إيطاليا تقول كلمتها وتتأهل لربع النهائي
تأهل منتخب إيطاليا بطل العالم إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم بعد فوزه على وصيفه الفرنسي (2-0)، في المباراة التي جمعت بينهما ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول للمجموعة الثالثة، التي تضم أيضاً هولندا متصدرة المجموعة ورومانيا.
وقفز المنتخب الإيطالي إلى المركز الثاني في المجموعة برصيد 4 نقاط خلف نظيره الهولندي الفائز بكل مبارياته في الدور الأول برصيد 9 نقاط كاملة وأمام رومانيا الثالثة بنقطتين من تعادلين وخسارة وفرنسا الرابعة بنقطة وحيدة من تعادل وخسارتين.
والجدير ذكره أن هذا الفوز لم يكن كافياً للمنتخب الإيطالي للتأهل، فيما لو لم يفز المنتخب الهولندي، فهو استفاد من فوزه على رومانيا بالنتيجة نفسها، في المباراة التي كانت تقام في التوقيت نفسه، ليضمن انتقاله للدور التالي ومركزه الثاني في المجموعة الثالثة.
مباراة حياة أو موت
ويمكن القول إن هذه المباراة كانت أشبه بمباراة "حياة أو موت" بالنسبة للمنتخبين، لاسيما أن منتخب إيطاليا هو حامل كأس العالم 2006 الأخيرة ونظيره الفرنسي وصيفه فيها، عدا عن تاريخ البلدين واسمهما في عالم كرة القدم.
ورغم استبعاد هداف الدوري الإيطالي اليساندرو ديل بييرو عن صفوف منتخب بلاده في هذه المباراة وإجراء عدة تبديلات وتغييرات أخرى، فإن المنتخب الإيطالي كان الطرف الأفضل، حيث فرض على خصمه الفرنسي طريقة لعبه ووضعه منذ إطلاق صفارة البداية في وضع المدافع.
أطبق لاعبو إيطاليا على منطقة خصمهم من اللحظة الأولى وشنوا هجمات سريعة على مرمى الحارس الفرنسي غريغوري كوبيه وكاد لوكا طوني أن يفتتح التسجيل لبلاده عندما انفرد به لكنه تسرع بالتسديد، فخرجت كرته دون ان تهز الشباك، وعاد طوني نفسه ليهدد المرمى الفرنسي مجدداً لكن الحظ العاثر وقف بوجهه وحرمه من تغيير النتيجة.
خروج ريبيري وطرد أبيدال
وشهدت الدقيقة التاسعة مفصلاً محورياً في المباراة حيث تعرض فرانك ريبيري لإصابة أدت إلى استبداله بزميله سمير نصري، مع العلم أن ريبيري أصيب بعد خطأ احتسب عليه إثر محاولته استخلاص الكرة من زامبروتا من الخلف.
وأضاع طوني هدفاً أخراً في الدقيقة العاشرة بعدما مرر له اندريا بيرلو الكرة إلى داخل منطقة الجزاء، بعد كسره لمصيدة التسلل لكنه فشل في تحويلها نحو الشباك.
وجاءت الدقيقة 25 لتشهد تبدلاً محورياً أخر في سياق المباراة عندما انفرد طوني بالحارس كوبيه ما أجبر اريك أبيدال على مخاشنته من الخلف لمنعه من تسجيل هدف محقق، ما أسفر عن طرده واحتساب ركلة جزاء سجل منه أندريا بيرلو هدفاً.
وأجبر المدرب الفرنسي ريمون دومينيك على استعمال تبديله الثاني لسد الثغرة الدفاعية التي سببها طرد أبيدال، فعاد وأخرج نصري الذي لعب 16 دقيقة فقط، وأنزل مكانه جان - ألان بومسونغ.
ولم يتوقف طوني عن مسلسل إهدار الأهداف التي لا تضيع، حيث سنحت له فرصتين متتاليتين لتوسيع الفارق، لكن هداف الدوري الألماني فشل في هز شباك فرنسا.
