كان عبدالله بن فهاد الغوينم النماصي يسكن قرية الحفير غرب حائل مع من يسكنها من النمصان والزميل في تلك الفترة حيث روي بأن نجد عموما عاشت سنة قحط وجوع وشحت الموارد حتى أن الشخص منهم لا يجد ما يطعم أبنائه وكان عبدالله بن غوينم أحد هؤلاء فأشار عليه أحدهم بأن يذهب إلى من هم ميسوري الحال نوعا ما وممن عرفوا بالعطا والكرم من السويد والعمود من شمر وكانوا بتلك الفترة يقطنون غرب وجنوب قرية الحفير وفعلا توجه عبدالله إليهم إلى أن وصل للغوطة وحل ضيفا عند عسل السويدي الذي أعانه بـ ( شاة ) وكيس من ( التمّن ) ،
ثم ذهب إلى قرية الصنيناء حيث وصلها قبيل غروب الشمس ونزل ضيفا عند بيت سعدون بن جعاري السويدي الذي لم يجد فيه سوى إمرأته ، فعندما سألها عن سعدون أبلغته بأنه ذاهب بسفر قد يغيب بضعة أيام . فجلس عبدالله بن غوينم لكي يرتاح قليلا وما لبث طويلا إلا وهؤلاء الركب يتجاوزون عشرة فرسان ينزلون ضيوفا لسعدون بن جعاري فرحب بهم عبدالله بن غوينم الذي تبين له فيما بعد بأنهم من عنزة وعلى رأسهم سليمان الرفدي ومتوجهين إلى الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالرياض.
عبدالله بن غوينم قام إلى ( الشاة ) التي أخذها من عسل السويدي وقام بذبحها ثم جاء بها إلى صاحبة البيت مع كيس ( التمن ) فأمرها بطبخ عشاء الضيوف .
وما إن حل الصباح ركب الفرسان شاكرين حسن الضيافة وبعدما ابتعدوا قليلا ركب عبدالله بن غوينم ذلوله فجاءته إمرأة سعدون لكي تسأله من يكون فلم يبلغها عن اسمه وبعدما ألحت عليه قال : أنا من أهل الحفير وكفى . ثم ارتحل راحلته وغادر متوجها إلى أبنائه .
حفظت المرأة أوصافه (رحمه الله ) وعند قدوم زوجها سعدون بن جعاري قصت عليه القصة وعلى ما يبدوا بأنها أبلغته الأوصاف خصوصا انه اعرج سعدون قام بارسال ( بارود ) مميزة في تلك الفترة لعبدالله.وبهذا ضرب عبدالله بن فهاد الغوينم النماصي أروع الأمثلة بالكرم وما تجود به النفس رغم الفقر والقحط والجوع . واشتهرت هذه القصة في حينها بضواحي وقرى حائل ونجد .
المفضلات