والمعنى أنه حتى وإن لم يكن لديك رغبة في هذا الأكل، يجب عليك أن تتذوقه وتشارك فيه، فربما أعجبك مذاقه و(اشتهته) نفسك، وشاركتنا فيه!
أمثال شعبية تؤكد أن كل ما حولنا يحرضنا على إدخال الأكل على الأكل.. يدفعنا نحو مزيد من السمنة ومزيد من أمراض القلب والشرايين والكوليسترول ومزيد من الضغط ومزيد من السكري.. أكثر من عشرين مثلاً ومقولة دارجة أمامي الآن، كلها تحث على الأكل والأكل وحده.. أطرفها وأغربها وأشدها وطأة على النفس والمعدة في آن وآنية، قولنا للضيف إن الأكل على قدر المحبة!!
هكذا نحن: ثلثٌ للطعام، وثلثٌ للشراب، وثلثٌ... للحلويات والفواكه! ـ معادلة مقلوبة رأساً على عقب.. ونتائجها مقلوبة.. فكما أن هناك من يموتون في هذا العالم بسبب الجوع.. هناك بيننا من يموتون بسبب التخمة والسمنة وتراكم الدهون أيضاً!
قد يظن البعض أن في الأمر نوعاً من المبالغة، لكنها الحقيقة؛ كل هذه العادات الخاطئة بدأت نتائجها تظهر على أسرة المستشفيات.. والمستقبل الصحي غير مطمئن..
ليس لدي سوى تكرار المطالبة بتغير العادات الغذائية.. وحتى يحدث المستحيل: ألا تعتقدون أن المليارات التي دفعتها الحكومة دعما للشعير والذي هو في نهاية المطاف دعم للحوم الحمراء التي تتكدس فوق موائدنا.. ألا تعتقدون أنه لو تم توجيه نصف هذا الدعم نحو اللحوم البيضاء والأسماك والخضراوات والفواكه المستوردة لتكون بمتناول الناس، لكان ذلك خطوة استراتيجية أولى، للتقليل من هذه المؤشرات الخطيرة؟!
أمراض القلب ستتضاعف خلال السنوات القادمة بنسبة تتجاوز 400 % .. ورغم ذلك مازلنا نأكل بمناسبة، ودون مناسبة.. وإذا أكلنا، أكلنا الأخضر واليابس!
المفضلات