[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
يقعُ الظلمُ مجحفاً ب النفسِ ف لو قام مثلاً زميلٌ لكَ في العملِ ب صفعك دون ذنب
ستشعرُ ب الظلمِ و ب التالي ستفكرُ ب رد الصفعةِ مضاعفةً ليشفى غليلك و تنتهي
مأساتكَ و قد تلجأ للأقارب و الأباعدِ ل مد يدِ العونِ فيصفعون زميلك كذلك ..
و بمرور الوقتِ .. سوف يؤنبكَ ضميركَ و ستشعرُ بالذنبِ لأنك صفعتَ زميلكَ ..
ف ضميركَ لا يزالُ يُعتبر من عِدادِ الأحياءِ لا الأمواتِ... وما دفعكَ ل صفعِ ذاك الشخص
كان عبارة عن ردةِ فعلٍ سلبية لما أقدمَ عليه هو سواء ب نيةٍ طيبةٍ أو سيئةٍ..
ولكنَ صوتُ الضميرِ خافتٌ وهامسٌ لا ضجيجَ لهُ.. لذاك ستغلبكَ العدائية للغيرِ..
و تبادر بصفع من يصفعك مراراً وتكراراً .. وهذا مؤشرٌ إلى استفحالِ العنفِ
و استسهلال الجريمة و افتعالِ الدمارِ..
الأفعالُ السلبية.. و ردود الفعل العكسية دائماً هي المسيطرة على الأجواء ..
سواء في البيتِ أو العملِ وحتى الشارع.. فإن وقع حادثُ سيرٍ بسيط لن
تتورعَ عن استدعاءِ الشرطةِ و تطالب الفاعلَ ب الديةِ ..
و تتراكم الأزمنةُ مع تلك العشوائيات لنبصرَ أنفسنا جميعاً خلقنا لأنفسنا مجتمعَ الغاب..
ف تتكلم لغةُ النارِ و تسودُ رائحةُ العارِ ..وتتلاشى بشكل نهائي أشكال الإنسانية ..
و المؤسفُ حقاً في تلك الأحوال عندما نتشدقُ ب لسان الثقافةِ و أننا أصحاب المبادئِ
و الحصافةِ ..
لذلك خلق لدينا ب المثقفِ غير الواعي غير القادرِ على تبني مبادئ الخلاف و الاختلافِ..
بل وصل الأمر أننا لا نملك تعريفاً ل مايسمى خلاف... واختلاف... ف نضع كلا المفردتين
في قاموس الوعظ الخاص .. و نرتلها على المآذنِ و الشرفاتِ غير أبهين للالتباس بينهما
وماقد ينشئ عنهما .
فما أسهل الكلام ... لدى المثقف الفاقدِ للوعي الساعي ل اثباتِ نظرياتهِ المشتتة
و الذي إن أبرزتَ له اختلافكَ معه صفعكَ صغعاتٍ مكررة لتعودَ ف تسود شريعةُ الغاب
ويغلب منطق النار...
فمن العارِ أن يبدو مثقفنا هذه الأيام عارٍ من الحقائق و المُسلمّات... فهو لا يزالُ يمارسُ
الخلطَ بين الرقصِ و الطبلِ وبين ابن عجلان و ابن خلدون ....!!
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات