[align=center]الملائكة لا تحب مرتين[/align]
[align=right]كان اليوم رائعاً لأنها كانت أول من كلمته هذا الصباح
كان اليوم فرحاً لأنها كانت شمسه الدافئة
لكن في لحظات تخطت سرعة الضوء تحول فرحي كما يومي إلى حزنٍ ويومٍ شتوي بارد
لمحت في عينيها كل ما في الدنيا من عتب .... ومن لوم
- ترى هل هي محقة ؟؟؟
- نعم إنها كذلك .
- لكني لم اقصد أن أكون هناك !
- لكنك كنت .
- بالصدفة كان مروري ...
- لكنك توقفت .
- لم أكن أريد إلا أن أرى وجهها !
- لكنها قالت لك أن تمضي
- مضيت و مضيت و مضيت إلى آخر العمر مضيت ربما من الأفضل أن أعود من جديد إلى ركني البارد حيث لا احد هناك سوى أنا و دموعي و برد مقيم في كل الزوايا يتسلق جدران روحي الباكية .
- لملم بقاياك و ارحل . الم تكتفي بعد من جراحاتك .الم تكتفي بعد من غربتك . و ضياعك لقد ملت منك ومن حكاياتك . أخبرتك آلاف المرات أن تقبع في ذلك الركن هناك حيث تنتمي إلى ذكرياتك .
- لكنها تؤلمني ... تقتلني ... تكسرني ... فكل ما فيها مؤلم باكي
- لكنها تبقى ذكريات .. تبقى لحظات مرت ذات يوم ...
- لكنها تفتح جراحاتي من جديد .
- أوليست أفضل من جرح تليد .
- لكنها ملاكي .. فهي تحييني تعيدني إلى إنسانيتي .
- أضحكتني !! تعيدك إلى إنسانيتك
- أجل فقد اجتمعت كل نساء الكون في عينيها
- بالله عليك صمتاً .. ففي عينيها يسكن غيرك .. وفي قلبها تربع على العرين أمير سواك ..مالك أيها الأحمق اتبكي امسح هذه الدموع ..! فلم اعرف يوماً أن هناك أمواتاً يبكون !!!
- لا .. لا ابكي .. هذه ليست دموعي فأنا لا املك الدموع .. إنما هذه روحي ترفض الرجوع .
- كم أنت مضحك الم تقرأ تلك الحروف .. الم تشاهد تلك السطور .. لقد صنعت منه أسطورة ورسمت له لوحات و دونت له قواميس و مفردات إنها تكتبها بحروف من روحها ومداد من دمها . يكفيك دموعا و لملم بقاياك و ارحل .
- أين أرحل ؟؟ متى ارحل ؟؟؟ كيف ارحل ؟؟؟ كلما قررت أن ارحل كنت اقترب أكثر . تاريخ رحيلٍ بلا عنوان وراحلتي كفن أبيض . فقل لي كيف ارحل ؟؟ كيف ارحل و أنا عرف إنها تحتاجني .
- كفاك أوهاماً .. كفاك أحلاماً .. أنت آخر من تحتاج في هذا العالم . أنت بلا عنوان بلا تاريخ بلا وجود أنت يا صاحبي طريق مسدود .. أنت لحن على وتر مفقود ..
- لكنني اسمع شيئاً ما هناك في البعيد يناديني ... اشعر بها تمد لي يدها لأمسكها لأمنحها دفء شوقي و حنيني
- رويدك يا هذا ! عن أي دفءٍ تتحدث ! فمتى كان الأموات يمنحون الدفء . ومتى كنت أنت يا قطعة الجليد تمنح الدفء . لم أعرفك يوماً إلى قطباً أشد صقيعاً من قطبي الأرض . لم أعرفك يوماً إلا و حقائبك قد غطاها الثلج الأبيض ونزيف قلبك الأرجواني .
- لكنها منحتني الربيع و غزاني الدفء بوجودها . صوتها يشعل أركان روحي
- وماذا يوجد بعد الحريق سوى الرماد يا موقد الرماد . ارحل قبل أن تذروك الرياح ز ارحل قبل أن يخبو آخر نبضٍ في الوريد .
- حاولت ولم اقدر لم اعد أطيق الرحيل ... مللت كفني ... مللت قبري ... مللت لا وجودي ... حتى نفسي مللتها لكني لا اقدر أن أموت مرتين . فهي ملاكي
- ملاكك لقد ذكرتني الآن بأسطورة قديمة قرأتها ذات مرة .. كان هناك إنسان أحب ذات مرة ملاك ونسي أن الملائكة لا تحب مرتين .. مضت الأيام و رحل الإنسان وبقيت الملاك تبكي حتى تشكلت الأنهار و البحار وشاركتها السماء البكاء كل شتاء ..
- و أين الشبه في ذلك ؟؟
- الملائكة لا تحب مرتين .....[/align]
[align=center]فاتح
دمشق 14/12/2007[/align]
المفضلات