الكاتبـ المشهور بودليـ هيد مؤلّفـ كِتابـ "رياح على الصحراء"
وكتابـ "الرسولـ" محمد صلّى الله عليه وسلّم
و14 كتاباً اُخرى
00
والآنـ إلى موضوعـ مُشاركتنا هذهـ
V
v
فيـ كِتابهـِ "دع القلقـ وأبدأ الحياة"
فيـ فصلـ بـِعنوانـ
"عشتُـ في جنّة الله"
يقولـ بودلي في عام 1918م -أيـ قبلـ 100سنة تقريبا-
ولّيتـُ ظهريـ للعالم الذيـ عرفتهـ طيلة حياتيـ
يممتُـ شطر أفريقيا الشماليّة الغربيّة
حيثُـ عشتـ بين عربـ الصحراء الكُبرى
وقضيتُـ هُناكـ سبعة أعوام أتقنتُـ خلالها لُغة البدوِ
وكنتـ أرتدي زيهم وآكلـ من طعامهم وأتخذ مظاهرهم بالحياة
وغدوتـُ مثلهم أمتلكـ أغناماً وأنام كما ينامونـ بالخِيام
وتعمّقتـ في دراسة الإسلام حتى أنني ألّفتـُ كِتاباً أسمه
"محمّد" صلّى الله عليه وسلّم
وكانتـ الأعوام السبع التي قضيتُها مع هؤلاءِ البدو الرحّل من أمتع سنين عُمريـ
وأحفلها بالسلام والإطمئنانـ والرضى بالحياة
وقد تعلّمتـُ من عربـِ الصحراء كيفـ أتغلّبـ ع القلقـ
-القلقـ طاعونـ العصر المرضـ الذيـ أصابـ اليوم الملايين من الناس-
فهم بِوصفِهم مسلمينـ يؤمنونـ بالقضاءِ والقدر
وقد ساعدهم هذا الإيمانـ ع العيشـِ في أمانـ
وأخذ الحياة مأخذاً سهلاً هيّناً لا يتعجّلونـ أمراً
ولا يلقونـ بأنفُسِهم بينـ براثنـ الهم قلقاً ع أمر
أنهم يؤمنونـ بأنـ ما قُدّر يكونـ
وأنـ الفرد منهم لا يصيبه ألاّ ما كتبه الله له
ليسـ
ليسـ معنى هذا أنهم يتواكلونـ أو يقفوا في وجه الكارثة مكتوفوا الأيدي .. كلاّ
ثم أردفـ قائلاً ::
ودعنيـ أضربـ لكـ مثلا لِما أعنيه
(( هبّتـ ذاتـ يوم عاصفةٌ عاتيةٌ حملتـ رِمالـ الصحراء
وعبرتـ بِها البحر الأبيضـ المتوسّط ورمتـ بِها واديـ الرونـ في فرنسا
وكانتـ العاصفة حارّة شديدة الحر حتى أحسستُـ كأنـ شعر رأسي يتزعزعـ منـ منابتهِ
لِفرط وطأة الحر
أحسستُـ منـ فرط القيظ كأني مدفوعـ للجنونـ
ولكنّـ
لم يشكوا إطلاقاً فقد هزّوا أكتافهم وقالوا كلمتهم المأثورة ::
"قضاءٌ مكتوبـ"
لكنّهم ما أنـ مرّتـ العاصفة حتى أندفعوا للعملـ بِنشاطاً كبيراً
فذبحوا صِغار الخرافِ قبلـ أنـ يؤديـ القيظُ بحياتِها
ثم ساقوا الماشية إلى الجنوبـِ نحو الماء
فعلوا هذا كلهُ في صمتـٍ وهدوء دونـ أنـ تبدو
منـ أحدِهم شكوى
قالـ رئيسـُ القبيلة ::
لم نفقد الشئ الكثير
فقد كُـنّا خليقينـ بأنـ نفقِد كُلـ شئ
ولكنـ حمدلله وشكرا بأنـ لدينا نحو 40% منـ ماشيتنا
وفيـ إستِطاعتِنا أنـ نبدأ بها عملنا من جديد .. ))
00
بعد أنـ أستعرضـ بودلي
تجربته مع عربـ الصحراء علّقـ بِقولهـ ::
قد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتُها في الصحراء
بينـ العربـ الرحّلـ أنـ المُلتاثينـ ومرضى النفوسـ
والسكيرينـ الذينـ تحفُلـ بِهم أمريكا وأوربّا
ماهم إلاّ ضحايا المدينة !!
المدينة التي تتّخذُ السرعة أساساً لها
أنني لم اُعاني شيئاً من القلقـ قط وأنا أعيشُـ في الصحراءِ
بلـ هُناكـ في جنّة الله وجدتُـ السكينة والقناعة والرِضى
ثم ختم كلامه بِقولهـ ::
خُلاصة القولـ أنني بعد إنقضاء سبعة عشر عاماً
ع مُغادرتي الصحراء مازلتـُ أتخذ موقفـ العربـِ حيالـ
قضاء الله
فأقابلـ الحوادثـ التي لا حيلة لي فيها
بالهدوءِ والإمتثالـِ والسكينة
ولقد أفلحتـ هذه الطِباعـُ التي أكتسبتُها منـ العربـِ
فيـ تهدِئة أعصابي أكثر مما تُفلحُـ ألآفـُ المُسكّناتـِ والعقاقير
00
تعليقـ
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصباح الخير
بودلي هذا رجُلاً لم يكُنـ يوماً مُسلِما
لكنّه عاشـ حقيقة الإيمانـ بالقضاءِ والقدر خيرهـ وشرّهـ
وتعلّمهـ مع قومٍ مُسلمينـ غير مُتعلمينـ لكنهم مؤمنينـ بحقيقة
ما كُتبـ عليهم
00
لفتة
الترجمة إجتهاد شخصي
وحاولتـ اصيغ بعض الكلماتـِ بطريقتي
ومنقولـ من كِتابـ عشتُـ معه أيامي هذهـ الأخيرة
[00
أختكم في الله سارا
ولا تحرمونا دعواتكم لنا بظهر الغيب
المفضلات