يوم ما حدث هذا الموقف ودار فيه هذا الحوار بيني وبين بنت خالي ذات الست سنوات
( قالت : شوفي الحين بأرقص لك رقصة البرتقالة صرت أعرفها
وقامت تقدم رجل و تأخر الثانيه وتهزّ بالكتف وتشوش بالشعر و أخوها أصغر منها يحاول يقلدها
سألتها : من وين تعلمتي هالرقصة
قالت : أنتِ ما شفتيها هذي البرتقالة البنت الحلوه اللي تجي على التلفزيون
وترقص << كلام ذات الست سنوات )
نحن نعلم أن هذا العصر يعاني من أختلاط الثقافات و الأفكار نهايكم عن الأحزاب و الفرق ..
ومما سهل ذلك وجود مشارب ثقافية متعدده مرأيه و مسموعه و مقرؤه حتى أصبح لدى كل منا صغار وكبار
خلفية عن كل أنواع الثقافات الجيد منها و خلافه ..
وأن كان هذا الجيل يعاني حالة ضياع هويته الفكرية
كان علينا نحن مربين الأجيال القادمة أرشادهم وتوعيتهم إلى الطريق المستقيم
ما أراه انا - العكس صحيح -
فهناك مقاطع فيديو تنتشر في الجولات و مواقع اليوتيوب ..
كل منهم يفخر بأتقان طفله رقصة ما حتى أنه من شدة أعجابه أخذ يوثقها صوت
و صوره حتى يٌريها العالم أجمع ..!!
هذا الطفل تحاول عائلته تعليمه رقصة ( الدبكه ) والكل يصفق ويشجع من حوله
وكبير العائله يقوم بالتصوير خيلاء و أعجاب به .. !!
وهذه الطفلة تعلمها أمها هزّ الخصر يمين وشمال .. وتصورها غروراً وأعجاباً
بطفلتها و تردد ( عاشوا .. عاشو ا )
وما أكثرها تلك الصور التي نشاهدها أمامنا أو في مقاطع الفيديو .. !!
كيف سيصبح هؤلاء الأطفال فيما بعد مدافعين و حامين لدين والعرض و الوطن
وخلفاء لــ لعمر ، وطلحة ، والزبير
حافظين للقرآن ومطبقين لتعاليمه وهذه ثقافتهم وقدوتهم .. ؟!
وكيف لهذه الطفلة ذات الأوساط المتمايله أن تحمل داخل هذه البطن رجال
كــ عمر ينهضون بالأمة
يتوقف تفكيرها وهمها عند أتقان هذه الرقصة أو تلك ..؟!
لماذا لاتكون قدوتها من أمهات المؤمنين ( عائشة و فاطمة و خديجة ) .. ؟!
أيعقل أن تكون ثقافة ( هزّ يا وزّ ) هي المسيطرة على العقول و الألباب كباراً وصغاراً
حتى أصبحنا نقلدهم ونعلم صغارنا تقليدهم .. ؟!
أيعقل نحن - خير أمة أخرجت لناس - يكون أكبر همنا أخر رقصة و أخر فيديو ***
وكيف نتقنها ونتعلمها حتى نستطيع أن نلحق بركاب ثقافة وفكر هذا العصر .. ؟!
لا داعي لتعجب كثيراً فقد قال الشاعر :
اذ كان رب البيت للدف ضا رب *** فشيمة اهل البيت الرقص
المفضلات