[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




لـ كل شيء معنى .. فـ للأمكنة معنى .. ولـ الأزمنة معنى .. و للحروف معنى
و لـ الكلمات معنى ..و لـ للمداد معنى .. ولـ الفكرة معنى ... .
تفهم الأشياء حسب مؤشراتها و مدلولاتها و كما تفهم من خلال منابعها
و بداياتها ومنتهياتها..

جميل جداً أن نكون مسكونين بالرمزية فـ فيها شغف لا يدانى وفيها رحابة
لـ فكر و فكرة ، و لها شغفها المترونق بـ البديع من البيان ..
ليس بالضرورة في عالم الفكر الرحب أن يظهر المعنى جلياً على سطح مائي
كأن يكون انعكاس لـ ضوء أو لـ أشعة معينة .. فالرمزية تغني عن كل ذلك ..
فهي مملكة قائمة بذاتها ولها اسسها و لها قواعدها.

و الرمزية كأسلوب يقتنيه الكاتب يستطيع من وراء ستائر بسيطة أن يجعل
كافة الأدمغة في انشغال و ريبة و احتمال بين ماقد يخطر في البال وبين ماهو
بعيد المنال .
كما تعتبر الرمزية توطئة لمعرفة من هو الكاتب و من هم القراء .. فإن كثر القراء
و انهالت جموعهم على كاتب بالاسلوب الرمزي هذا يعني بـ أن الكاتب يحقق
تحليق وارتقاء بالفكر والمستوى ومختلفاً كلياً عن ذاك الذي يؤطر الفكر ضمن
منهجية معينة .
أما القراء و الزوار لهذا النوع من الاساليب الأدبية فهم من ذوي الثقافة العالية
وإن لم يتحقق شرط الفهم المبدأي للنص الرمزي فـ مع المحاولات العديدة
و اعادة القراءة سوف يتحقق وتغدو بقية ما تأتينا من نصوص واضحة من القراءة
الأولية.

لا يحتاج الأمر في المذهب الرمزي لارتداء عباءة ليل أو عباءة نهار ...
وليس بالضرورة أن تسبح المعاني فوق بركة مائية ..
بل يكفي للولوج في هذا المذهب .. أن يكون العقل مسكوناً
بـ السحَر و الشفق ..

أخيراً .. يسقط المذهب الرمزي و الرمزية و مبتدعيها في مقتل إن
استخدم في غير مجالات الارتقاء و التحليق ..لـ عالم من واقع وخيال
فالاستخدام القبيح لـ الرمزية وجعلها مساحة للكر و الفر و الردح والانتقام
غير المباشر من عقول وشخوص لامرئيين كما يحدث تحت قبة الملتقيات
يجعل من الرمزية مجموعة الغاز بحاجة فقط لمتسابقين ومتسابقات ...
وبعض العرافين لفك طلاسمها ولعلها قد تحتاج لقراءة في قعر فنجان
والأمثلة كثيرة ليست بحاجة لإحصاء .. ولا هي بحاجة للذكاء ...
فـ بين الضوء و الظلام هوة ويوم طوله 1000 عام مما تعدون ..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]