بسم الله الرحمن الرحيم
أسوق لكم مساجلة جرت لي مساء الاربعاء الماضي بيني وبين أحد مشايخنا : الدكتور والشاعر سليمان العبيد _حفظه الله_
حيث أنه طلب منا بحثا ومع زحمة البحوث والإختبارات سلمته في آخر الموعد
فلم يحز القبول من الشيخ لأنه حدد مقاس معين لورقة البحث
فلم يتسن لي محاولة تسليمه ثانية إلا بعد أيام
وأعطاني أحد الأخوة بحثه لأوصله أيضا
لكن
لم يقبل لإنتهاء مدة استقبال البحوث
فكانت المساجلة التي غمرنا فيها بكرمه
أرسلت له أولا :
أيا أهل التفكر بالمعاني
خذوا لغزا بجهل قد رماني
وأعياني وإني كنت قبلا
أحل اللغز في بضع ثواني
أروني بعض يوم فيه عشر
من الدرجات قد كانت دواني
تولت كالسحاب قفاه ريح
كأمس لا يعود من الزماني
وخلفي ليس في تأخير بحث
فقد أحضرت ذاك بلا تواني
وقد أرسلته مع أخ صدق
بيوم الأربعاء في الامتحاني
وقد عاد الرسول إلي يشكو
فلم يقبل ببحث قد لحاني
بحيثي قاصر عشرون مللي
وأخرجه العقيد بلا امتحان
أما لو قد نظرت لوزن بحثي
ستنسى الطول من شده المعاني
وإني والفصاحة كالأشقاء
تقدمت النزاري واليماني
سليقي بلا نحو وصرف
وفي العلمين أطلقت عناني
وفي نظم القصائد لا أبارى
فصيح الشعر والنبط المصان
فلي نظم النواقض في العقائد
وقل من قال هذا قد أتاني
كذا فقه العثيمين المفدى
فقيه العصر إبداع الزمان
بودي ثم ودي ثم ودي
وجودك لاتغيضه الأماني
بإمهال وانظار لعسر
فإنا كل يوم في امتحان
بنوكم أنظروهم ساعدوهم
بأجر ثم شكر وامتنان.
فأجاب:
ألا ليت الشباب تزيد حرصا ¤
وتجتنب التكاسل والتواني ¤
إذن سلموا ولم يلقوا عناء ¤
ولم تر منهمو أحدا يعاني ¤
فقلت:
ألا ليت المشايخ يرحمونا
ففي اسبوعنا الماضي أتاني
ثلاث مشايخ سألوا بحوثا
بإلزام وقد ضاق زماني
فهلا أعلنوا عن ذاك قبلا
ام الطلاب آلات امتهان
وإني لا أريد قبول بحثي
مرادي بحث غال قد أتاني
وأعطاني لكي أعطيك بحثا
وحرصني لأوصل ماعطاني
فإن شئتم فذا من علينا
وأنت اليوم أهل الامتناني
فأجاب:
إذن هاتوا بحوثكمو جميعا ¤
علي بها قبيل الامتحان ¤
ولكن أعلنوا هذا وقولوا ¤
لدى القاعات فضل الله داني ¤
فقلت:
يحار الحرف في جلب المعاني
وشكرك لايسطره بناني
ولكني عصا الترحال أحمل
وذو سفر من الإعطاء داني
إلهي طلبتي توفيق شيخي
فذو الإحسان يجزى بالحساني
ففرج ثم فرج ثم فرج
لشيخي كل ضيق في الزمان
جزاه الله خير
وكثر من أمثاله
المفضلات