وجاءت الفرصة الفرنسية الأولى في الدقيقة 32، عندما انسل تييري هنري من بين المدافعين واستلم كرة مررها له كريم بنزيمة وسددها بقوة مرت بقرب القائم الأيسر لمرمى الحارس الإيطالي جيان لويجي بوفون.
وكاد فابيو غروسو أن يخرج الإيطاليين من الشوط الأول وبجعبتهم هدفين، حين احتسب الحكم التشيكي ميشال لوبوس ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 44 من على مشارف المنطقة الفرنسية لكن تسديدته لم تثمر بعدما تكفل كوبيه والقائم على التوالي بمنعها من دخول المرمى.
نشاط فرنسي دون فاعلية
ودخل لاعبو فرنسا في الشوط الثاني وأمامهم خيار واحد وهو تغيير النتيجة لتصبح لمصلحتهم، فخرجوا من منطقتهم أكثر وشنوا هجمات على مرمى بوفون لكنها لم تتسم بالدقة والقوة اللازمتين لهز شباك واحد من أفضل حراس المرمى في العالم.
الضغط الفرنسي اجبر الإيطاليين على التراجع لإقفال منطقتهم بغية الحفاظ على الفوز الذي يضمن لهم الانتقال إلى الدور ربع النهائي، ما منح الفرنسيين السيطرة شبه المطلقة، لكن دون فعالية وخطورة على مرمى الأتزوري.
تفوق إيطالي
وعلى عكس مجريات الشوط الثاني تلقت الشباك الفرنسية الهدف الثاني في الدقيقة 61 من ركلة حرة من نحو 35 متراً حيث حركها جينارو غاتوزو وسددها دانييلي دي روسي لتجد في طريقها قدم هنري التي حولتها إلى الجهة العكسية للتي ارتمى عليها كوبيه.
وأعطى الهدف الثاني جرعة من الروح المعنوية للمنتخب الإيطالي، الذي عاد للمبادرة الهجومية بغية تعزيز تقدمه، رغم أن المدرب الإيطالي روبيرتو دونادوني أجرى تبديلاً دفاعياً نوعاً ما مع تسجيل الهدف الثاني حيث أشرك ماورو كامورينيزي بدلاً من سيموني بيروتا، لكن طوني وزميله انطونيو كاسانو لم يفلحا في بذلك.
بوفون الأفضل
وأكد بوفون علو كعبه وأنه حارس من طينة الكبار في الدقيقة 74، بإبعاده تسديدة صاروخية لبنزيمة إلى ركنية منقذاً مرماه من هدف محقق.
ولعب الإيطاليون بهدوء أكبر للحفاظ على تقدمهم، واعتمدوا سياسة فتح الثغرات في المنطقة الفرنسية خصوصاً بعد تعرض وليم غالاس لإصابة أبطأت حركته، لكن الفرنسيين ظهروا وكأنهم اقتنعوا بالنتيجة، وأنهم يفضلون عدم دخول هدف ثالث في مرماهم يضعهم في وضع سيئ أمام جماهيرهم، فتراجعوا للخلف واعتمدوا على الهجمات المرتدة، لكنها كانت تقطع قبل تجاوزها خط وسط الملعب الإيطالي الذي كان نقطة القوة في الأتزوري.
الحظ يقف في وجه طوني
واستمر الحظ في معاندة طوني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل عن ضائع حين انفرد وسدد بقوة في وجه الحارس المتقدم لكن العارضة منعته من تحقيق هدفه الأول في البطولة والثالث لبلاده.
هذا وسوف يلتقي المنتخب الإيطالي في الدور ربع النهائي مع نظيره الإسباني رأس المجموعة الرابعة يوم الأحد القادم، فيما ستقابل هولندا ثاني المجموعة الرابعة الذي سيحدد بعد مباراة السويد وروسيا يوم الأربعاء.
http://www.aljazeerasport.net/NR/exe...BF9336AA40.htm
المفضلات