بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بكم أحبتي من جديد سأروي لك هذه المرة قصة وقصيدة غزو ابن سويط على عبدة في لينة حينما تناوخوا فيها ما يقارب شهر تقريباً وكان أمير عبده ابن علي ولا يحضرني اسمه وهو معروف قدم من حايل لنجدة عبدة وكان أمير الظفير ابن سويط ولا يحضرني اسمه وهو معروف وكانت الوقعة قبل حكم ابن رشيد بعشرة أعوام تقريباً أي عام 1838م تقريباً وكان بينها وبين غزوا ابن عريعر على عبده في لينه عام 1190هـ سبعون عام تقريبا ً.
أسبــاب الغــزو
ابن سويط كان أكثر عتاد وقوة من عبدة فأراد كسر عبدة
واطواعهم له وكسب حلالهم والإغتنام منها ...ولا أخفيكم أني لا أعلم إلا هذا السبب .
قدوم جيش ابن سويط إلى لينة
تحرك ابن سويط وجيشه من البصرة في جنوب العراق يبي حرب
عبدة في لينة ...وكان هو وجيشه متعاظمين أنفسهم وقوتهم ومستصغرين قوة جيش عبدة وطامعين في كسرهم والإغتنام منهم.. حتى وصلوا لينة وأصبحوا بطرفها .
عبدة واستعدادها لمواجه جيش ابن سويط
نوخوا عبدة بسنار بشنق لينة وقد استعدوا لمواجهة ابن سويط وجيشه وحينما وصل ابن سويط إلى لينة أرسلوا عبدة إلى ابن علي بحايل يطلبون مساعدته وقدومه إلى لينه ...
أصبح الجيشان متقابلان بطرف لينة عبدة بسنار وابن سويط بطرفها الآخر .
علماً بأن عبده كانت خارجة عن لينة لطلب المرعى ولم يكن بها إلا بعضاً
من اليحيا
طلب عبدة الصلح من ابن سويط
طَلَبت عبدة من ابن سويط الصلح وذلك لقلة جيشها وكثرت جيش ابن سويط .
ولكن ابن سويط رفض وقال الأمر يرجع للفارس شباط الظفيري
والفارس شباط اشترط أن يأخذ نياق (الطرمه) وهذا بلهجة الظفير وإلا هم الطرمان من المفضل ولا يشاركه أحد فيها ولكن الطرمان رفضوا هذا الطلب لطيب هذه النياق.
بدء المناوشات بين الجيشين
أصبح ابن سويط بجيشه يهجم على جيش عبدة ويتطاردون
من الصباح إلى الظهر ثم يفترقون , وهكذا قاتل ومقتول..
وأصبحوا على ذلك الأمر إلى ما يقارب شهر..
وعبدة مستميته تقاوم هذا الجيش وهجومه .
إرسال عبدة من يحش لهم الحشيش للإبل
وذات يوم لم يبقى حشيش بقرب عبدة وإضطروا إلى أن يأتوا به من قرب جيش ابن سويط ليلاً وقد تعرض بعضاً من الظفير الحواشيش حتى أنهم ضايقوا بعض نسائهم . وفي المرة الآخرى ذهب البواردية (وكان غالب البواردية من السليط) مع الحواشيش واستخفوا حتى قدم الظفير إلى الحشاشين وخرج عليهم بواردية عبدة وقتلوا كل ظفيري اعترض لهؤلاء الحشاشين واندحر هؤلاء القوم الذين يتعرضون لمن يحش لإبله ليلاً في وقت لايكون فيه القتال مظطرماً ...
وصول ابن علي بحضر حايل لنجدة عبدة
وصل ابن علي بأهل حايل تلبية لِطلب عبدة بعد شهر تقريباً من ارسال عبدة لطلبه , ولما قدموا إزداد جيش عبدة قوة ومعنوية لقتال الأعداء الغزاة من قبيلة الظفير مع أميرهم ابن سويط ..
شمر تشعل نار الحرب
وقد أشعلت ليلاً شمر ناراً أضاءت ماحولهم وأصبحوا حجلان حايل يضربون طبولهم ويتبطحون أرضاً يريدون القتال لهؤلاء الظفير مع أميرهم ابن سويط ....
ابن سويط يبعث من يهجم على شمر ليلاً
ولما رأى ابن سويط أن شمر أشعلت النار ظن المغرور أن شمر تريد
الفرار فأرسل من ينظر له الأمر وهم بعض فريس الظفير ولما إقتربوا هؤلاء الفريس من جيش شمر وإلى هذه النار المشتعله ورأوا حجلان وعبيد حايل يضربون الطبول (ويتمرغطون) بالأرض.. (قالوا أوخذنا) ففروا فلحقهم فريس عبدة وقتلوهم ...
