بسم الله الرحمن الرحيم
خرج من المنزل للعب في تلك الحديقة مع أصدقائه وقبل أمه على رأسها قبل خروجه مودعاً لها إلى اللقاء في المساء ..
ذهب تتقدمه كرة يركلها أمامه وهو كله سعادة بلقا أصحابه
وما هي إلا لحظات وإذا بسيارة تقف بقربه وهو في طرقه لا يعيرها اهتماما
فهو في تلك الأحلام الطفولية البريئة يغدو فيها
وما هي إلا لحظات وإذا هو يجر في هذه السيارة
وتنطلق به بأقصى سرعة
يحاول الصراخ لكن تغطي فمه تلك اليد القوية البشعة
يحاول الحراك لكن لا أمل فهناك أيادي تلتف حول جسده الضعيف بشدة
فتح عينيه لينظر فإذا هو أمام شياطين في زي البشر
ينظر بعينيه التي أمتلئت بالدمع
يحاول أن يكفكفها لكن لا يستطيع
يريد أن يقول ما الأمر فلا يستطيع
يريد أن يستنجد بأحد فلا يستطيع
يريد الهروب لكن لا يستطيع
وتمر تلك اللحظات الرهيبة وإذا به يجر إلى مناطق لم تراها عينيه من قبل
وإذ به يدخل في منزل قديم متهالك
يرى تلك الشياطين وقد ابتدروا خلع ملابسه بالقوة دون رحمة
حينها أستطاع الكلام لأن تلك اليد البشعة انشغلت بخلع لباسه
قال بصوت ذلك الخائف الضعيف المرتعش .. ما تفعلون !!
عيب عليكم هذه عورتي لماذا تريدون الكشف عنها ؟
يصرخ فلا مجيب
يبكي فلا مكفكف لدموعه
يستنجد فلا يوجد هناك من البشر أحد
نذهب قليلاً إلى منزله
في بيته تمر الساعات سريعة وتنظر الأم للساعة فإذا طفلها حبيبها تأخر عن موعده
بدأت بالاتصال بأصدقائه .. أين خالد ؟
والجواب لا يتغير .. لم يأتي خالد للعب معنا اليوم !!
دخل أباه للمنزل وتطير الأم إليه تبكي تولول خالد خرج ولا يعد إلى الآن
بدأت منطقته بالاستيقاظ وكأنه يوم جديد بدأ عليها
ينادونه بإسمه خالد خالد فلا مجيب ..
ويمر ذلك اليوم العصيب ويتم فتح بلاغ في مركز الشرطة
وتبدأ عملية البحث الواسعة في جميع المدينة
وهذه الساعات تمر تحمل في طياتها الألم والحزن والشوق
أين أنت يا خالد يا طفلي الغالي ؟؟
يصيح هاتف المنزل تهرع الأم تلتقم السماعة ..
السلام عليكم
وعليكم السلام
أين ابو خالد
!! ما الخبر !!
خير إن شاء الله لكن نتمنى منه مراجعة مركز الشرطة
تذهب الأم لأبا خالد الذي أرهقه السهر والتعب وجفاه النوم
وجدته جالساً وحيداً في حديقة المنزل
تخبره بالأمر فيطير إلى مركز الشرطة تسبق خطاه الرياح
ويدخل وإذا تلك العيون تنظر إليه تحمل الحزن والأسى
ينظر لهم يقول .. ما الخبر ؟
تخنق العبرة شرطي الاستقبال ويقول متحاملاً على نفسه
أدخل على ضابط المركز
يدخل على ضابط المركز فيقف صامتاً
يصيح الأب ما الخبر
يتحامل الضابط على نفسه ويغصبها على الحديث قال بعد أن خنقته العبرة
ابنك وجدناه .. ويسكت
يصيح الأب : أكل أين هو ؟
هو الآن في المستشفى
ينطلق الأب مع الضابط
وهنا تدور الأسئلة
!! هل أبني بخير !!
الضابط : إن شاء الله
الأب : أخبرني الحقيقة
الضابط الذي لم يستطع التحدث بعد دمره الألم يفضل السكوت
يصلون للمستشفى
يدخلون إليه
ممرات طويلة
وإذا بهم أمام ثلاجة الموتى
يصرخ الأب ما الأمر
الضابط : سوف تعرف إن شاء الله
الضابط يدخل للثلاجة ويفتحها
وإذا بخالد ممداً فيها تحمل شفتاه حزناً وعيناه دمعاً جف
يسقط أبو خالد يبكي ويردد ( إن لله وإن إليه راجعون )
لا حول ولا قوة إلا بالله
نعم مات خالد ..
يرجع للمنزل ليجهز لمراسم الجنازة
يدخل المنزل
الأم تنظر إليه تريد منه أن يتكلم
يسكت
ويطول سكوته
تقول أين خالد ؟
أخذ الأب يذكرها بالله عز وجل وبحكمته وبالصبر عند البلاء
هدأت قليلاً
قالت مرة أخرى أين خالد ؟
قال لها مات ..
قالت بصوت خافت ما الذي تقوله ؟
قال مات مقتولاً
وإذا بتلك الدمعات تنهال على خديها ترسم صورة حبيبها وطفلها خالد
وتتزايد الدمعات وتردد هذه شفتاها ( إن لله وإنا إليه راجعون )
تريد أن تعرف كل الأمور لكن تعجز فلسانها كأن عليه جبال الأرض
أنتشر الخبر
وتحولت هذه الحارة الهادئة إلى خلية
أصدقائه يبكون
هذا ينظر إلى لعبة أهداها له خالد يوم نجاحه
وذلك يحمل صورة خالد
وذلك يحتضن كتيب أعطاه له خالد
وهذه المرأة تبكي وذلك الرجل يبكي
فخالد كان طفل مثالي يحبه الجميع
ابتدوا بتجهيز الجنازة
وسرعان ما انتهوا منها ..
نعود لمنزل خالد ..
تدخل أمه المتحطمة المتألمة لحجرته ترى ألعابه تحتضن لباسه تتذكره تبكي
خالد طفل خرج للعب وتم خطفه من قوم لوط وتم اغتصابه ومن شدة الألم الذي عاناه
لم يستطع التحمل فمات وتركوه في منزل مهجور ورحلوا بعد أن أشبعوا رغباتهم الشيطانية
وتم العثور على جثته بعد أن كانت مجموعة من رجال الشرطة في عملية تفتيش عنه ..
قصة ربما كتبتها من نسج خيالي لكنها واقعية من حيث ما ذكرته فيها وهي تتكرر يومياً في مجتمعنا
فإن لم يكن هناك رد رادع ألا وهو ( الإعدام )
فغداً طفلك الذي يلعب أمامك سوف يكون مكان خالد
وحينها سوف نأتي لك معزيين...
لكن ما نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل
المفضلات