بسم الله الرحمن الرحيم
قديما قالوا : ( كل إناء بما فيه ينضح ) ..
نعم ... صحيح ..
وما أنت إلا إناء .. تنضح بما فيك ..
فإن كان مافيك عسلا .. فستنضح عسلا ...
وإن كان ما فيك خلا ... فلن تنضح إلا خلا ...
بعض الناس هداه الله .. يظن أنه بامكانه أن ينضح بخلاف ما فيه ...
أولا يعلم ذلك المسكين أنه ولا بد من أن تحين ساعة النضح الحقيقي .. فينضح بما فيه ..
إما بفلتات لسانه أو شطحات يده ...
بعض الناس يتسرع في اطلاق الاحكام على الآخرين ... وما ذلك إلا تفسيرا عمليا ظاهرا لمقولة .. كل إناء بما فيه ينضح ...
فاذا رأى شخصا يقف بسيارة أمام السوق وينتظر فتاة تركب معه .. إلا وقال إنها عشيقته !!
لماذا .. لأنه نضح بما فيه ... ولأنه مغرم بمثل هذه الامور ..
بالنسبة لي ... أتضايق جدا ممن يطلق تلك الأحكام على الآخرين ... غير آبه بما يسمى احسان الظن .. ناسيا أو متناسيا أن الله عز وجل .. سيحاسبه على سوء ظنه يوم القيامة .. ولن يحاسبه على حسن ظنه حتى وإن كان قد أخطأ بحسن ظنه ...
سألني صديق لي مرة .. ما رأيك بفتاة تقود السيارة قبل صلاة الفجر بقليل ؟
فقلت له ما رأيك أنت ؟
فقال وبلهجته العامية ... : ما تستحي وماعندها أهل !!!
فقلت له : قد تكون ممرضة أو طبيبة وينتهي دوامها مع الفجر ...
سكت .. حاول أن يصلح اجابته السابقة ..
ولكن هيهات .. فكل اناء بما فيه ينضح ..
أحاول الابتعاد عن من يكون هذا ديدنه في الحكم على الاشخاص ..
فلن يضرني إن أحسنت الظن ...
حتى أحمل بداخلي عسلا ... فأنضح عسلا ...
شخبطة لم أعد لها العدة ... فسامحوني ...
المفضلات