يبدأ ابن سويط طراده على عبدة من جديد
وبدأ الطراد بين الجيشين من جديد لكن هذه المرة شمر بقوة
توازي قوة هؤلاء الظفير وحصل الطراد المشهور وقتلوا شمر كثير من فريس الظفير وقتلوا الفارس المشهور شباط الظفيري الذي أوكل إليه ابن سويط مسألة الموافقة على الصلح المذكورة سابقاً ..
ابن سويط يطلب الصلح بعد قتل الفارس شباط في الطراد الأخير
طلب ابن سويط الصلح من جيش الأبطال جيش شمر بقيادة ابن علي ومعنا هذا أن يأخذوا شمر نصف أو ربع نياق ابن سويط على ما هو متعارف عليه لمن يطلب الصلح وطلب الصلح من ابن سويط يعتبر انكسار لقوة ابن سويط وجيشة الظفير التي انغر بهم وتحامل على عبدة حينما رفض الصلح لأنه كان الأكثر قوة وعتاد .
ابن علي يوافق على طلب الصلح وعبدة تغضب لهذه الموافقه
وافق ابن علي على طلب ابن سويط للصلح بعدما اسندت إليه قيادة عبدة وعبدة تغضب لهذه الموافقه لأن هذا الصلح ليس من قوانين البادية المتعارف عليها أنذاك وكانت عبدة تريد ابن سويط يرجع منهزماً ذليلاً ليس معه شيء (يأخذون كل حلاله ويرجع رجلي) لأنه لم يوافق لطلب عبدة للصلح في أول الأمر ورفض المغطيات من عبدة ....فبعد هزيمته يجب علي عبدة ألا تقبل منه المغطيات هذه هي أعارف البادية ولكن الرأي كان للقائد والأمير ابن علي فقبل الصلح مع ابن سويط وقبل المغطيات من ابن سويط بعدما رفض ابن سويط المغطيات من عبدة في بداية الأمر حينما طلبوا عبدة الصلح معه.
ابن علي يُضَيف ابن سويط على الغداء
وافق ابن علي على الصلح ولم يتوقع أحد منه أن يفعل ذلك وأضاف ابن سويط على الغداء في بيته (بيت شعر كبير) وقدم ابن سويط على مأدبته.
قصيدة دغيم ابن روسان الشميلي في هذا الكون
[align=CENTER][table1="width:70%;background-color:black;border:10px inset green;"][cell="filter:;"][align=center]
جونا من البصرة بعيدين الأذكار يبون حرب اللي نزل جال لينه
قالوا نبي نخمهم قبل الأنذار كن الحلايب عندنا محتضينه
قال الظفيري حربهم مابها أمرارحنا حرابت شمر مشتهينه
يوم شفت أنا المثلوث من ربعنا ثاركم علهبن بخشومهن مرملينه
وراحنلهم زينات الأوصاف زوار بنات ضدن لضدهن معتبينه
وشباط اللي بالقاء طير غيمار خلي قفوا البيت يسحب ونينه
من عقب ما هو حربتٍ صار قنطار صار العوض رمح تمثنا وتينه
ويفرح اللي عندهم نازلن جار من كثر ذبح شيوخهم معجبينه
وذيب الخشيبي عازمة ذيب سنار ماعاد يعدة من مضى من سنينه
ولو الخريصي حاضرن كل ماصاركان الظفيري ما نهج مصحبينه
[/align][/cell][/table1][/align]
نهاية الوقعة ونتائجها
انتهت هذه الوقعة بقبول ابن علي الصلح ورجوع ابن سويط على نصف حلاله وإعطائه المغطيات لعبده وهذه المعركة كانت نتيجتها بدايةً أن ابن سويط هو الذي سينتصر لكن عبده قاومت وصبرت حتى شهر تقريباً وإلى أن قدم ابن علي بأهل حايل وتبدلت الأمور وأصبحت الكفه لصالح شمر على هؤلاء الظفير ونتيجتها النصر لعبدة على الظفير لولا قبول ابن علي الصلح مع ابن سويط والرضى بالمغطيات وهي مايأخذ من البل (والإباعر) من ابن سويط لإبن علي وعبده معه
وهذا لايعتبر انكسار عند أعراف البادية بل يسمى صلحاً ..
القصائد التي قيلت في هذه المعركة
قصيدة دغيم الشميلي وهي أطول من ذلك وفيها أبيات تفصيليه
عن موافقة ابن علي للصلح وفيها انتقادات على ابن علي وقبوله الصلح ولكن اكتفينا في ذكر هذه الأبيات
ولا أعلم إن هنالك أحد قال في هذا الكون قصيدة غير دغيم الشميلي
فإن كان هنالك من يعلم عن قصيدة غيرها فليضفها لنا مشكوراً
خاتمة
ولجميع الإخوة من لدية أي إضافة للموضوع فليتفضل
مشكوراً وليوردها لنا ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات