[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;border:4px double gray;"][cell="filter:;"][align=center]
كلٍ منا حفر له سرداباً في هذه الحياة فمنها سراديب سطحية أي يمكن للمرء
أن يُرى من خلال سطح تلك السراديب .. مع رؤية ضبابية نوعاً ما.
و منها سراديب عميقة نوعاً ما فلا يسمع منها صوت ولا يرى أي امرء مهما حاول أو فعل
فهي قد حُفِرت في اعماقٍ لا بأس بها من الكيلومترات ..
و منها سراديب موغلة في العمق تكاد تلامس الطبقة المنصهرة في القشرة الأرضية
فـ تلك من المستحيل سبر أغوارها أو اكتشاف أعماقها متوارية عن مد البصر .
ومنها سراديب احتوت مجموعة افراد من الضائعين لا هم قادرين على الولوج الى السطح
ولا هم بقادرين على التوغل في العمق ..
ضائعين احتوتهم السراديب ف أضحو اقرب مايكون إلى مستحثات صخرية
نبتت في الصخر و تجذرت في الصخر و س تدفن في الصخر ..
سراديب للضائعين .. كثيرة في عام 2008 وخاصة في الشبكة العنكبوتية
حيث تكثر سراديبهم ...!!!
أولئك لم يستطع أحد منهم أن يكون فرداً ايجابياً أو حتى سلبياً في الحياة
فاتخذ لنفسه وكر في سرداب سكنه غيره من المسردبين الضائعين ..
وعاش معهم على أمل أن يكون كائناً ما في واقعه لكن هيهات فهل من السهل
من اتخذ السرداب أن يكون للحياة باباً .
سراديب الضائعين في عمق الانترنت مخلوقات تحير الأفكار ..
و لدى تأملها عن بعد تبعث على الاستغراب أكثر و تدعو للتأمل أكثر
علاما هم ضائعين و عن اي شيء هم باحثين ..!!
و تستطيل سراديبهم بمرور الأيام و نراها احتوت شتى ألوان و أنواع الضائعين ..
ضائع يبحث عن أناه في يم ذو موج هادر غاضب غير قادر على الثبات بوجه اي عاصفة
لذا سرعان مايتوارى في سردابه إلى أن يصبح جزء منه .
ضائع آخر يبحث عن أناها في عالم امتلئ بالـ [ هي ] ومع ذلك يصر على أناها المسربلة
بملايين الأسماء و بألوف الصفات .. لدى فشله في العثور .. يلوذ في سردابه بقية العصور.
ضائع آخر يبحث عن الـ [ هم ] في خضم .. و يحملهم معه الى سردابه حيث آوى هو وهم .
ضائع ذو شتات .. يبحث عن لملمة لذات .. فلا يجد في تلك السراديب سوى السراب ..
بحث مضني عن الذات بين جموع من الضائعين فالنتيجة ضياع في ضياع
ربما يأخذ من العمرِ سنوات..!!
ضائعة .. ها هي تلوح في أفق سراديب قد حشرت كأنها أجداث لأموات
جاءت تعبر كل السراديب لأجل أن يكون لها سردابها بين سراديب
احتوت الضائعين فقط لا غير ..
ضائعة .. من زمرة آل الأولين اقتحمت سراديب الضائعين رغم أنوف ذو الشك
واليقين ..
حمقاء أخرى رأت في تلك السراديب .. موطن لأناها المسربل بالنظرة القاصرة
و الدونية .
ضائع .. وضائعون .. و ضائعات و سراديب احتوت منهم الكثير ..
تكاد تلفظهم لكنهم مصرين على الدوران على قدم واحدة في سراديب الضائعين .
ضائعين كلنا في هذا اليم العميق من الظلام الرهيب ..
نتخبط نريد أن نعترف لكن جدران السراديب من صخر وصوان
فلا يرتسم عليها سوى صدى الصوت المنحوت ك آبدة
من زمن توت عنخ آمون ..
وتستطيل السراديب و نتكاثر فيها كالجرادو يكثر في رحمها الضائعين
باحثين لاهثين عن ماذا ..؟
إنه سؤال قد يجلب التعاسة إن انتقد أحدهم مقالتي بكياسة ..
فلن أملك تالله اجابة .. ف الشعيرات السوداء قاربن إلى البياض
من هول المشاهدات ومن نير التصرفات و من سوء النوايا
ومن فضح مايسمى أسرار ..
هي تلك سراديب للضائعين الا من رحم ربي ونجا بعقله و وجدانه
نأى بعيداً يناظر السراديب عن بعدٍ فلا هو واقع فيها ولا هي قالت له :
هيت لك...
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات