شام إختيار موفق .. فقد هيضتِ الاشجان .. عندما كنا نقراءُ قصص العرب في المتوسطه لنختبي في احد زوايا المكتبة المدرسية وكأننا قد حصلنا على كنزٍ نخشى ان يتخطفه منا احد !
لله درّكِ ، وكان منهم مالك بن الريب التميمي .. عندما مر به في الطريق احد القاده وأظنه سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لإخماد تمرّد في خُرسان وعنف عليه قائلاً ما حملك على ذلك يا مالك ؟ قال مكأفأة الخلان .. يقصد الكرم ! قال له اترك ما انت فيه وغناك عليّ ! لكن لدغته حيةٌ وهم في بعض الطريق ، فلما احس بدنوِ أجله .. قال :
ألا ليت شعري هل ابيتنّ ليلهً
بوادي الغضا اُزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب دونهُ
وليت الغضا ماشى الرّكاب لياليا
لقد كانَ في اهلِ الغضا لودنا الغضا
مزارٌ و لكنّ الغضا ليس دانيا
الم ترني بعتُ الضلاله بالُهدى
وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقر محبوك يجر عنانه
الى الماء لم يترك له الدهر ساقيا
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي
وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني
يقرُّ بعيني أن سهيل بداليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا
برابيه إني مقيم لياليا
أقيم علي اليوم او بعض ليلةٍ
ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا
لي السد ر و الأكفان ثم ابكيا ليا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي
وردّا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما
من الأرض ذات العرض ان توسعا ليا
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما
فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
وقد كنت عطّافاً اذا الخيل أحجمت
سريعاً لدي الهيجا إلى من دعا نيا
وبالرّمل منا نسوةًّ لو شهد نني
بكين وفدّين الطبيب المداويا
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي
وباكية أخرى تهيج ألبوا كيا
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ
ذميماً و لا بالرّملِ و دّعت ُ قاليا
وقد كانت وفاة مالك بعيد نظمه لهذه القصيدة في خلافة معاوية سنة 56هـ.
لك كل الامتنان شام ، دمتي شامخه ،،،
المفضلات