[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
لا تبشر بخير المعلومات التي تطالعنا بها مراكز الأبحاث على مدار العام ، ولا تكاد تثمر المحصلة
النهائية لإحصائياتها الدورية .
فقبل أيام صدرت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية في القاهرة حذرت من
ظهور لغة أخرى موازية يستخدمها الشباب في محادثاتهم عبر الانترنت وهنا حذر معد الدراسة من
تفشي ظاهرة اللغة الموازية و التي من شأنها أن تهديد مصير اللغة العربية بشكل عام .
كما افاد معد الدراسة أن تلك الظاهرة مولودة نتيجة تمرد الشباب العربي على الأنظمة المجتمعية
التي أدت بدورها إلى ابتداع لون جديد من اللغة و الثقافة لا تُفك طلاسمها و رموزها الا من قبلهم.
ومع ارتفاع معدلات تداول اللغة الموازية إلا أن بعض الجهات لم تبدي قلقها بسبب متانة اللغة
العربية الفصحى وقوتها إلا أنهم افادوا بأن على الكبار احترام لغة الشباب الجديدة بما أنها لغاية
اللحظة لم تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع .
و قد علل المعد بأن هروب الشباب بتلك الطريقة في المحادثات أشد خطراً و مقلقاً من التمرد
لأن الهارب يقر بهزيمته قبل وقوعها .
هذا وقد أوضحت الدراسة أن هناك أكثر من 50% من سكان الوطن العربي لا يتقنون اللغة العربية
بشكل جيد مما يجعل المشكلة داعية للقلق في ظل انتشار المعلوماتية التي تعتبر النافذة
للمستقبل فاللغة العربية على شبكة الانترنت لا تكاد تستخدم حتى من قبل أبنائها، وهي
محاصرة في حيز ضيق و هامشي .
تلك التحديات ظهرت كذلك في تقرير صادر عن التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 حيث أشار
التقرير المعد إلى أن الثقافة العربية بمجملها، تواجه، تحديات واضحة من جانب ركنين من أركان
الثقافة العالمية الراهنة، هما سطوة وسائل الاتصال الجماهيري، وهيمنة القدرة الاقتصادية.
بل ان المخاوف من انقراض اللغة العربية، وهي السمة الأساسية المميزة للهوية و الثقافة
العربية نفسها، قد أصبحت من الهواجس التي تساور العقل العربي والمجتمع العربي بأسره.
قد تكون صياغة العبارة السابقة أقوى مما يجب، فاللغة العربية لن تنقرض ما لم ينقرض العرب، إلا
ان الخطر كبير فعلاً، فرغم ان الناطقين بالعربية يبلغ عددهم خمسة بالمئة من عدد سكان الكوكب،
إلا ان حصة اللغة العربية من محتوى الانترنت لا تتجاوز 1% !
وبما أن ميزة عصرنا الحالي هي اقتصاد المعرفة فلقد ثبت أن من يستطيع ان يسوق لغته يستطيع
ان يسوق منتجاته .
فهل نبقى واقفين على هامش عملية تطوير العملية التعليمية أم نسارع إليها ... !!
الوقت و الزمن وحدهما كفيلان بالرد على هذا الهاجس .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات