من عجائب القدرات البشرية
ليجاسي (في الإطار) وبعض أعماله
لا بد أن مجموعة الملكات والمواهب الكامنة في أنف غيل ليجاسي تفوق مجمل المواهب والملكات الكامنة في جميع أعضاء الجسم لدى معظم الناس - ولعل هذا ما تدل عليه اللوحات الرائعة التي ظل يرسمها ذلك الفنان المعاق الموهوب، مكتفياً باستخدام أنفه فقط لتمرير الألوان على قطعة القماش المخصصة للرسم الزيتي، حيث بلغ إجمالي إنتاجه من الرسم ما يربو على 900لوحة منذ أن بدأ يرسم عندما كان في الثامنة من عمره.
وغيل ليجاسي رسام معاق من منطقة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، يبلغ من العمر حالياً 53عاماً، وهو مصاب بشلل مخي أجبره على الجلوس على كرسي متحرك. ويسترجع غيل شريط ذكرياته في بداية مشواره مع الرسم قائلاً: "تركت أختي لوحة في غرفتي وقال (لا تلمس هذه اللوحة)، لكنني لم استطع المقاومة. وكان أول إنتاج لي عبارة عن طائر طويل رسمته على أرضية البلاط".
وبعد أن ظل غيل رهين الحبس داخل المنزل لمدة 32عاماً من قبل والده القاسي الذي كان مبتئساً وخجلاً من مرض ابنه، برزت موهبة الابن في الرسم وأصبح رساماً بارعاً وناجحاً يكسب قوته من لوحاته معتمداً على نفسه، مستغنياً عن الإعانة الحكومية.
ومن المقرر أن يتزوج غيل في القريب العاجل من خطيبته ساندي غليندنغ. ومن المتوقع أن يكفي ريع لوحاته لتغطية تكاليف الزواج وشهر العسل. ويتحدث غيل عن طريقته في الرسم قائلاً: "إنني لا أعرف إطلاقاً ما أود أن أرسمه بالفعل إلا بعد أن انتهي تماماً من الرسم. إن الأمر أشبه ما يكون بقطرة في الماء تنسكب من حنفية، وما علي إلا أن أتركها تنساب إلى حيث ينبغي لها أن تنساب".
المفضلات