* نظرا لاهتماماتك الفكرية، كيف ترى الجدل الفكري داخل المملكة حاليا؟
ـ الجدل الفكري ظاهرة صحية في أي مجتمع ينمو ويتطور، إذا لم يطل الثوابت والرموز الدينية والوطنية، التي يجب أن تكون خطوطا حمراء في كل حضارة أو دولة.
* لكن يا سمو الأمير الإشكال هو في أن الجدل وصل إلى الثوابت التي ذكرت، حتى زعم باحث سعودي أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب جاءت لتغطية فراغ سياسي وليس لإصلاح خلل ديني كما ندرس ونجد في الكتب؟
ـ من المؤسف جداً أن يخرج هذا الكلام من شخص يدعي الموضوعية والنزاهة العلمية ومن أهل هذه البلاد. ومع أن مختصين في هذا الاتجاه ردوا على الباحث الذي أشرت إليه، إلا أنني أكتفي بالقول: طالما أن الدعوة كما يزعم جاءت لهدف سياسي فلماذا قوبلت بالصدود من العلماء الذين ضادوا هذه الدعوة ولم يقبلوا التوحيد، حتى هموا بقتل صاحبها، حتى قيض الله له الإمام محمد بن سعود الذي وضع اللبنة الأولى لهذه الدولة التي نتفيأ ظلالها؟ فهي دعوة قامت على تجديد أمر الدين وتأسيس دولة سلفية لحماية الدين الصحيح.
* وسط ادعاء كل طرف بأنه ابن السلفية "الشرعي"، ما هي السلفية في نظرك التي يجب أن تسود؟ـ
في نظري السلفية، هي سلفية الصحابة والتابعين، والأئمة الأربعة، وهي التي جاء بها الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب (رحمه الله)، وهي ببساطة اتباع الكتاب والسنة، حسبما فهمه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام، قبل عصور الابتداع والتأويل.
* على أن مصطلح السلف قديم إلا أن دعوة محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية بعثته من مرقده، وغدا اسما لتيار معين، فهل هذا التيار تقادم عهده كما يتردد وأصبحت أدواته غير مناسبة للتعاطي مع العصر.. أم إن الخطاب السلفي يجب أن يستمر في مضامينه وأساليبه القديمة كما هو في كتب أئمة الدعوة؟
ـ هذه مسألة يمكن لأصحاب الفضيلة العلماء أن يبسطوا القول فيها، ولكني أرى أن الدين من حيث هو لا يتبدل ولا يتغير، وإنما الخطاب والوسائل هي التي تستحدث وكتب أئمة الدعوة فيها التوحيد، والنهي عن الشرك، والحث على تطبيق الشريعة والكتاب والسنة والمحافظة على الصلاة والقيام بأركان الإسلام، وأما الفتاوى فإنها تتغير بتغير الزمان والمكان أحيانا، ولكن من يقرر ذلك ليس أنا ولا أنت، وإنما العلماء الربانيون ممن عايشناهم وتوفاهم الله (رحمهم الله) كسماحة الشيخ بن باز، وابن عثيمين، ومن المعاصرين مثل سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله والشيخ صالح الفوزان، والشيخ صالح اللحيدان، وغيرهم من علمائنا الأفاضل.
* هناك طائفة من الشباب المتعلمين السعوديين يرون أن الدعوة التجديدية هي اليوم أيضاً تحتاج إلى تجديد، على الأقل في تقديم خطابها؟
ـ أخشى أن يكون ذلك القول، كلمة حق أريد بها باطل، نحن مع أي تجديد لا يخالف الكتاب والسنة في المعاملات، أما أصول الدين فإنها ثابتة لا تتحول ولا تتجدد، والشيخ محمد بن عبدالوهاب، كل الذي فعله أنه دعا الناس إلى عبادة ربهم وحده ونبذ الشركيات والبدع والقيام بحق الله، فدعوته دعوة إصلاحية والإصلاح هو التجديد. ولكن مع ذلك نحن لسنا ضد التجديد، فيما يحتمل التجديد، وأكرر أن ذلك أيضاً له أهله ورجاله.
