أندية ذوي الاحتياجات الخاصة
د.عبدالعزيز جارالله الجارالله
ليس هناك أجمل من أن تتلمس حاجات الآخرين وبخاصة الفئات المحتاجة... الملك عبدالله بن عبدالعزيز ارتبط بأذهان الناس بتلك الخاصة في التقاط حاجات الناس يبلورها ويخرجها في مشروع له إطاره القانوني وله مظلته الإدارية حتى يصبح نظاماً وفق آليات ودليل إجرائي للتنفيذ... زيارة الملك عبدالله إلى أحد أفقر الأحياء بالرياض وإعلانه لصندوق الفقر وبث تلك الصور تلفزيونياً وما تلا ذلك من أعمال رسخت لدى رجل الشارع السعودي شخصية هذا الملك الذي أصبح أقرب من همومهم وحياتهم اليومية... لمسوا مشاعره الداخلية ونواياه تجاه شعبه وأمته ومجتمعه... اليوم يقدم الملك عبدالله نموذجاً آخر من الوفاء والمحبة لأبناء شعبه عندما أمر بإنشاء خمسة أندية رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة في كل من: المدينة المنورة، وحائل، والأحساء والطائف، وأبها. مع تخصيص إعانة سنوية لكل نادٍ مقدارها (500.000) ريال تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب . وقال الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب إن هذه الأندية ستكون قاعدة لانطلاق العديد من المواهب الرياضية من ذوي الاحتياجات الخاصة لتشريف المملكة في كافة المحافل الرياضية القارية والدولية.
وأنا هنا أود أن أعود بكم إلى الماضي قليلاً عندما تأسست الأندية الرياضية التي كانت تهدف إلى أنشطة رياضية واجتماعية وثقافية ثم توقف النشاط الاجتماعي وتقلص النشاط الثقافي لتصبح الأندية مقتصرة فقط على النشاط الرياضي وتتضاءل جميع الأنشطة ولم يتبقَّ إلا كرة القدم.
والأندية الخمسة التي أمر بها الملك عبدالله خصصت لذوي الاحتياجات الخاصة وربطت برعاية الشباب لتمارس النشاط الرياضي تهدف إلى إنشاء قاعدة لانطلاق المواهب الرياضية من فئة الاحتياجات الخاصة لمشاركات المملكة الدولية في حين أن هناك قضية أخرى وموضوعا آخر يتعلق بالمعاقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة ففي بلادنا ونحن جزء من العالم لدينا إصابات وأمراض جينية متعلقة بالطفرة الجينية والمورثات ينتج عنها ولادة أطفال مصابين بأمراض التوحد ومتلازمة داون وصعوبات التعلم وأكثر من (12) مرضاً مسؤول عنها المورثات الجينية ونسبتها في مجتمعنا بتزايد وهؤلاء يشكلون أعباء مالية ونفسية وتربوية على أهل كل طفل مصاب بهذا المرض... ويحتاجون إلى رعاية خاصة وتدريب خاص وترفيه خاص وهذه الأندية الخمسة لاتحقق لهم هذه الأهداف الترفيهية والتدريبية والتعليمية إلا إذا تعدد الإشراف على الأندية ليشمل هذه الأندية الضخمة وزارة التربية والتعليم ممثلة بالتعليم الخاص ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة وأن تتحول مساحات وصالات من الأندية إلى مراكز ترفيه لفئات الاحتياجات الخاصة... فهؤلاء يحتاجون منا كل رعاية وتقدير الرعاية النفسية والجسدية والصحية... فرعاية الشباب تشكر على المبادرة لكن رعاية الاحتياجات الخاصة ليس فقط للأصحاء جسدياً بل لكل من يحتاج إلى رعاية وخاصة أطفال التوحد. فأهاليهم يعيشون عذاباً يومياً ويبحثون من يخفف عنهم فمن المناسب أن تكون هذه الأندية للرياضيين ولجميع أصحاب الإعاقة.
المفضلات