عشيرة الجحيش إحدى إحدى أكبر فخوذ الأسلم التي تتألف من عدة جذور كبيرة هي :
* الجحيش * الطواله * الصلته * الوهب * الفايد * الهبيره * الهمزان * الكامل ،
وجميع هذه الفخوذ ومعهم غيرهم هم "الأسلم " المشهورون ، قال ابن بسام رحمه الله واصفاً الأسلم :" هم الطاعنون في العدا ، الواجدون الندا ، ذووا الفهم الدقيق الذكي ، والحلم المنيع الزكي ، يقر لهم أضدادهم ، وتشهد لهم جيادهم بأنهم ساق الحرب ، وكماة الطعن والضرب " .
ولهذه الفخوذ العريقة شيوخ معتبرون يتوارثون الزعامة كابر عن كابر منهم :
* ابن طواله وهو شيخ الشمل * الوجعان * ابن حسان *ابن سراى
* الشريطي * ابن وريك * البرازي * الجنفا * بالإضافة إلى رؤساء القرى المعروفين في سلمى وغيرها من ديارهم وهجرهم المعروفه .
وصاحب هذه السيرة واحد من شيوخ الأسلم ، من فخذ الزبلان ، من الجحيش ، شهم شجاع وصاحب سيرة حميدة ، لا زال الناس يترحمون عليه ويذكرونه بالخير والفلاح كلما حل ذكره هو المرحوم : رغيان بن ذعار البرازي الذي لا يخفى على البادية والحاضرة ، ولد رغيان البرازي في بادية حائل سنة 1324هـ وقد نشأ في كنف والده وأعمامه الكرام ، وتعلم منهم ما جعله من أعلام القبيلة وفرسانها ، والمعروف أن الجحيش عامة أهل كر وفر إذا عدت القبائل وأعمالها، ويكفيهم تميزاً أن منهم " آل جفناء " الكرام الذين يتوارثون الفروسية والشعر إلى يومنا هذا.
ولقد تربى رغيان البرازي على خلال قبيلته الكريمة ، ففي مقتبل شبابه علم أن الجيش الفرنسي بالشام يستقبل الشباب العرب ويعلمهم على أحد الأسلحة في ذلك الوقت لذا سارع رغيان إلى الانخراط به لأجل التعليم واستفاد منه الكثير من الشباب الذين انضموا للهجانة وغيرها بواسطته .
وقد عاد البرازي لقبيلته غانماً ثم ترأسها بعد وفاة والده ذعار البرازي ، واخذ ينتقل معها في براري نجد الشمالية والشرقية حتى سنة 1380هـ وهي السنة التي قرر فيها البرازي أن يوطن عشيرته في "ريع البكر " وهو من أكبر أفجاج جبل رمان الشهير ، وكان ذلك له بمشاورة ومساندة أبناء عمه شيوخ الجحيش مثل ابن هذال وابن عياده وابن حماده والشريطي والجنفاوي وابن وريك وابن شودح وموافقة أمارة حائل على ذلك .
وسكنوا الريع وعمروا به وزرعوا وصار من أهم القرى الحائلية الحديثة وأكملت أمارة حائل مرافقه وأوجدت فيه المراكز الحكومية ذات الصلة بخدمة المواطن والمدارس وتعبيد الطرق له ، وظل رغيان البرازي على رأس هذه البلدة الحديثة يعمل من أجلها وأهلها حتى وافاه أجله المحتوم وودع دنياه سنة 1416هـ وقد خلفه على جماعته ابنه الأكبر الشيخ / ضاري ابن رغيان البرازي .
وقد قيل الكثير من القصيد في المرحوم إن شاء الله رغيان البرازي قبل وبعد مماته لكن تظل قصيدة الأديب سعيد الهمزاني هي الأحلى نظراً لشمولها للبلدة والقبيلة وشيخها ، ونكتفي بخمسة أبيات منها :
[poem=font="Arial,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""] يردن شعيب البكر زين المقاطين =اللي أدركه نزه الشوارب رغيان
حصة جدوده من جدود قديمين =ما جاء بالأجره ولا سوق الأثمان
جحيشات حطوا بهاغروس ودواوين=هل البعير والشعب عز رمان
بين الجنافا والوريك وشراطين= وشوادحه وربوع مشوط وزبلان
حماية الشعبه ما هي قول تخمين =اللي حموها من جبل جضع لركان
[/poem]ولا شك أن المرحوم رغيان البرازي يستحق ما قيل فيه من ذكر وثناء وقبيلته الجحيش من أعلا قبائل العرب وأعزهم ، رحم الله أبا ضاري وعمنا وإياه وعامة المسلمين برحمته .
المصدر: "رجال من الذاكرة"لعبدالله الطويان (منقول)
المفضلات