* يتردد أن بعض العلماء الكبار الوارثين للدعوة أساؤوا إليها بجمودهم على آراء وفتاوى قابلة للتحديث ضمن إطار مقاصد الشريعة الإسلامية الأوسع واستثمار أقوال أئمة قدامى، لكنهم ظلوا مصرين على البقاء على ما وجدوا عليه مشايخهم فاتهموا بأنهم صوروا السلفية بوجه راديكالي يسيء إلى التجربة الإصلاحية وسماحة الإسلام بوجه عام، هكذا يقال، فماذا ترى أنت؟
ـ من يقول هذا مفتون بالدعوات الليبرالية والغربية، والدعوة السلفية أئمتها وعلماؤها هم الذين جددوا أمر الدين وهم الذين نهضوا بالأمة وهم الذين حفظوا للأمة دينها وهم أهل المنهج الوسط الذين لم يتشددوا ولم يتخاذلوا وينهزموا فكانت عندهم عزة الإسلام والأخذ بمقاصد الشريعة وقواعد التيسير ولهذا في المملكة نجد أننا متميزون بمحافظتنا على ديننا وبأخذ أسباب المدنية والتيسير.
* على هذا الصعيد ومنذ أحداث 11 سبتمبر يسود جدل فكري صاخب في المملكة، هل تراقب ذلك الجدل، وأنت مع أي الاتجاهات؟
ـ نعم أراقب ذلك الجدل من بعيد، ويحزنني أنه لا يستهدي بما قامت عليه الدولة من أصول وثوابت، فتجد من يطالب كما أشرت قبل قليل بنسف كل جهود من سبقونا من العلماء وتجد من يطالب بأمور معلوم حرمتها من الدين.
* يشهد الجميع أن انفراجا كبيرا حدث في حرية التعبير في المملكة، هل ترى الهامش المتاح أثمر حوارا مفيدا للوطن في المجمل؟
ـ حرية التعبير مهمة، ولكنها تحتاج إلى قوانين تنظمها، وفي كل البلدان هناك خطوط حمراء ويؤسفني أن تلك الخطوط كثيرا ما تم تجاوزها بذريعة حرية التعبير.
* يقال إن الجهات الدينية علماء ولجاناً وهيئات هي أكثر من تضرر من الحريات الجديدة، بسبب قلة تمكنها من أساليب الحوار والمدافعة بالحجة والفكر؟
ـ الجهات الدينية لديها أفكارها وحججها، لكن المنابر الصحفية والإعلامية معظمها بيد أشخاص، أفكار الجهات الدينية لا تعجبهم، وبالتالي يقومون بإقصاء من يريدون وتقريب من يشتهون، ومع ذلك فإن العاقبة دائما للمتقين.
* في الوقت ذاته يجري تراشق بين من يسمون الليبراليين وبين من يطلق عليهم الإسلاميون حول من يقصي الآخر، فمن تراه أنت أقصى صاحبه؟
ـ الإقصاء من التهم الرنانة والمطاطة، والتحزب الفكري والسياسي لا يؤدي إلى خير، فنحن جميعا مسلمون وأبناء وطن واحد، إذا لم نتعاون فيما بيننا، فمع من نتعايش ونتحاور؟
* مؤسسة العنود التي تقودها، من أهم جوانب نشاطها نشر كتب التراث، فهل تنشرون أيضا كتب المفكرين العرب والمسلمين: الليبراليين والإسلاميين؟
[read]
ـ نحن في مؤسسة العنود، يكفينا نشر إرث علمائنا الأجلاء من الخلف والسلف لأننا نرى أن الحاجة لهذا العلم أشد في عصر الفضائيات والإنترنت التي تبعد الناس عن جذورهم وتمسكهم بالأصل فنحن نسد ثغرة ونهتم بما ينفع.
[/read]* مع أن الإسلام أوسع الأديان وأكثرها سماحة، إلا أن التيار السلفي في السعودية يتهم بأنه إقصائي، ويكاد يخلع رداء السلفية عن كل من يختلف معهم في أقل الفروع.. مثالا على ذلك السجال "السوقي" أحيانا بين من يوصفون بالجامية ومن يسمون بالصحويين.. في رأيك ما مرد هذا العراك؟
ـ الواجب الرجوع إلى ما كان عليه الناس قبل حدوث هذه الخلافات ففي المملكة كان الناس يرجعون إلى علمائهم ويهتمون بالدعوة ولا يوجد بيننا هذه الأحزاب وكل الخير فيما كنا عليه لأن التحزبات والتعصبات منتنة وليست من الشريعة في شيء حتى ولو كانت بين المهاجرين والأنصار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين والأنصار لما اختلفوا أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟
* يتهم بعض الإسلاميين فرقاءهم بأنهم استغلوا الأحداث الإرهابية في البلاد في التحريض ضد مؤسساتهم الدينية مثل الهيئات والإفتاء والمؤسسات الخيرية.. فهل تعتقد أن الدولة يمكن أن تقف ضد طرف من أجل تحريض طرف آخر؟
ـ الدولة هي التي أنشأت تلك المؤسسات والهيئات، وبالتأكيد لن تسمح بالتطاول عليها، باسم حرية التعبير، لأن جميع الجهات الدينية والخيرية تلبي ما قامت عليه الدولة من نصرة العقيدة الإسلامية ومحاربة الغلو وتوجيه الناس إلى الخير.
