, شراء حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف به الرئيس الأميركي جورج بوش, مساء اول من امس, بعشرة ملايين دولار أميركي, فيما قررت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي منح وسام الشجاعة للصحافي الذي يعمل في قناة "البغدادية" العراقية.(راجع ص 37)
ونقل موقع "العربية.نت" الالكتروني عن مخافة, قوله "إنه يملك عقارات وأراضي كثيرة في منطقة عسير التي تقع جنوب غرب السعودية, تزيد قيمتها على المبلغ المعروض", ورأى أنه فتح بذلك مزاداً على ما اعتبره "وسام الحرية وليس حذاءً", مؤكدا أن "وجهاء ومشايخ في قبيلته الكبيرة عبروا عن تضامنهم معه, والمساهمة في شرائه فيما لو وصل ثمنه في المزاد أكثر من ذلك".
واضاف المواطن السعودي البالغ من العمر 60 عاما ويعمل مدرساً, "إن المبلغ جاهز لديه, وسيقوم بتسليمه مقابل حذاء الزيدي, الذي يعتبره أغلى من كل عقاراته وأملاكه, وسيورثه لأولاده, ليصبح مزارًا باسم وسام الحرية", وأعرب عن ثقته بأن الحذاء سيعوض الملايين العشرة, مؤكدا انه لا ينظر للأمر نظرة تجارية, وإنما "يراه إعادة جزء من الكرامة العربية المبعثرة التي أهدرتها سياسات الإدارة الأميركية الحالية, باحتلالها مناطق عربية وإسلامية مثل العراق وأفغانستان وتسببها في وقوع ضحايا أبرياء".
ولفت مخافة الى انه لا يكره الولايات المتحدة ولا يكن لها أي عداء, ويحترم شعبها "فكثيرون من أبنائنا وأشقائنا يقيمون فيها ويتعلمون ويعودون بعلمهم لنستفيد منه, لكنه يكره سياسة إدارتها التي ورطت ذلك الشعب في مغامراتها التي نالت من كرامة الشعوب العربية والإسلامية".
وأوضح أنه افتتح المزاد بمبلغ العشرة ملايين دولار في منتديات عسير على الإنترنت التي يشرف عليها, وعبر عشرات المجموعات البريدية والرسائل الالكترونية, مشيرا الى انه تلقى رسائل تأييد ورغبات في المساهمة من وجهاء وشيوخ في قبيلته وشخصيات في العالم العربي.
وأكد مخافة أنه يعرف أن الصحافي العراقي اقتيد من دون حذائه, موضحا ان من حق محاميه تقديم طلب باسترداده, وفي هذه الحال فإنه جاهز لشرائه بالمبلغ المعروض, أو أن يكون بداية فتح مزاد عليه قد يصل إلى أكثر من ذلك.
وفي طرابلس, قررت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيسة جمعية "واعتصموا" للأعمال الخيرية, منح "وسام الشجاعة" للزيدي.
وذكرت الجمعية في بيان, اوردته وكالة "فرانس برس", امس, "ان الصحافي منتظر الزيدي قال من خلال ذلك صراحة: لا لانتهاك حقوق الإنسان, وعبر عن موقفه بقذف حذائه على وجه الرئيس الأميركي جورج بوش", مؤكدة ان قرارها منح الزيدي وسام الشجاعة "يأتي إنسجاما مع أهدافها في المجالين القانوني وحقوق الإنسان".
واعتبرت ان ما قام به الصحافي يعد "انتصارا لحقوق الإنسان على المستوى العالمي", وطالبت الحكومة العراقية بمنحه "وسام الوفاء والشجاعة على هذا الموقف الشجاع", كما دعت الجمعية المنظمات الدولية والحقوقية والصحافية الى التضامن مع الصحافي العراقي, والضغط على الحكومة العراقية لاطلاق سراحه فورا, وعدم توجيه أية تهمة له او تسليمه للسلطات الاميركية.
المصدر : السياسه الكويتية
المفضلات