خطبتي صلاة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ليوم الجمعة الموافق 10/4/1432 هـ ، مع ملاحظة ان تلفزيون المملكة العربية السعودية عبر القناة الاولى يقوم باعادة عرض خطبة المسجد الحرام يوم السبت قبل صلاة المغرب واعادة عرض خطبة المسجد النبوي يوم الاحد قبل صلاة المغرب طيلة ايام السنة ونحب التذكير بالموضوع من باب اغتام الفائدة بالاستماع .

________________________________________________

منقول من جريدة عكاظ ليوم السبت الموافق 11/4/1432 هـ
________________________________________________

السديس: "الترفيه المباح" لاغضاضة فيه وعلى المسافر التحلي بآداب السفر


القاسم: "البلاء" عنوان محبة الله للعبد وطريق الجنة

___________________________________

خطبتي المسجد الحرام بمكة المكرمة

أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله في السر والعلن وفي الحضر والسفر والاستجابة له سبحنه وتعالى في كل ما نهى وأمر والعمل على رضوانه والبعد عن معصيته.
وقال فضيلته امس في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: ان كثيرا من الناس في مثل هذه الايام يقومون بالسفر الى المتنزهات والفرار الى الشؤاطى والمنتجعات والعزم على السفر الى الخارج والسياحة وشد الامتعة الى التنقل والرحلات مع تباين في حقيقة اسفارهم واختلافهم في ارائهم وافكارهم وكل ما يستهويهم هو تحقيق الرغبات والبعض منهم ينسى عقيدته وقيمه واخلاقه.
واشار الشيخ السديس الى ان الاسلام لايحجر على اتباعه ان يروحوا عن انفسهم وان يدخلوا السرور على اهليهمفي الاجازة الصيفية والتي يحلو فيها السفر والرحلات المباحة شرعا فالترفيه والترويح المباح لاغضاضة على الانسان فيه بل يكون مطلوبا احيانا لاغراض شرعية واهداف مرعية لكن يجب ان يكون كل ترفيه وترويح في حدود ماهو مباح شرعا اما اذا استغل ذلك فيما يضعف الايمان ويهز العقيدة ويخدش الفضيلة ويوقع الرذيلة ويقضى على الاخلاق والقيم فهذا لايجوز.
واوضح امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ان السفر في الاسلام لابأس فيه بل يكون مطلوبا لاغراض شرعية حيث ان السفر في الاسلام له حدود مرعية وضوابط شرعيةمنها ان يكون السفر لبلاد اسلامية محافظة اما ان يكون الى بطاح موبوءة ومستنقعات محمومة واماكن مشبوهة لا يجوز ذلك.
واشار فضيلته الى انه يجب المحافظة على شعائر الاسلام ولا سيما الصلاة موضحا ان هناك شروطا لجواز السفر لبلاد غير المسلمين اولها ان يكون عند الانسان دين يدفع به الشهوات وثانيها ان يكون عنده علم يدفع به الشبهات وثالثها الضرورة الشرعية كعلاج ونحوه.
واضاف فضيلته لماذا لا يسأل المرء نفسه لماذا يسافر والى اين يسافر افي طاعة الله يكون السفر ام الى معصيته فاذا كان السفر في معصية الله وسخطه فعلى المافرين ان يتقوا الله ويستحيوا منه فانه سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء حاثا فضيلته المسافرين الى جعل سفرهم في تقوى الله عز وجل واذا كان السفر الى معصية الله فعلى المسافرين الرجوع عن هذا السفر والانابة الى الله والتوبة وتغيير النية السيئة في السفر.
وقال ان المسلم الواعى هو من اعمل ذكره واخذ من احداث الناس عبرة فكم من اناس سافروا طلبا لاقتراف الحرام وبحثا عن المعاصى وقبيح الاثام فكان جزاهم الخيبة والخسران اصابتهم الامراض المستعصية وانتقلت اليهم الجراثيم المعدية بما كسبت ايديهم وبما اقترفوا من معصية بارئهم.
ودعا فضيلة الشيخ الدكتور السديس المسلمين المسافرين الى التحلى بأداب السفر والاستخارة والاستشارة وحسن اختيار الرفيق في السفر وعدم نسيان دعاء السفر والاخذ بكل وسائل السلامة والامان وعدم تجاوز السرعة النظامية فان في الحوادث ولاسيما حوادث السيارات لعبرة واعطاء الطريق حقه والمحافظة على البيئة.
وبين فضيلته رخص السفر كما أمر بها الله سبحانه وتعالى واقتداء بسنة المصطفي عليه أفضل الصلاة والتسليم فقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم بقصر الصلاة الرباعية الى ركعتين واذا اشتد به السفر جمع بين الظهرين والعشائين وكا يختصر على صلاة الفريضة ولم يكن يصلى الراتبة الا الوتر وسنة الفجر ولم يدعهما حضرا ولا سفرا كما أنه يمكن للمسافر المسح على الخفين ثلاثة ايام بلياليها مشيرا الى نهى الاسلام عن سفر المرأة لوحدها فلا تسافر الا مع محرم لها.
واشار امام وخطيب المسجد الحرام الى أنه يجب على المسلم أن يتجنب المحاذير الشرعية في الحضر والسفر التي نهانا عنها الله عز وجل وحذرنا منها رسوله صلى الله عليه وسلم كما يجب تجنب الشرك بالله وتجنب زيارة الاضرحة والقبور والابتعاد عن الرياء واجتناب الربا والمرابين والزنا فانه أقبح الامور وأعظمالاثار والشرور محذرا فضيلته من الخمور والمسكرات وتعاطى المخدرات فهى خراب للدين ودمار للعقل ورجس من عمل الشيطان والتعامل بالحرام والمتاجرة فيما يغضب الله الملك العلام.
وأكد امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ان سفر المسلم لديار غير المسلمين من غير غرض شرعى ترجحت مصلحته وظهرت فائدته لهو ضرر محض على الدين والنفس والعرض والمثل والقيم.
واختتم فضيلته خطبته بالدعوة الى السياحة الداخلية مع مفهومها النقى المنضبطة بالضوابط الشرعية والاداب الاسلامية المرضية.
وقال: ان ماحبا اللهبلادنا المباركة من مقومات شرعية وتاريخية وحضارية تجعلها مؤهلة لتكون طلبا للسياحة النظيفة النقية فهى باذن الله قادرة على اعطاء مفهوم صحيح ووجه مشرق للسياحة بما من الله على بلادنا بالحرمين الشريفين وبالاجواء الممتعة والاماكن الخلابة المعبرة التي تشكل منظومة متألقة وعبر شواطئها النظيفة السليمة من امراض الحضارة المادية والحسية والاماكن الجذابة فلا بأس بادخال الفرح والسرور على الاهل والاولاد في سفر مباح في محيطها المبارك بعيدا عن اسباب الشر والرذيلة.

