[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الزمان / الجمعه 3/ 7
الساعه السادسه صباحاً
المكان / على متن السحاب
.
.
داخل الطائرة التركيه المتجهه لأنقرة كنت القى برأسي للخلف في محاولة مني
لأخذ قسط من النوم بعد ليلة طويله في مطار( أضنه )
ولكن محاولتي تبوء بالفشل ،فمن المستحيل أن انام في مكان متحرك وهناك عيون تراقبني ...
أعدت المقعد الى الامام ومددت يدي لحقيبتي أبحث عن الروايه التي بدأت بقرأتها في مطار
الملك خالد ولم استطع اكمالها ..كانت روايه سخيفه ممله أخطأت باختيارها
لكن ليس أمامي الان الا رواية ممله ..او ...الملل بذاته ....
رغم حماسي للسفر الا ان ساعات السفر الطويله تنهك الروح
..نعم كان الملل يحاصرني والتعب مسيطراً على كافة حواسي .
نظرت عبر نافذة الطائره ،مازالت بعض خيوط الظلام تحيط بنا!! ، أدرت عيني للجهة الأخرى ..
الى الجالس بجانبي ....كان مستسلما لنوم عميق .. فقد تعود على الرحلات الطويله
.بل الرحلات التي لاتتوقف ..ملئتُ عيني بملامحه الغاليه ..وابتسمت...
ولولا ان الفت الانظار لـ قبلت جبينه ....كلما شرقّت بي الافكار وغرّبت
اودعت ذاك الجالس عن يميني نظرة....استمد منه قوة وثقه بنفسي .....
احساس بالامان يغمرني ...وشعور بالراحه ،لاخوف علي أبدا ..فأنا بين أيدي أمينه ...
.يخطر في بالي هاجس سريع ( ياسلام لو اتحول لطفلة مجددا وانعم بحضنه الحنون ) ..
ابتسم وتنتقل بي الهواجس لدروب اخرى ......
اعاود النظر عبر النافذه ، تبدأ خيوط الفجر الاولى برحلتها
ينجلي ظلام الليل ليحل مكانه ضؤ الصباح .....وكان ان غمر عيني مشهد بديع
تصوير أبدعته يد الخالق ....سحاب متراكم ...بل جبال من السحب البيضاء
والطائره تشق بمقدمها عباب السحاب ...
اتابع المشاهده ، تظهر جبال وتلال وسهول خضراء بديعه ....خضار يختلط ببياض ...
ثم قرى صغيره متناثره وبعدها تظهر لنا المدن المنظمه والمخططه ...
تهبط الطائره بهدؤ ..........
يعلن الكابتن وصول الطائره لمطار انقرة ....اهز يد النائم بجواري بلطف :
أبي ، أبي ، وصلنا !!.....يستيقظ !! يلتفت الى بسرعه!! ....أنت بخير ، أجيبه :نعم أنا بخير
واكمل بنفسي ...( مادمت معي!! ) ....
يمسك بيدي حتى وصلنا الى باب الطائره ....قبل ان أخرج يصفعني الهواء شديد البروده
أمسك باطراف ( البالطو ) أحكم أغلاق منافذه ....يخطف عيني بريق بياض الثلج
بصعوبة... اتمكن من الرؤيا ،اكاد اتعثر في خطواتي الاولى على الجليد ...
تغوص أطراف البوت الحاد الكعب في ثنيات الثلج المتراكم ...بالكاد احافظ على توازني
أنظر للبوت اللماع وقد أفسده الجليد ، اكاد أبكي وقد اكتشفت تواً ان للثلوج أبواتها الخاصه ،
اكتشاف متأخر!! ( ومايدري بنت الصحراء عن الجليد وأحذيته )
البرد يجتاح انحائي ليس كـ برد بلادي أنه شئ يستوطن العظام ويحتل الاورده ويزلزلها...
بريقه وبياضه الناصع يجعل نظرتي ضبابيه ويغتصب جزء كبير من بصري ، هواءه يبعثر كل مايمر عليه
أعجز عن التماسك فما أمر به كثير علي ،كأنني مولود جديد يجرب الحياة لأول مره
ومطلوب منه أن يتنفس ويبكي ويلملم شتات نفسه،
أكاد اتعثر وحينما اتوازن يسقط لثامي ، أرتبك وأحس ان الجميع ينظر الي ،
بالطبع الكل كان مشغول بنفسه وليس بي ..هنا لا احد يهتم الا بنفسه
في كل بلاد العالم الكل ينشغل بنفسه الا في بلادي فالكل ينشغل بغيره!!
تعودت على أن لاخصوصية لي في بلادي ولو أستطاع بعضهم اختراق جلودنا لفعلوا
أعيد تثبيت حجابي وأشعر بغضب يجتاحني ....وقرف من كل شئ حولي
اخاطب نفسي ( الن ينتهي هذا الكابوس ؟!! ) أريدالدفء !! وأريدالراحه !!
لم أكن أعلم أن كل هذا مجرد بداية فقط....
يراقبني والدي وانا كـ طفلة صغيرة تتعلم أبجديات المشي ..ويبتسم
المح أبتسامته وأرسل له نظرة تساؤل ...لاتخلو من عتب !!
يهمس أبي في أذني وقد أحس بتعبي وأرتباكي وغضبي: ....لاتفزعي !! سوف تتعودين !!
ستذكرين كل هذا ..وتضحكين .....
كنت أحارب دمعه كادت أن تطفر من عيني وبعد جهد أخذ مني طاقه كبيرة .... منعتها !!
ليس لشئ الا أنني اعرف نفسي فـ دمعه سوف تتلوها دموع
ثم بكاء حار ثم.... لا أضمن هذه المره أن لاألفت الأنظار و....بقوة !!
نظرت الي والدي بكل أمتنان ....هدأت وأستجمعت قوتي وحماستي من جديد ...
داخل صالة المطار كان محمد ينتظر ....أشرقت أبتسامه عريضه على محياه حينما لمح
خطواتنا الاولى الى الصاله .....
ودعنا والدي بعد أن سلم الامانه الى اهلها وأكمل رحلته لدولة أخرى
في سيارة عشبية اللون تناغمت تماما مع لون الثلج الابيض
كنت املأ عيني بمناظر آخاذه ....نمر بها في طريقنا للمنزل
كان جمال الثلج لايقاوم ورغم قسوته لكن روعته تنسيك تلك القساوة ،كنت أرمق بفضول
تلك البيوت الصغيره الجميله المتناثره ..يكسو سقفها الثلج ويتصاعد من مداخنها الدخان
وبينما كنت أستمتع بكل حواسي بنسمات مكيف السيارة الدافئه
وأرتشف كوب من الشاي الساخن ....
كان محمد يعطيني نبذه صغيره عن كل مايمر بنا من معالم ,,
وصلت الى البيت ....و
مع أول خطوة خطوتها كنت أعلم أني بدأت مشوار غربة سوف يطول...
.
.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات