[align=CENTER][table1="width:85%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
*
*
المسجد الحرام والكعبة المشرفة
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين" (آل عمران: 96)
المسجد الحرام، يقع في قلب مكة المكرمة، ويتوسطه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين أينما كانوا.. وشعائر الله الأخرى التي يقوم بها الناس في الحج والعمرة
إنما هي في قلب الحرم المكي.. أرض الله الحرام وكلها مقدسة، إذا دخلها الإنسان كان آمناً..
وهو بيت الله الذي فرض الله الحج إليه لمن استطاع إليه سبيلا.. وتقع مدينة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية في أرض محاطة بالجبال من
جميع الجهات، ولا يوجد لها سوى أربع مداخل هي المدخل الشمالي الشرقي، ويفضي إلى وادي (منى)، والمدخل الشمالي الغربي ويفضي إلى وادي
فاطمة، والمدخل الجنوبي ويؤدي إلى اليمن، والمدخل الغربي ويؤدي إلى سيناء جدة، ولمدينة مكة المكرمة ستة عشر اسما ورد منها أربعة في القرآن
الكريم منها مكة
كما في سورة الفتح "وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم"وكذلك وردت بصيغة بكة، كما في الآية "إن أول
بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين" ووردت باسم أم القرى في سورة الأنعام "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق لما بين يديه ولتنذر أم
القرى ومن حولها"، كما وردت باسم البلد الأمين كما في سورة التين "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين"
عمارة الكعبة المشرفة.. عبر الزمان
الكعبة المشرفة هي أصل مدينة مكة المكرمة، وتقع في وسط المسجد الحرام، ثم نشأت حول البيت الحرم مدينة مكة المكرمة التي صارت موطن قبيلة
قريش وذرية إسماعيل عليه السلام، كما تقع الكعبة المشرفة في مركز الكرة الأرضية، ويعلوها في السماوات العلى البيت المعمور الذي تطوف حوله
الملائكة، ويقال إن الملائكة هم الذين قاموا ببناء الكعبة قبل خلق الإنسان بعد أن أذن لهم الله تعالى بذلك.. وظلت مندثرة فترة من الزمن تحت الرمال،
حتى عين الله (سبحانه وتعالى) موقع البيت لسيدنا إبراهيم عليه السلام وساعده في عمارتها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وكان ذلك منذ قرابة أربعة آلاف عام،
وبناء سيدنا إبراهيم يعتبر البناء الثاني للكعبة المشرفة حيث ورد بالقرآن الكريم أن سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل رفعا قواعد البيت مما يدل على
أنه كان موجودًا من قبل ذلك، وهو البناء الذي شيده الملائكة المكرمون؛
والكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام بأنها كانت بناء ذا جوانب أربعة ارتفاعها تسعة أذرع وكان بابها إلى الأرض، وجعل سيدنا إبراهيم عليه السلام
في جدارها حجرا أسود علامة على بداية الطواف حولها ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بأن يؤذن في الناس بالحج، وقد أسمع الله تعالى جميع
خلقه هذا النداء..
وتفضل الله سبحانه وتعالى فجعل هذا البيت حرماً طاهراً آمناً يلجأ إليه الناس ويأمنون فيه على أنفسهم. وقد أسمت العرب الكعبة المشرفة بعدة أسماء
منها البيت الحرام، والبيت المحرم، البيت العتيق، وأصبحت الكعبة بعد السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة قبلة المسلمين، يتجهون إليها في صلاتهم.
الكعبة المشرفة في ظل الإسلام
أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بعد فتح مكة بتطهير الكعبة من الأصنام والصور، وكساها بكسوة من اليمن، وأمر بتطييبها، ولم يكن للكعبة في عهد
النبي (صلى الله عليه وسلم) سور يحيط بها، بل كانت بيوت أهل قريش تحيط بها وتفتح على المطاف الذي يحيط بجسم الكعبة، ولم يحدث تغيير يذكر
في عمارة الكعبة في عهد الرسول (عليه الصلاة والسلام) ولا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق(رضي الله عنه) وفي عصر الخليفة الثاني عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ضاقت مساحة المطاف حول الكعبة بسبب زيادة أعداد المسلمين الآتين للحج، فطلب الخليفة عمر بن الخطاب من أهل قريش أن
يفسحوا مكاناً لتوسيع المطاف وذلك بشراء منازلهم المطلة على الكعبة فلما رفضوا ذلك نزع ملكيتها ووضع الأموال في بيت المال لمن يطلبها وهدمت
البيوت المحيطة بالمطاف القديم ووسعت مساحة المطاف الذي يحيط بالكعبة، وحتى لا تزحف بيوت قريش مرة أخرى على المطاف الذي يحيط بالكعبة
قام ببناء سور حول المطاف من الخارج بارتفاع قامة الإنسان، وجعل فيه عدداً من الأبواب وكان ذلك في السنة السابعة عشر من الهجرة النبوية.
وفي عام 26 هـ، أجرى الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) توسعة أخرى حول الكعبة المشرفة وسورها حيث تم توسيع المطاف بعد هدم عدد
آخر من بيوت أهل قريش المحيطة بسور عمر بن الخطاب الخارجي، كما أنه بنى لأول مرة ثلاث سقائف حول مساحة المطاف خصصها للصلاة،
وكانت هذه السقائف تؤدي إلى أروقة ؛ وبهذه التوسعة يكون الخليفة عثمان بن عفان أول من بني مسجداً محاطاً بسور حول بناء الكعبة المشرفة، ولم
يكن هذا المسجد به منبراً فأحضر معاوية ابن أبي سفيان معه منبراً حين حضوره لأخذ البيعة لابنه يزيد من أهل مكة ووضع المنبر في المسجد وكان
ذلك عام 47 هـ.