* هنالك علماء سعوديون برزوا في الآونة الآخرة بأسلوب غير معروف عنهم مثل العبيكان وسلمان العودة والقرني.. فهل ترى تعاطيهم مع الأحداث مناسبا أم إنك تفضل نهج العلماء الكبار مثل الفوزان واللحيدان؟
ـ نحن نقدر العلماء جميعا، ولكن عندما يختلف الناس ويكثر الجدل لا نثق إلا بعلمائنا الكبار.الإرهاب
* من وجهة نظرك، واستنادا إلى عملك السابق، ما هي الخيوط الخفية للإرهاب في المملكة، فهناك أكثر من رواية؟
ـ بعد أعوام من المواجهات المسلحة مع الإرهابيين أصبح كل شيء مكشوفاً، واتضح أن الفكر الذي دعم الإرهاب قام على نشره بين أبنائنا مجموعة من المتطرفين الغلاة الذين أخذوا فكرة الحاكمية، التي أججت الكراهية في نفوس بعض الشباب المتحمس وجعلته يحارب أهله وأمته. وقد ذكر هذا بوضوح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، رجل الأمن الأول في أكثر من مناسبة.
* تدور أقاويل حول دور سعودي في صناعة شخصية بن لادن أيام أفغانستان الأولى.. ما هي الحقيقة؟
ـ من صنع الظواهري وأبو الغيث والمقرن والعييري وكل الإرهابيين المشهورين؟ الدور السعودي في أفغانستان معلوم للجميع، ولم يسع لترميز شخص بعينه، بل كان يدعم الأفغانيين مثلما دعم غيرهم في التخلص من الاحتلال الروسي آنذاك.
* هناك من يعدون الجهاد الأفغاني لب المشكلة الإرهابية في الداخل، بدليل أن القيادات الأولى كلها تدربت هنالك، فهل كان السماح لشباب المملكة بالمشاركة في قتال السوفيت آنذاك خطأ استخباراتيا.. أم شراً لا بد منه؟
ـ الدليل على أنه خطأ، أننا لم نأذن بعده لأي شاب سعودي بالخروج من وطنه لقتال الآخرين، ولكن مع ذلك خرجوا متسللين تحت تأثير التضليل الفكري والحماسة الشديدة.
* أكدت تقارير عدة أن التنظيمات الإخوانية كانت أحد أبرز العوامل في شحن أفئدة الشباب السعوديين ضد بلادهم.. هل كان ذلك يجري بعلم الاستخبارات والأجهزة الأمنية.. أم كان سرا لم يكتشف إلا بعد حين؟
ـ الأجهزة الأمنية كانت تراقب ما يجري، ولكن التغلغل الإخواني كان فوق التصورات لأنك لا تتوقع أن تستضيف شخصا وتنقذه فينقلب عليك محاربا ومفسدا رعيتك، هذا خلق يأباه الذوق السليم، والتقاليد العربية الأصيلة ولذلك كان مستبعدا، ولكن الله رد كيد من همّ بالسوء في نحره.
* بما أنك بدأت معنا بالشفافية، فإن هناك شرائح كبيرة من الناس تسأل كيف يعيش أبناء الذوات.. ونحن الآن نتحدث عن ابن ملك، كيف كان يومك في المرحلة الابتدائية والثانوية والجامعية.. ثلاثة أيام؟
ـ كان الملك فهد ووالدتي (رحمهما الله) قد عودانا على الجد في حياتنا الدراسية وعدم المبالغة في الترفيه ولذلك نشأنا في حياة طفولة وشباب فيها معان تربوية قوية من المحافظة على أساسيات الدين والعقيدة والصداقات المحدودة والجد في التعلم حتى إنني أذكر لما كنت أدرس في الجامعة في أمريكا لم يكن مصروفي يكفيني فيما يزيد عن المعيشة والدراسة.
