[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



مولايَ...

كانتِ فيما مضى من الأزمنةِ تتراقص الحناجرُ لاهثةً ب الدُعَاءِ أن يا مولاي ..
ومنها عند انحباسِ المطرِ .. فذاع في المدنِ أنشودةُ عبقت بالتوسلاتِ
مولاي أجفاني جفاهن الكرى، والشوق لاعجه بقلبي خيّما
مولاي لي عمل ولكن موجب، لعقوبتي فاحنن علي تكرما
واجلو صدى قلبي بصفو محبة، يا خير من أعطى الجزاء وأنعما

وكما نرى أن الشاعرَ قد ضمن الأبيات الافتتاحية أكثر من صورةٍ ف بدأ ب مولاي
و انتهى بالنعمِ .. ومر مروراً رشيقاً بين لواعج الاشواق و بين ما يقوم به المرء
من أعمال ..

توشحت أعمالنا ب الشبهاتِ و ذخرت النوايا بالأحقادِ وصار الظلام يلفها كعباءةٍ
لم نعد ندري أيها صالح أيها طالحٌ كلاهما في نفسِ الافلاك تجري لمستقرٍ لها
كما هاجرت المروءة من رؤوس البعضِ و اغتربت عن بعض الوجوهِ التي فقدت مع الوقت
الحيَاءَ ولم يعد يطربها أو يبرجها الشرفُ.

ف أضحى بيننا وبين تلبيةِ الدعاء ربوعٌ شاسعةٌ فإن طلبنا الرزق نرى زوال النعمة
وإن طلبنا الصحةِ نرى الأسقام وإن طلبنا راحةَ البالِ يحيط بنا القلق من كل الجهاتِ
ونغفل عن أفعالنا التي هي أحد مسببات حجب التلبيةِ فلينظر الإنسان مما مأكله ومشربه
و من أين اكتسب ماله واين أنفقه ...

س يبدو لنا صحائف أعمال مرغتِ بالشبهاتِ ..و تسطرت بالآثامِ و تعنونت بالشهواتِ
ليس هناكَ مناصٌ لمن ارتضى أن يكونَ من المغضوب عليهم و الضالين في زمننا
هذا الذي لا يعرفُ له مبدأ و لا يعرف له مسارُ ولا غاية . فالتيهُ نظاراتٌ سوداءُ تحجب نور الرب
عن الأفئدة و الأبصار.

ليس لدي مزاجٌ لعد وسد و رأب أي سلبيات فبينَ السطورِ راح مرتهنٌ...

يا ذا العطاء يا ذا الوفا، يا ذا الرضى يا ذا السخاء ، اسقي العطاش
اسقي العطاش تكرما فالعقل طاش من الضما، غث اللهفان وارو الظمآن
واسقنا يا رحمن من منهل الإحسان، غرباء الأوطان يا صاحب الورد


كان المطر أيام زمان يحمل أكثر من معنى ف مع الخير الوفير و الحقول المخضوضرة
والينابيع الممتلئة و الأشجار الباسقة .
كان المطر يعني الثورة ... لذا أفلح الأجداد ب التحرر من الاستعباد و الاستعمار الذي جثم
على صدور العباد وفعلاً لدينا تاريخ مشرق في الثورات كالثورة السورية الكبرى و ثورة الجزيرة
وغيرهما ، فهل كان الثوار مبلليين ب المطر الذي اختلف عن مطر هذه الأيام ..
لست أدري ولا أريد أن أدري ف بعض اللمى مرتقباتٌ عثرةٌ بي و بالموقع الصنديد.

لذا نعود للأنشودة التي ولدت في حلب الشهباء ..

الذي أحيا الحمى ، املأ لي الكاسات، يا ساقي الاجواف
وانعش من قد مات، ظمآن الأكباد
مضناك المأسور، العاني المهجور
العبد المكسور
كئيب الفؤاد فتى،غريب إليك أتى
يروم الوفا فمتى؟
هجرني فرحت من البعاد، ابكي من وجدي
وخلى دموع العين، تجري على خدي
دموعي جرى على الخدود،وحبي بلانمي بالصدود
أترى زماني يعود
كامل المعاني أمان أمان، واصل لنصيبي
واطفي بالتداني أمان أمان،لوعتي التي بي
جد لي يا سلالي شرف محلي،ما هذا الجفا
وفي نذورك زرني يا قمر،والا أزورك
أنا إن غاب عني القمر، غابت نجيمات سعدي


و تتنوعُ الصورُ و المبتغى واحدٌ .. و المقصد معروفُ ..
فهل أيضاً اختلف الشعر الغنائي هذه الأيام ... لعلي لا أخطئ إن قلت نعم..؟
فالشعر و الأدب و النظم و النثر تتمحورُ حول محور واحد صنعه الأجداد وتوراثه الأحفاد
فلا نرى اليوم محور متجدد ابداعي ..
راح الكتابُ و الشعراءُ ينهلون من فيضِ الانترنت نصوصاً يحيكونها على شكل خواطر
و نثريات و قصائد ..

الخلاصةُ من هذه الشذرات..
إذن متعلقة بالنوايا و الأعمال ف متى صلُحَ كلاهما صلَحَ شأن دهرِنا و زَمَاننَا ..
فارتعِ أيها الجاهل في غابات جهلكَ و انعمِ .. إنما خلقت تلك البيدِ لذي حماقةٍ متعجرفِ
فإن كنت ترى أن عملكَ لن يرى بل سيرى و إن غداً لناظره لقريبِ


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]