بسم الله الرحمن الرحيم
لرياض: سعد المحارب المكان: قاعة جامعية بكلية العلوم الإدارية في جامعة الملك سعود بالرياض، والزمان: الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الحالي، والمناسبة: اختبار مادة مبادئ القانون ضمن مقررات السنة الأولى لقسم القانون. وبعد أن توافد طلاب خمس شعب دراسية إلى قاعات الامتحان وأخذ المراقبون مواقعهم، وزعت كراسات الإجابة، ولم يتبقَ إلا إشارة البدء في أجواء لم تخل من قلق ظاهر على محيا القانونيين السعوديين الجدد. وجاءت اللحظة المنتظرة بتوزيع الأسئلة التي أثارت ردود فعل فاجأت الجميع، فضجت القاعات بالضحك، واندهش المكان قبل المراقبين، فقد صيغت أسئلة الامتحان الأربعة بطريقة غير معتادة مرفق صورة من ورقة الإختبار) الأسئلة التي أثارت الضحك في القاعة كانت مثار مناقشة طلابية بعد مغادرتها، فقد رأى بعضهم أن هذا الأسلوب ساعده على كسر حدة الامتحان، ورأى غيره أن «الأسئلة حملت استخفافاً بالمقرر والطالب والموقف كله»، واعتبر ثالث أن الأسلوب جيد ولكن الأستاذ بالغ في الأمر على نحو خادش . قسم القانون من جانبه استدعى أستاذ المادة وحذره من تكرار هذا الأسلوب الذي اعتبره القسم غير مقبول، وشهد مكتب رئيس القسم نقاشاً ساخناً بلغ حد الملاسنة جراء إصرار الأستاذ على سلامة أسلوب الأسئلة من الناحيتين العلمية والتربوية. «الشرق الأوسط» توجهت إلى أستاذ المادة، وهو المحاضر محمد الشمري، 49عاماً ، الذي يحمل درجة البكالوريوس في تخصص القانون والشريعة من جامعة الكويت، ودرجة الماجستير في القانون الخاص من جامعة اكسن بيرفرانس الفرنسية، وكان بدأ مشروعه في دراسة الدكتوراه في جامعة نيس الفرنسية، إلا أن ظروف أحداث سبتمبر قادته للعودة إلى الرياض، على أساس سفره من جديد إلى فرنسا خلال الفترة المقبلة لإتمام مرحلة الدكتوراه . وكشف الشمري أن هذا الامتحان هو أول تجربة له في هذا الاتجاه، وان عدم رضاه عن مستوى الطلاب هو ما جعله يؤجل فكرة استخدام هذا الأسلوب منذ بدء مهمته في القسم قبل سنتين، وان الهدف من الإجراء هو التقليل من رهبة الامتحان.
وذكر أن «الضحالة العلمية» لدى بعض الأكاديميين السعوديين هي ما دفعتهم إلى انتقاد أسلوبه، وأصر على سلامة موقفه من الناحيتين العلمية والتربوية، ودعا « الزملاء المعترضين إلى الاحتكام إلى القرآن والسنة»، إلا أنه عاد وأكد انه سيستجيب لطلب القسم بالعودة إلى النمط التقليدي للأسئلة . واكد أن استخدامه للهجة العامية يأتي ضمن سياق مبرر، وان مقدمات الأسئلة كانت ذات طابع أدبي مستشهداً بقبول الطنطاوي والعقاد لاستخدام العامية ضمن النص الأدبي، ومعتبرا في السياق ذاته أن استخدامه لتعبير «أكل عليه الدهر وشرب وبال» ضمن السؤال الأول لا يمثل خروجا على الآداب العامة، مؤيدا رأيه بترديد الفقيه الحنبلي ابن الجوزي لما اعتبره ألفاظا بذيئة في «أخبار الحمقى والمغفلين» و«الأذكياء » ، كما برر صيغة السؤال الثالث بأن لا حياء في العلم، وان الطلبة الذين هم جمهور هذه الأسئلة هم من البالغين الذين لا ضرر في استخدام هذه اللغة معهم . وحول تسجيله لمواقف اجتماعية وايديولوجية في أسئلة امتحان يفترض أن يكون أداة لقياس التحصيل العلمي وليس تسجيل المواقف، قال إن الامتحان هو جزء من التعب ..
[/URL]
شكرا
المفضلات