جميل هذا المطلع ،، يوميات مدير عااام
لا اعلم لماذا تتعلق المسميات بذهني كما تتعلق الطفلة بأمها
مع العلم لست من هواة الـ T.V .
ولكن وحي الفكرة أتٍ من حدود اليوم و بكرا ،، وهذا شأن يعايشه الموطفين و العاملين ,,
وخاصة المدراء العامين ،، الذين يقومون الى أعمالهم مبكرين ،، كالسهم أو الريح بل أسرع من
المتسابقين ، ليصلوا الى مكاتبهم غير متذمرين ، فسياراتهم تحصى بالعشرين و الدروب التي
بسلكونها متاحة من الجانبين .
مديرنا العام مؤهل بالهندسة ، تسلم السلطة و القيادة بلا وسوسة ، و قبع على صدور العباد
كأنه جدار مدرسة ، وبدأ منذ أيامة الأولية ، بفرض أحكامه العرفية و نظرياته التطبيقية البعيدة
كل البعد عن الحاجة المؤسساتية ، و الحاجة للتطوير و التنمية ، في بلدنا الشبه ميتة ،
وصار فرعون الزمان ، و ملك المكان ، لا يغادره إلا من الآذان للآذان ، فمن الفجر حتى العصر
نهي و شرط و أمر ، وجهه مكفهر عابس ، كأنه فر من حرب داحس ..
صباحاته اليومية غير مشرقة ، أوقاته بغيضة وسط الأفراد العاملة ، لا يفيد ولا يستفيد ، سوى
قم يا فلان و تعال يا علان واذهب يا غلبان ، هات الصحف من الدكان ، و بدربك هات باكيت دخان
من الأنواع الفاخرة ، التي تم استيرادها من على متن باخرة ,
و يصدر القرارات بلا أدنى دراسات و لا يأخذ برأي لجان المهمات التي من شأنها صرف المكافآت
و تعويضات السفريات كلها تذهب الى جيوب طقمه المهترئات ..
إدارته عن الظلم غير بعيدة ، هي للتجاوزات جداً قريبة ، يقيل من شاء و يطرد من شاء و يولي
ممن شاء ، بيروقراطي القرار ، سيء المسار ، بدون رحمة أو إنذار ، يعامل الناس كأنه حاكم دار .
و ينتهي النهار ، يتلوه نهار ، و نتمنى كلنا أن يرحل من وجهنا ، فلقد أطال الإقامة منذ ثلاثين سنة
ولا نزال تائهين كأننا كذاك المخلوق في الساقية .
المفضلات