الدكتور جعفر الدندشي توفيت شقيقته هيام منذ اسبوع في غربتهم في فرنسا فرثاها بقصيدته هذه طالباً مني نشرها في كل المواقع المعنيه بالقبائل والانساب
مِنْ بعض آلامنا تَستَنجدُ العِبَر = هل يَنفعُ الدمعُ عندَ الموتِ يا فِكَرُ
لا تجرحي أدمُعي يا عين إن هطَلَتْ = مازالَ في عمقها قلبٌ سيعتذرُ
ويمرحُ اليأس في الأعماقِ منفعلاً = ويسأل الوجدُ عن نفسٍ ستصطبرُ
وبين ذاكَ وهذا راح يعتبرُ = كلٌّ بدار فناءِ العمر ينتظرُ
تعجّلَ الموتُ يا أُختاه في شغفٍ = فلو تأنّى على أيامكِ العُمُرُ
فكَم أحنُّ إلى نجوى تحاصرني = برقّةِ العطفِ والتحنانُ ينفطرُ
أيا أُخيّةُ مُن يرثي لحالتنا = ومن يَضيعُ ضياعاً... دربنا وُعِرُ
وكلُّ لونٍ تراه العين مكتحلاً = ووجه كلِّ ضياءٍ ناصعٍ قَذرُ
زِنّا بهِ العمرَ،قال الموت: ينقصكمْ= بعضَ العذابِ فذوقوا الحزنَ واعتبروا
أنا الوسيط الذي يبكي بوحشتهِ = ويزرع الوجدُ حولي ما سينتشرُ
لسوف أبكي مدى الأيام ما برحتْ = نفسي على الأرضِ حتى يدمع الحجرُ
فإنّني الآنَ مشتاقٌ و يلذَعُني = جمرٌ بروحي، يميناً، شوقها عَطِرُ
أعيش والحزن حولي لا يفارقني = فلو تأنّى عليَّ الحزن يا بشرُ
لقد تمادى على عمري بقامته = أ أستحقُ تمادي الحزن يستعرُ؟
وضعتَ يا حزنُ أحمالاً على كَتِفي = وفي فؤادي وروحي، كيف أصطبرُ؟
تهبُّ في الشوق يا أُختاه عاصفةٌ = فتمطر الحزن والأحزانُ تبتكرُ
فما حباها أراها اليوم تنقُلُني = إلى مَصَبِّ ببعضِ اللومِ يندحرُ
تقول لي خلسةً: هلاَّ تسامحني =كفّي (هيام)إليك العذر يعتذرُ
أنا الرقيق بدمع كم يحاسبني = إذا الفراق تولّى الأمرَ ينتصرُ
كفى(هيام) كفى يا أُختُ قد شمتتْ = بنا الليالي ودمع الحزن يقتدرُ
دعي الليالي مع الأيام تجرحني = لتستردَّ شذا الذكرى وتعتصرُ
أتذكرينَ الرُبى من حول تلكلخٍ = باروحةٌ سألتْ:هل ياترى كَبِروا
فما أُجيب...بأنّ الموتَ فرّقنا؟ = بعد الوداد على التحنان نقتصِرُ
وبين بعض مروجٍ حولَ قريتنا = كلُّ الزهورِ بها تبكيكِ يا قمرُ
أتذكرين تلالاً حول منزلنا = ومغربَ الشمسِ فيها حيث تُعتَصرُ
ويشهدُ النجمُ عن ودٍّ يباركنا = فوقُ المصاطب كان الفجرُ ينتظرُ
وكنتِ لي تارةً في الدارِ مَدرسةً = وكنتُ أُضحوكةً في الدار تُعتبرُ
وكم دعوتِ بناتَ الحي في خَلَسٍٍ = ينظرن عينايا في ألوانها الخطَرُ
وإن فشيتُ بلا قصدٍ لخير فتىً = عن بعضِ أسرارنا، والذنب يُغتَُفرُ
لصالحٍ، بعلكِ المرحوم نذكره = ترحّماً في حنايا القلبِ يَعتَمرُ
فشيتُ أسرارنا يا أخت عن عبثٍ = وقلتُ عن والدي أو عنكِ ما خبروا
وكان يسألُ عن همّام مقتبساً = بعضَ المعاني ويوحي عنكِ يا قمرُ
فكان خير قريبٍ في عشيرتنا = وأضمر الموتُ أن يأتيه يختبرُ
وكنتِ في غربةٍ من بعد غربتنا = وراحتِ الوردةُ الزهراءُ تعتصرُ
من المصاعب أثقالاً تواجهها= بكلِّ حزمٍ إباءٌ يُطرَبُ القدرُ
أرى بناصرَ برهاناً لنا أبداً =كأنّه مشعلٌ للجيل يُعتبرُ
وتلك نسرين برّاً سوف تدّخرُ = بُنيّةٌ كم يعاني قلبها العَطِرُ
وكم تلوّع نيروزٌ وحكمتهُ = يلملم الصبر بالقرآن يعتبرُ
قضيتِ بالصبرٍ حقَّ العمر شامخة = على المصاعبِ بالإيمان ننتصرُ
وكان فتحاً مُبيناً لا تشوههًُ =سوى بريق عيونٍ حسّدٍ نفروا
تعجّل الموت يا أختاهُ يُنذرنا = بما وعِدنا جميعاً يُدهَشُ البصر
فإنّ تقلّب عمر الناس قاطبةً = مع المآسي وفي الأفراح نُبتَكرُ
سيصفع الموتُ فينا غير مُكترثٍ = بما نعاني، حياةٌ زانها القدرُ
26_30_2006 أخوك الاوسط
المفضلات