* بما أن والدكم (رحمه الله) تقلد مناصب عليا في مرحلة مبكرة من حياته، كيف كانت صلتكم به.. منذ كان وليا للعهد؟
ـ الأعمال والمسؤوليات الكبيرة لا شك تؤثر في التواصل بين الوالد وأبنائه لكن كانت صلتنا بوالدي الملك فهد رحمه الله عميقة ودائمة وكان كثير التوجيه لنا في حياتنا في الدين والدنيا وكان يعلمنا كلما سنحت فرصة اللقاء وكنت حريصا على القرب منه لأستفيد من حكمته وحنكته ودرايته بالأمور الداخلية والخارجية ومعرفته بالناس.
* عانت والدتكم (يرحمها الله) من مرض عضال، فما هي وصية الوالدة؟-
[read]وصية الوالدة رحمها الله كتبها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وهي في شبابها ولم يكن بها مرض أو ما تخشاه وقد شملت وصيتها الثلث من تركتها لتصرف في مصارف محددة من أوجه الخير المختلفة مثل بناء المساجد وتفطير الصائمين وسقيا الماء وإعانة المحتاج وأهل العلم وغير ذلك من أبواب الخير وقد أنشأنا مؤسسة خيرية لتنفيذ هذه الوصية، ولها الآن من العمر سبع سنوات أنجزت فيها الكثير مما شمل جميع بنود الوصية، ونحن نطمح أن تكون هذه المؤسسة محققة للواجب الشرعي في إنفاذ الوصية سائلاً الله جل وعلا أن يكتب لها أجر ما أوصت به ويرفع درجاتها ويعيننا على تحمل الأمانة[/read].
* مؤسسة العنود أنشأت برجاً يشق سماء الرياض، ماذا لو رأته الوالدة (يرحمها الله).. هل كانت تطمح إلى وقف كهذا؟
- من نظر في الوصية وجد الإخلاص والرغبة في رضا الله جل وعلا وتحقيق السنة بالوصية بجزء من المال والمخلص يعطيه الله فوق ما يؤمله ولو رأت الوالدة هذه المؤسسة وأعمالها الكثيرة في نفع الناس والمحتاجين فإنها ستسر وأرجو أن نكون وفقنا في نفعها في قبرها بتحقيق وصيتها وهذا من البر الذي نرجو ثوابه وأسال الله أن يجعلها راضية عنا مسرورة بما فعلنا من أعمال خيرية يرجع ثوابها لها.
إنجازات الملك فهد
* يعتبر الملك فهد (رحمه الله) من أكثر الملوك السعوديين تركاً لبصمات في اعتقادك ما هو أبرز إنجاز تشعرون أنتم أبناؤه بالفخر لأنه تحقق على يديه؟
- كل حياته مليئة بالإنجازات لوطنه ومن أكبرها أثراً توسعة الحرمين الشريفين التي هي أكبر توسعة في التاريخ وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي نشر إلى الآن أكثر من مئتي مليون نسخة من القرآن الكريم في جميع العالم وترجمات كثيرة لمعاني القرآن الكريم، ومن إنجازاته هذه النهضة الحضارية التي تعيشها المملكة حيث إنه وضع أسسها السياسية والاقتصادية والتنموية في جميع المجالات وكان لإصداره نظام الحكم الأثر الكبير في النظام السياسي السعودي وتفعيل أعمال مجلس الشورى ونشر الدعوة الإسلامية في الداخل والخارج، وإنجازاته أكثر من أن تحصر فهو أمة في رجل رحمه الله وأسكنه الفردوس.
* يقال إن أكثر ما يكون المسؤولون قسوة على أبنائهم عندما يكلفونهم بمهمات فكيف كان يتعامل معكم أنتم معشر أبنائه المسؤولين؟
- هذا صحيح كان حازماً يريد الدقة في العمل والإنجاز، ولم يكن يتسامح في أي تقصير منا في أعمالنا وذلك لأنه يرغب أن نكون على مستوى المسؤولية والأمانة، وقد أثر فينا هذا الحزم.
* عاش (رحمه الله) صابراً محتسباً حتى وافته المنية، هل حدثت مواقف في هذه الفترة يمكن أن تذكر؟
- سأذكر شيئاً واحداً فقط هو أنه عالج على نفقته الخاصة أكثر من خمسمئة ألف مواطن سعودي وآلافاً من غير السعوديين، وهذه تعطيك ما كان يشعر به تجاه مواطنيه والمحتاجين ولو أردت أن أعدد للزمني إحصاءات كثيرة لكثرة مواقفه في تلك الفترة ومن مواقفه المشهودة تقديره الكبير لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان يراه السند الكبير والعقل الحكيم وقد شهد الجميع هذا منه.