__________________________________________

خطتي المسجد النبوي بالمدينة المنورة

<img alt src="images/next.gif" border="0" width="6" height="9"><img alt src="images/next.gif" border="0" width="6" height="9"> وفي المدينة المنورة حث فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم امام وخطيب المسجد النبوي الشريف المصلين على تقوى الله عز وجل في السر والعلن ولان من اتقاه وقاه وتقوى الله نعم العمل والاعراض عنها بئس الامل وقال فضيلته: ايها المسلمون الدنيا دار عمل وابتلاء لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفوة حياته أو مرض يوهن قوته وحالته. وربنا سبحنه يرحم بالبلاء ويبتلى بالنعماء, ومرارة الدنيا للمؤمن هي يعنيها حلاوة الآخرة, وكم من نعمة لو اعطيها العبد كانت دائؤه, وكم من محروم من نعمة حرمانه شقائه.
{وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون}.
وبين فضيلة ان البلاء عنوان المحبة وطريق الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط] رواه الترمذي.
واوضح فضيلته: ان العافية من اجل نعم الله على عبادة واجزل عطائهعليهم, نعمتان مغضون فيها كثيرا من الناس. الصحة والفراغ, وهي من اول ما يحاسب عليها العبد في الآخر. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم أول ما يسأل عليه العبد يوم القيامة من النعم ان يقال له ألم نصح لك جسمك ونردك. رواه الترمذي.
وان من اشد التمحيص سلب العافية او اعتلالها وصفوة البشر عليهم الصلاة والسلام ابتلوا بالامراض.
[دخل ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقال يا رسول الله انك توعك وعكا شديدا قال اجل اني اوعك كما يوعك الرجلان منكم]. متفق عليه. واحاط المرض بأيوب عليه السلام سين عددا في المرض رفع في الدرجات وحط للاوزار. [ما من مسلم يصيبه اذا من مرض فما سواه الا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها] متفق عليه.
واردف فضيلته ان المريض يكتب له ما كان يعمل من النوافل في حال صحته وفي المرض بكثير الدعاء وتشتد الضراعه. فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ومستخرج الشكر بالعطاء في مرض المؤمن زيادة لايمانه وتوكله على ربه وحسن ظنه بمولاه وهو علاج لامراض النفس من الكبر والغفله والغرور والرشيد من يعتبر ويستفيد الحنكة ببلاء دهره. وكل مصيبة في غير الدين عافية.
ايها المسلمون لا شافي الا لله ولا رافع للبلوى سواه والراقي والرقية والطبيب والدواء اسباب ييسر الله بها الشفاء ففعل الاسباب وتداوى بالمباح ولا تقبل على الطبيب بالكلية. فالمداوي بشر لا يملك نفعا ولا ضرا وتوكل على ربك وفوض امرك اليه. قال تعالى: {واذا مرضت فهو يشفين}.
___________________________________________




اخوكم الحربي