درسنا فى الكتّاب أن الماء الجارى طهور ، وعرفنا فى الجغرافيا أن النيل مذكر ، وفحولته فيضان
يلقح ماء البحر ... فيلد الأسماك ، ويرسب فوق الأرض الطمى ، فتلد الزرع الأخضر والأزهار...

ودرسنا فى الأحياء ، أن الماء الراكد يتعفن ، والطحلب فوق السطح ، لايصلح إلا لغذاء البط ، والورد النيلى الأجوف ...

وقرأنا فى علم الطب أن الدم الراكد يتجلط ، والجلطة فى الشريان تخنق نبض القلب ، وإذا وصلت للمخ يتبعها خلل فى النطق وجمود فى الفكر وشلل فى الأعضاء وتبلد فى الوجدان ...

أما الحصوة فى مجرى الحالب تتكلس تجعله يتقلص تخنق مجرى البول فتسمم كل الأعضاء ..

بناءً على تلك المعلومات قمت باحضار القلم وإجراء التجارب عليه وفقاً لتلك المعلومات فوجدت أن القلم يشبه الماء الجاري فيطهر ما يلوثه الحبر ..
ويشبه النيل في فحولته ليلقح الكلمات فتولد المعاني ..
ويرسب في الذاكرة ليزرع الامل والتفاؤل ...

ووجدت بانه كالماء الراكد تفوح منه رائحة العفونه ..
وكالطحلب فوق السطح لا يغني ولا يسمن من جوع ...

ووجدت بانه كالدم الراكد يسبب الازمات الفكرية ، ويخنق نبضات العقل ليقضي على بصيرتها الربانية
وينقض على المخ ليعطل آلته الذهنية ..
ووجدت انه كالحصوة تسد طريق الحرية وتسمم واقعنا بطريقةٍ جهنمية !!!

وجدته متناقضاً يحمل تارة مبادئه وتارةً ينسفها خلف ظهره ..
ووجدته شهوانياً يخضع لغريزته فيصبح كالحيوان لا يفقه سواها ..
ووجدته يتعاطف مع العنف ثم يدافع عن السلام ...
ووجدته يجلب الحقائق ثم يشوهها ويغلبها ويغلّبها ...

سبحان الله لقد كانت تجربةً حقيقية تستند على قواعد علمية جربتها فوجد أطر التشابه فاقت تصور
بعض الاقلام السطحية !!!!

تحياتي