وفي الفترة التي سيطر فيها عبد الله بن الزبير على مكة المكرمة أجرى بعض التعديلات على عمارة الكعبة، وعندما سيطر الأمويون ـ مرة أخرى ـ على
مقاليد الحكم أعادوا بناء الكعبة على ما كانت عليه وقت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان ذلك على يد الحجاج بن يوسف، من قبل الخليفة عبد الملك
بن مروان وظلت الكعبة المشرفة على هذا الشكل لمدة لا تقل عن ألف عام بدون تغيير يذكر اللهم إلا الإضافات التي قام بها الخليفة الوليد بن عبد الملك ا
لذي أجرى عمارة كبيرة في المسجد الحرام، وكذلك الإضافة التي تمت في عهد الخليفة المهدي العباسي، وأصبحت الكعبة تتوسط صحن المسجد الحرام.
الكعبة في عهد المماليك
اهتم سلاطين المماليك بالمسجد الحرام، واعتنوا به ووالوه بالإصلاح والتجديد، فأوقفوا عليه الأراضي الزراعية والعقارات في مصر وبلاد الشام، وكان
ذلك في عهد السلطان بيبرس البندقداري والمنصور قلاوون، والناصر محمد بن قلاوون و الأشرف شعبان.. ومن العمارات الهامة تلك التي قام بها
السلطان الناصر فرج بن برقوق عام 802 هـ، ففي يوم السبت 28 شوال عام 802 هـ، اجتاحت النيران رباط عند باب الحَزْوَرَة بالجانب الغربي من
المسجد الحرام ولم تلبث النيران أن انتقلت إلى سقف المسجد نفسه وعمت الجانب الغربي وأجزاء من الرواقين المقدمين من الجانب الشامي، وأدى
الحريق إلى تخريب ثلث المسجد وتدمير مائة وثلاثين عموداً من أعمدة المسجد، فقام السلطان الناصر فرج بإصلاح ما فسد من البناء.
ومن أهم العمارة الأخرى التي قام بها السلطان الأشرف برسباي، فقد شملت المسجد كله تقريبا، إذ تم فيها إقامة عشرات من العقود الحجرية وتجديد
الكثير من الأبواب وتعمير السقوف وطلائها وإصلاح سقف الكعبة المشرفة ورخامها وأخشابها وحلقات الحديد التي تربط كسوة الكعبة المشرفة، ثم كانت
عمارة السلطان قايتباي عام 885 هـ وشملت أجزاء كبيرة من المسجد الحرام وأبوابه ومآذنه.
الكعبة المشرفة في العصر العثماني
انتقلت السيادة على الحجاز إلى العثمانيين، وبالتالي رعاية الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وصار السلطان العثماني يلقب بخادم
الحرمين الشريفين، وعلى الرغم من السيادة العثمانية على كافة الأمصار إلا أن مصر كولاية عثمانية ظلت تتولى عمارة المسجد الحرام بأموال ومواد
بناء ومهندسين و عمال مصريين أجريت العمارة الأولى بعد زوال دولة المماليك على المسجد الحرام عام 979 هـ / 1571 م، حين رأى السلطان سليم
الثاني أن يجدد سقف الأروقة الأربعة للمسجد الحرام، وفي عهد السلطان أحمد (1012 هـ ـ 1022 هـ) حدث تصدع في جدران الكعبة وكذلك في جدار
الحجر، وكان من رأي السلطان هدم بناء الكعبة وإعادة بنائها من جديد، إلا أن المهندسين أشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاق من النحاس الأصفر
المطلي بالذهب واحد علوي وآخر سفلي ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا وتهدمت جدرانها عقب أمطار غزيرة عام 1039 هـ، فأمر السلطان مراد
الرابع بتجديدها على أيدي مهندسين مصريين عام 1040 هـ، وكنتيجة للعمائر المختلفة التي تمت بالكعبة المشرفة فيالعهد العثماني صار الحرم مستطيلاً
أقرب إلى التربيع وأصبحت المظلات التي تحيط بالمطاف من ثلاثة أروقة مقامة على صفوف من العقود والأعمدة الرخامية،
ويغطي كل تربيع قبة ضحلة مقامة على مثلثات كردية، وتقوم الكعبة في وسط المسجد الحرام من الخارج في المتوسط 192 مترا وعرضه 132 مترا
وكان بخارج المطاف ثلاث سقائف على أعمدة من الرخام تواجه إحداها الجانب الغربي وكان يصلي بها إمام المالكية، والثانية تواجه الجانب الشمالي
ويصلي بها إمام الحنفية، والثالثة تواجه الجانب الجنوبي ويصلي بها إمام الحنابلة، أما إمام الشافعية فكان يصلي خلف مقام إبراهيم ؛ وبجوار المطاف
في شرقي الكعبة نجد المنبر الرخامي، وكان قد بعث به السلطان سليمان عام 966 هـ إلى المسجد الحرام حيث أقيم بدلاً من المنبر الخشبي، وكان هذا
المنبر مصنوع بدقة وإتقان يشعران برقي الصناعة في ذلك العصر.
*
*
[/align][/cell][/table1][/align]صلى الله عليه وسلم .
المفضلات