[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
1- الإمام مالك بن أنس
إنه ثالث الأئمة المتبوعين، وفقيه دار الهجرة، وإمام أفريقيا، ولا يُفتى ومالك في المدينة، ولد عام 93 في المدينة المنورة واشتهر فقهه وعلمه في الناس ورحل إليه الناس من كل أفق، وكان مقامه في المدينة المنورة فرصة لاتصاله بكل علماء
العالم الإسلامي الذين يفدون باستمرار إلى بلد الرسول الأعظم، وقد ظهر نبوغه
مبكراً وتفرغ للرواية والتعليم في الروضة المشرفة، وقصده الخلفاء والأئمة.
أخذ الإمام مالك عن كثير من الأئمة، منهم ابن شهاب الزهري وجعفر الصادق وهشام بن عروة بن الزبير، وكذلك عن الفقهاء السبعة الذين اشتهر علمهم بالمدينة.
سجل الإمام مالك أروع موقف ديمقراطي يرفض احتكار المعرفة حين لقيه الخليفة المنصور وأعجب بعلمه وقرأ كتابه الجليل «الموطأ» وقال يا مالك لقد عزمت أن أفرض الموطأ على المسلمين في كافة الأمصار فيقرؤونه ويفتون بما فيه، كانت فيالواقع فرصة من ذهب لينتشر فكره بقوة السلطان في كل مكان في الأرض ولكن الإمام مالك
أظهر شموخاً فريداً ورفض أن يحتكر المعرفة، وقال لا يا أمير المؤمنين، إن أصحاب رسول الله انتشروا في الأمصار وقد حدّث كل بما سمع ولا أحب أن يرغم الناس على
قولي ولهم فقههم واجتهادهم.
وعلى الرغم من علمه الكبير ومنزلته في الناس، فقد نال نصيبه من طيش السياسة وتهورها، وحين أخذت البيعة بالإكراه أعلن بطلان بيعة المكره، فأخذه والي
المدينة جعفر بن سليمان وجلده على ذلك حتى كانت إحدى يديه تنوء باليد الأخرى.
انتشر علم الإمام مالك في الأرض ويتبعه اليوم أكثر من مئتي مليون مسلم، ينتشرون في أفريقيا والخليج العربي وانتشر كتابه «الموطأ» في كل الآفاق ويعتبر من أصح كتب الحديث إن لم نقل إنه أصحها على الإطلاق.
من أشهر تلامذته، الإمام الشافعي ويحيى بن يحيى الليثي وأشهب بن عبد العزيز وابن القاسم وعبد الله بن وهب.
لن ينسى العالم للإمام مالك موقفه الديمقراطي الحضاري في رفض احتكار المعرفة، ولن ينسى موقفه من حفظ هيبة العلم وعزة العلماء.
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات