بسم الله الرحمن الرحيم
كعادتي أتجول بين أروقة مضايف شمر ..
بين دخول وخروج ...
وطلوع وولوج ...
ساقتني إرادة الباري عز وجل إلى صفحة أختنا الفاضلة .. أم طلال حفظها الله
فقلنا رحم تربطني معها بآدم عليه السلام بل الأكيد قبله .. دعوني أبلها ببلالها ..
تطفلت كعادتي ..
واقتحمت ألبوم الصور ... المعنون .. بـ (حلم) وما أجمله من اسم ..
أخذت أقلب النظر في الصور بين يمنة ويسرة ... ويسرة ويمنة ..
إلى أن وقعت عيناي على ما كنت أبحث عنه ..
إنها صورة ثارت معها ... قريحتي ..
فأخذت أصيح بصوت عال ..
قلمي .. قلمي ...
وكعادة أفكاري ... أتت مطيعة .. مستجيبة ... فعهدي بها لا تخيب لي ظنا ..
وإليكم قبل كل شئ ..
تلكم الصورة ..
ياااااااااااااااااااه ...
حتى أنت أيتها القطة ..
تؤمنين بحقك المشروع في أن تحلمي ..
تريدين أن تكوني أسدا هصورا ...
تريدين أن ترتقي مرتقى صعبا .. وتتربعي على عرش ملك الغاب ..
ما أصعبه من حلم .. ولكنه سيبقى حلما ...
تبا لك أيتها الاحلام ...
فلم أعد أفهمك ..
فتارة تكونين دافعا للمرء نحو تحقيق ما يصبوا إليه ..
قتجده يشمر عن ساعد الجد .. ويسعى باجتهاد ... نحو تحقيق الهدف ..
وتارة تكونين عاملا محبطا ومثبطا عن العمل ... ويكتفي المرء حينها ببنيان قصور الوهم على أرض الأحلام ... وهي عينها أحلام الرعاة ...
ما أكثر القطط التي تحلم بأن تكون أسودا ...
وإن أشباهك أيتها القطة في وقتنا كثيرون .. بل كثيرون جدا ..
لقد غشتك تلك المرآة ...
وخيلت لك أنك أسد .. لتنسي للحظات ... أنك قطة من الطوافين علينا والطوافات ...
وما أكثر الذين غشتهم تلك المرايا ياقطة ...
فمن شخص يقف أمام المرآة ليرى أنه أجمل أهل الأرض ..
ومن آخر يقف أمامها ليرى أنه الفارس الذي لايشق له غبار ..
ومن ثالث ... يرى في نفسه حاتما الطائي ...
ومن ... رابع .. إلى ... خامس .. وهكذا دواليك ...
أترى العيب فيهم ؟!
أم هو في المرآة ؟!
إنني أراه فيهم .. فالمرآة صادقة .. وإن لم تكن ناطقة ..
وكيف لا ؟!
وقد شبه بها المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمن .. فقال صلى الله عليه وسلم :
(المؤمن مرآة أخيه المؤمن)
لأنه يصدقه .. ويخبره بعيوبه .. ولايكذبه القول ..
فمال مرايا اليوم لاتخبر الناس بعيوبهم ؟!
إنها تخبرهم .. لكنهم .. يصمون آذانهم .. ليروا ما يريدون هم أن يروه ..
في الحقيقة ..
هم لاينظرون إلى المرآة بعيون رؤوسهم ..
ولكنهم ينظرون إلى أمانيهم .. بعيون أحلامهم ..
كتبه
منصور الغايب
5/6/2008
المفضلات