* بصراحة شديدة هل تشعرون باليتم لأنكم فقدتم قائداً وملكاً؟
- الذي فقده هو الشعب السعودي بأجمعه والأمة العربية والإسلامية لأنه كان قائداً فذاً وسياسياً عالي الهمة محباً لأمته العربية والإسلامية، وقد بكاه الأمراء والعلماء والناس صغاراً وكباراً.
مواقف الملك عبدالله
* يتميز الملك عبدالله بكثير من الخصائص التي شاهدها العالم في تعاطيه مع قضايا عدة، في نظرك ما هو الجانب الأكثر أهمية في تلك الخصائص وأنت قريب منه بوصفك عملت معه ومن الأسرة أيضاً؟
- الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أيده الله) قائد عالمي وسياسي مؤثر ومواقفه حفظت للمملكة العربية السعودية ريادتها السياسية ومرجعيتها الدينية فكلماته ومواقفه وسياسته الاحترام التام على المستوى الوطني والعربي والإسلامي والعالمي، وهو حفظه الله غيور على العقيدة الإسلامية وعلى الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية ومواقفه تنبئ عن عزته وقوته وحفظه لكرامة العرب والمسلمين وهو يكره الكذب والخداع والغش وعدم أداء الأمانة ولهذا تجد في كلماته التي يوجهها لشعبه وللأمة العربية والإسلامية الصدق والوضوح.
كما أنني أذكر هنا أنه صاحب الوفاء التام مع أخيه الملك فهد (رحمه الله) حيث ضرب المثل في وفائه وصدقه، ولا ننس تلك الدموع التي ذرفها على قبره وقد كان الملك عبدالله وسمو الأمير سلطان اليد الحانية التي خففت عنا وعن الشعب السعودي المصاب، فقيادتهما محل اعتزاز الجميع وعطفهما شملنا جميعاً.
* يتردد أن علاقة حميمة تربطك بالأمير سلمان؟
- هذا صحيح قد لا يمر أيام إلا وأرى فيها الأمير سلمان معتزاً بهذا القرب من سموه لأنني أرى فيه القيادة الحكيمة والمعرفة العميقة بالسياسة وأحوال الناس والقوة الإدارية والإخلاص في العمل وإنجاز حاجات الناس والنهوض بما ينفع هذا البلد وحقيقة هو يأخذ لبي وتفكيري في شخصيته وقدراته التي تميز بها.
* جدل كثير حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوساط المثقفين السعوديين وعن دورها، فما تعليق سموكم على ذلك؟
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مطلب شرعي لقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
كما أنه مطلب أخلاقي تتطلبه السياسة الشرعية للمجتمعات لحمايتها من الخارجين عن الشرع وهم ولله الحمد قلة في هذا البلد وعلى المتذمرين من هذا الدور ألا يضخموا الأخطاء ويعترفوا بإنجازات الهيئة الكبيرة ولن يعلموا قدرها إلا عند فقدانها لا قدر الله.
إذا وقع الخطأ من أحد أفراد الهيئة فينبغي أن يعاقب فهم بشر كبقية الناس ويحدث هذا لديهم وعند غيرهم من بقية الأجهزة الحكومية.
إن الدولة منذ تأسيسها جعلت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركناً من أركانها تدعمه وترعاه وقد نما إلى علم الكثيرين التطوير الكبير الحاصل في الهيئة من تدريب وتأهيل وجلب أفضل كفاءات الوطن من خريجي الجامعات، فنسأل الله لهم السداد في الرأي والتوفيق.
[read]وفي النهاية اقول جزى الله الامير سعود خير الجزاء واسال الله ان يهدي ضال المسلمين وان يعيدنا الى ماكنا عليه كما قال الامير الى تلك الايام الخالية التي كان الناس كلهم مع العلماء وان يبتعدوا عن الحزبية، واسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحم والدك وجدك وكل مسلم ومسلمة رحمة واسعة انه سميع مجيب وصلى الله وسلم على رسوله اله وصحبه والحمد لله رب العالمين[/read]
__________________
الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشلف في ابتداع من خلف
المفضلات