[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
لكُلِ زمَانٍ دولَةٌ ورجَالٌ.. ونِسَاءٌ
و لكلِ عصرٍ نُخبَةٌ ، و لكلِ خشبةٍ كومبارسٌ و لكلِ مشهَدٍ أبطالَهُ
لكلِ رأيٍ آخرَ مناهضٌ ولكلِ فكرةٍ أحفادٌ ..
لكلِ قلمٍ ظلالٌ ، لكلِ اسمٍ أحرفٌ ، ولكلِ يوزرٍ مصفقٌ...
أزمنَةٌ لا تخلو من الرداءةِ ولا تنفكُ من التناقضاتِ ولا تفتئُ تنهشُ ب الأفئدةِ و العقولِ
لا يمكننا الاعتِبَار أننا نحيَا في زمَانِ الثوابتِ التي لا تتبدَلُ ولا تتغيرُ
إذ طالمَا لكلِ طقسٍ رَصدٌ ولكلِ نجمَةٍ سماءٌ ولكلِ فؤادٍ فيمَا يعشقُ مذهبٌ..
ف حالُ اليومِ لا يتشابهُ مع الأمسِ ولا يوجدُ مبدأ متفقٌ عليهِ ...
يزرعُ القمحُ في الأديمِ وإن أثمرتِ الحبَاتُ شعيراً لا يُمكننا لومُ الزارعِ ولا التربَةِ ولا المطرِ
ف جدليَةُ الاحتمالاتِ قائِمَةٌ و البعثَرةُ في الأسبابِ و النتائجِ نوعٌ من الهذيَانِ و العبثِ...
تتهَاوى بنَا الرداءةُ حتى نَثملُ من لؤمِهَا ل ينشطرَ العقلُ عشرينَ ألفَ قطعةٍ و تتبعثرُ المشَاعرَ
إلى الزوايَا الأكثرَ ايلاماً و الأكثر ظُلمَةٍ..
ونرقبُ من الأفقِ المغَممِ ويطولُ بنَا الترقبُ و الانتظارُ ل انقشاعِ ضبابيةِ أُحكِمَتْ بشدةٍ و بقوةٍ
و لكن لا نلبثُ استباحةَ الأمانيَ ب ديمومَة الضبابِ ف الصورةُ بشعةٌ ووقحَةٌ جداً..
أزمِنَةٌ رديئَةٌ و ألوانٌ كالحَةٌ في ثوبِ اغراءِ الاسمِ و الحروفِ الملطخةِ ب السوادِ ونيرِ الجهلِ
و لكنهَا بالمختصرِ المفيدِ مختزِلةٌ لأزمنَةِ فقدانِ الذاتِ و تلاشي الهويَةِ ..
أزمنةُ الفاشلِ المتسلقِ على كاهلِ الناجحِ وجوقَةُ التطبيلِ ماضيَةٌ في عزفِ أرداءِ المقطوعَاتِ
الشاذةِ المعزوفَةِ على وترٍ ذي صدىً حادٍ .
إن الأزمنَةَ الرديئَةَ هي أزمنتنا الآنَ حيثُ يتساقطُ شيئاً فشيئاً الورد في مستنقعِ أسنٍ
وهي تولِدُ الشعورَ بالغصةِ عندمَا يهمشُ دورُ الناجحِ ويعتمدُ دور الفاشلِ في مناحي الفكرِ
إنه شعورٌ مريرٌ أن تكونَ ناجحاً وسط جمَاعاتٍ فاشلةٍ يسودهَا الفسَادُ و اللامُبَالاة ...
أزمَنَةٌ رديئَةٌ تلكَ التي تبني أعشاشاً ل حشراتٍ ضارةٍ ف تتأبطُ ذراعَهَا لتعتليَ بهَا المنابرَ
و ليسقطَ كل ناجحٍ مقابلَ اعتلاءِ الجاهلِ ... و تسيدهِ على أصحابِ الفكرِ الواعي وبدعمٍ
من جهابذةِ الجهلِ وأساتذتهِ..
ب المختصرِ ايضاً ... يطولُ آمدُ المستنقعِ لكنَ الندى و الورودِ ذاتُ أمَدٍ قصيرٍ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات