[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
عادةً يبدأ اي عمل بمصافحة أولى و ثورة على الروتين و على الأنظمة و القوانين
وعلى بعض الخفايا الهاجعة في الافكار أستثني هذا المقال من اعتبارات الزمنية
و المكانية و التسمية..

وعادةً القادم لأي مجموعة ويرغب الانضمام لها يستحسن به أن يتقدم بـ C.V
أي السيرة الذاتية .. ليتعرف عليه افراد الفريق فيتم القبول به أو رفضه ..
هناك مواقع تطالب بهذا الأمر حصرياً و لا يتم اعتماد العضوية الا بعد دراسة السيرة
الذاتية .. من قبل لجنة خبرة..

ومع ذلك ربما يحدث تجاوزاً لما ذكر أعلاه فيذهب فرد ما للانضمام لمجموعة ما
فيدخل كأنه شخص ما و يجلس سنوات عدة وهو ما ..
بعد فترة يشعر الـ ما هذا أنه قد أخطأ المكان أو الفريق فيتراجع وهنا خير تقديم
يقوم به أن يقدم الـC.V الخاصة به.

روح مقالي طويل فمن كانت أنفاسه قصيرة ولا يستطيع الجري الماراثوني وراء
حروفي فليتأبط زر العودة أو الخروج مشكوراً .

فكرت .. طويلاً قبل تسطير هذه الـC.V كيف أبدأ هل ابدأ بالمؤهلات العلمية المتعددة
أم بالمواهب المخلوقة أم بالنشاط وسرعة الحركة ...أم بالافكار و المبادئ و المثل و القيم
تمردت ك/ثورة مني على ذاتي فـ إلاما أبقى متشظية بين ماهو سائد ومايجب أن يكون..

لذلك قررت الآن أن أكتب عن نفسي وعن (أناي) وعن (ذاتي) لأتمكن من الترحاب بمن هو قادم
بنفسي وأنا وذاتي ..
و يتطرق سؤال في معرض الـC.V يفرض نفسه بقوة فـ إلى أي مدى يصل المرء في اللاواقعية
إن هو كتب عن تجاربه و عن خبراته وعن نفسه ، دونما الوقوع في درك الغرور مما يؤدي بعدئذٍ
إلى خلق حالة ملل قاتلة مسيطرة على الحروف والكلمات لدى القارئ و مما قد يؤدي كذلك
إلى إصابته بحالة تشنج بفقرات الرقبة..!!

لم أجد جواباً بيني وبين ذاتي .. لذلك وبعد برهة التفكير سأعود لـ ( أناي ) لأتابع الـC.V
فـ يعترض نفسي سؤال آخر ..
لماذا نظن معظم الأحيان أن الجحيم هو الأخرين ..وأنهم مجانين وأنهم حمقى وأنهم
قد سارعوا الخطى وهرولوا الى هنا للسعي الى بث آهاتهم و أتراحهم و أفراحهم وآلامهم
وضحكاتهم و غيرها .. على شكل حروف وكلمات و جمل بعضها متقاطعة و أخرى متشابكة
و أخرى غير متقاطعة..

لندع هذا الالحاح القابع في وجدان النفس ..فالإجابة بعض الأحيان مطلسمة وأحياناً المهم
أن يكتبوا ..ماشاء لهم أن يكتبوا فكل مايكتب زائل ولن يخلد إلا في الجنة أو الجحيم ...!
أما أناي فلم أخلق لأكون ساعية وراء محراب الكتابة بل خلقت لأكون أحياناً ساخرة وأحياناً
ناقدة .. فـ أجلس في ركن ما من أركان مدينتي لأمارس طقوس سخريتي من بلدي
ومن زميلاتي و بعض صديقاتي و أسخر من آلامي و ومن مأساتي وقد أسخر كثيراً
من نفسي ..وذاتي و أناي لأكتب اخيراً سطوراً بمنتهى الغباء .. سطور أدرك أن لا قارئ
لها ... سوى أناي و نفسي وذاتي .

أصرح .. بـ أني دائماً تراودني فكرة الاختلاف الكلي عن الجميع فأحياناً تتجرد فكرة الغباء
عن كوامنها لتتسيد ساحة فكري ..و أحياناً تراودني فكرة الإبداع و دائماً يخطر لي بأني
ذات لون صباحي و آخر مسائي وطقس صيفي و آخر شتوي .. وهكذا ..

ولد صراع آخر بين أناي وذاتي ونفسي هذا اليوم .. حيث يرغب كلّ منهم أن يكون سيد
الموقف هاهنا صراع أدى إلى نزاع ومن النزاع أخلصُ لفكرة أخرى تعربد في خلايا نفسي
و هي الرغبة في الارتحال دائماً مع العلم لا نفسي و لا أناي نعلم إلى أين يكون الرحيل
لكننا مسكونين كلنا بهاجس هذا الرحيل .. إلى زمن من الأزمنة ومكان من الأمكنة ..

صدقاً نحن أكثر شعوب الأرض مزاجية فنحن الشعب الوحيد على ظهر هذه البسيطة
حقق أعلى درجات الخلاف في الآراء ..رغم ادعائنا أمام خلق الله جميعاً بأن كينونتنا
العربية والإنسانية واحدة..فإن وقع النزاع بين ذاتي ونفسي و أناي و تحقق الخلاف
الذي يعتبر سمة تميزنا عن باقي سكان المعمورة فهلا من أمل أن يخلق تفاهم
بسيط .. أظن الجواب صعباً بل مستحيلاً ..
قاتل الله النفس فلقد نازعتني في الدخول ضمن دائرة المحظورات وبـ إلحاح شديد
تصرح بأن الصمت لم يعد كافياً لننقذ ماتبقى من إنسانيتنا ..

كسرت أناء نفسي و حطمت كينونة ذاتي فتبعثرت أناي .. في خضم تساؤولات لا إجابات
لها سوى الصمت ..
ومن ثم إن شرع القلم بالكتابة الساخرة المسخرة لشيء ما في هذا العالم فـ عن ماذا
يستوجب أن أكتب .. عن الكفر و الإيمان .. عن البياض والسواد ..عن الصدق والنفاق
أم عن المجون و الصلاة ..
عن ماذا أكتب عن كحولياتهم و المداد أم عن فسادهم و الأخلاق ..أأكتب عن الضوء
أو عن الظلام أأكتب عن الطهر والخبائث ..أم عن غدر الحبيب والدهر و خيانة الصديق
أأكتب عن عبودية الشهوات أم أكتب عن مريم العذراء ..
أأكتب عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم اتناول بوذا ونيشته و أفلاطون ..
أأكتب عن الوطن أو أكتب عن الغربة بل عن المنفى ..
أأكتب عن الحياة أو الموت عن الثريا والثرى ..
أأكتب عن العمال أو عن الفلاحين .. عن الاحرار أو المعتقلين .. [ سأترك البقية لمخيلة القارئ]
لم يعد لتلك الطقوس مكان للأسف
فـ كل مايهمنا الترف و مايستدعي انتباهنا هو القرف بحد ذاته ..
لم يعد يهمنا الجدية في الطرح بقدر السخرية من النفس و الذات و الأنا ..
عالم أشبه بمعمعة من النكت .. وفقط..

( أعتذر لمن شعر بآلام تشنج فقرات الرقبة ]..
لن نلتقي ..!!





[/align][/cell][/table1][/align]