[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
نحن أمة اعتادت في ماضيها أن تقارع العدو بالسيوف النحاسية المصقولة
بالحسام القاطع .. كانت تبتر أثار الفتن و تقطع رؤوس الشيطان أينما ثقفت
نحن الأمة الوحيدة التي تطورت من رعي الغنم الى رعاية الأمم فنشرنا علومنا
و حضارتنا و ثقافتنا الى كافة البقاع و أما اسلامنا فكان ولا يزال قرص الشمس
المشرق على الكون ، شمس الأكوان هي رسالة الاسلام منها يخاف الغرب
و منها يخشى العدو .
لا يزال الطرف الآخر يحمل الحقد على شمس الاسلام منذ تاريخ ظهورها
ومع مرور الأحقاب و القرون و تبلور ثقافة العدو أضحى يحيك الخطط
و يرسم المخططات للنيل منها فيحاول أن يطفيها ويلغيها و يحاول أن يبيدها
بوسائل من حقد ووسائل من كره .
ومع احتدام المخططات و النوايا للنيل من شمس الاسلام لم تعي الأمة للخطورة
المحيطة باسلامها ودينها وعقيدتها كونها لاتزال تعاني من آثار الاستعمار و تعاني
بغض الاحتلال .
إن تلك العوامل استبدلت الأمة الباسلة بأمة أخرى مستسلمة لوضعها و لشأنها القائم
فلا تحاول التغيير في محتواه ولا تحاول القيامة من الانحطاط الذي دمرها بفعل
خارجي و أفعال داخلية متعلقة بكيان الأمة و مصيرها .
بل تفاقم الانغماس في قعر الجهل و التخلف فلم تعي ضرورة العلم و الثقافة
ولم تعي تاريخها البائد و بالتالي طلسمت مرآة المستقبل لتكون أشبه بمرآة ضبابية
رمادية اللون ذات تقاطعات طولية و عرضية بينها ضاعت معالم الأمة العربية .
فمن مرحلة الاستعمار انتقلت الى مرحلة التحرر منه ولكن لا يمكننا القول بأن الأمة
تحررت فعلياً من الاستعمار ، فالاستعمار تخلى عن أراضيها و لكن نسج حول
عقلها وفكرها و ادراكها خيوط سوداء متشابكة لا يمكن لثقب ضوء أن يخترقها
وساعدت الأمة بتفاقم حلكة ظلامها فلم ترسم لنفسها الهوية المستقبلية التي تفرضها
بين الأمم و بالتالي ضاعت ملامحها بين التسلق على جسور الغرب و بين الالتصاق
بماضٍ لم نستفد منه سوى المسلسلات و الاعمال الدرامية .
و مع تعاقب السنوات استبدلت الأمة سيفها المصقول بأفخر المعادن إلى سيف من خشب
صارت تحارب به طواحين الهواء و أعداء رسمتهم على شكل بيادق من خشب
فخيل لها أنها صرعت بيادق العدو و أنها اعتلت القمم .
ولكن في حقيقة الأمر هي لم تهزم الا ذاتها و لم تحارب إلا نفسها بدليل انكفاءها وراء
قافلة الأمم ، و تكالب الامم عليها و السعي للنيل منها
و طمسها بين أتون حدودها ومعابرها التي فرضت بظرف من الظروف
فحافظت على التشرذم كأنه هو عقيدتها وهويتها .
لم تستطع الأمة بعد نيلها الاستقلال عبر مراحل مختلفة من التاريخ الماضي أن تصنع
لنفسها أمجاد تتلائم مع ماضٍ أضحى فقط للافتخار و مادة لخطب المنابر و الندوات .
جثم على صدرها حكامها وزعماءها فكانوا اشبه بطود ضخم لا يزحزحه زلزال
و أضحت الشعوب قطعان تسير وراء الحكام كأنها مكفوفة الأبصار .
و أجبرت الطغمة الحاكمة على تسليح الشعوب بسيوف من أخشاب وقالت لها
امضي في ساحات الوغى و حققي لنا الانتصارات و الحقيقة ما كانت الا انتصارات
وهمية صالحة لتدوينها في دفتر مذكرات .
و عللنا أنفسنا بالآمال على مدى حقب استمرت ستون عاماً فما كانت نتائجها الا المزيد
من الاحتلال فلسطين خير الشواهد و العراق و تشرذم لبنان و خلاف حتى الاعماق
بين البلدان الاشقاء ...
ونعلل النفس بالنصر ونرقبه أن يحمله لنا جواد مغوار وسيف أخشب .. و نسترسل
في الأحلام و السيوف تصنع في مهاجع الغفوة الآبدة التي لا يرى صغيرنا ولا كبيرنا
أننا منها ناهضين .
يا أمة العرب و يا أمة الاسلام إلى متى تحاربين الاعداء بسيوف خشبية مطلية
وإلى متى ستبقين بين الأمم غافية ، و متى سنصحو من كبوتنا الأبدية .. آما آن الآوان.
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات