السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع بداية موسم الخير وطلعات البر ... لامي طقوس غريبة ... في الاستعداد .. للكشتات ..
فاذا بدا موسم الخير والامطار ...
جمعت أمي أهل البيت الصغار قبل الكبار ..
وبدأت بتوزيع المهام ..
وكأنها قائد همام ..
فاولئك ... النفر ... للخيام يبنون ..
وتلك النفرات للاغراض يجهزون ...
وذاك ... يعد أغراض الطبخ ..
وتلك .. تولم عدة النفخ ...
وجراكل الماء .. جاهزة ..
وأمي سعيدة وكأنها بالكأس فائزة ...
وصراخها يعلو .. بين حين وحين ..
وإذا أغضبها أحد .. قالتله .. يملا الدين
يارب سلم سلم ...
دعاؤنا . حيث لا أحد يتكلم ..
وبعدها ..نحمل قشنا .. من الفرش والغطيان ..
وأكلنا من الرز وحتى بطاط الوغدان ...
وننطلق إلى أرض لا ماء فيها ولا كلأ
وكأننا هاجين أو بنا بلا .....
لنضع تلك الخيمة الصغيرة .. في وسط البر ...
ويجلس بعضنا داخلها .. وبعضنا حولها يفتر ..
ويحلو حينها للوالدة الحبيبة الشواء ..
فيكون لنا ذلك بعد التعب أنجع دواء ..
ويبدأ بعدها صفق الرغفان ..
لنأكل خبزا لا تتقن عمله بنات هذا الزمان ...
ونظل نأكل مما لذ وطاب يومنا ذاك ..
وكأننا في مجاعة وشارفنا على الهلاك ..
فينقضي فصل الشتاء .. والبر .. والربيع ..
واذا بكروشنا قد تدلت أمامنا بشكل فظيع ..
هذه باختصار طلعات البر هذه الايام ..
راحة .. وترفه .. واسراف ... لم نشهده في سالف الاعوام ..
وعند غروب الشمس ... نعود للبيت .. ونستقر ..
لنفكر ... في كشتة يوم غد ... وماذا سنأكل فيها .. ولسان حالنا لا طبنا ولا غدا الشر ..
ونترك خيمتنا .. في البر وحيدة ... بين التلال ..
وكأنها .. خيمة .. راعي .. أو رباب دلال ..
والجميل في الامر .. أنني إذا قلت لامي ما تخافين تنسرق خيمتك ..؟!
تقول سرقة عين جدي ....!!
والى الآن ... لا أعرف متى وكيف سرقة عين جد .. أمي .. حفظها الله ..
شكرا ....
المفضلات