خلفت وربيت وما لقيت
نعم انه لسان حالها يحكي مرارة القصة وألم المعاناة بغصة ,تقول أفنيت شبابي لرعاية صغاري وتربية فلذات كبدي مصطفى ومحمد وأحمد .والله يعلم كم هي السعادة التي كنت أعيشها حينما أنجتهم الواحد تلو الأخر خصوصا بأنهم كانو من الذكور فقلت :حيشيلوني وأت العازة .وما هي الا سنوات حتى كبر الصغار فكبرت امالهم وتوسعت طموحاتهم وكنت معهم اللحظة باللحظة أعيش تفاصيل تلك التغيرات .وفجأة التفت فلم اجدهم حولي نعم لقد خذلوني ثم سكتت وبكت فبكا معها المذيع ,وما هي الا لحظات حتى واصلت الحديث قائلة :مشيو وسابوني لوحدي .ولكن متى؟ حينما تقدم بي العمر وكف البصر وخارت القوى فلا عدت قادرة على الانتقال من مكان لمكان دون ان أتعثرفاليوم بل العمر كله عندي ليل, ولا عدت قادرة على تدبر أدنى شؤوني ,ثم استطرت بالبكاء وقالت ربنا ياابني مايوريك ظلمة أبدا انت عارف اني احيانا باكل الخبز وهو معفن وبضرب في الحيطة وبأع .
المذيع :الا أولي ياحجة هم مشيوا وراحوا لفين ؟
العجوز اتجوزوا الواحد ورى التاني وبأيت لوحدي زي مانت شايف .
أطعوني ماديا ومعنويا ونسيوني, نسيو اني امهم ,تسدأ ياابني انهم بيضربوني وبكت العجوز ثم بكيت انا وبكيت وبكا المذيع وربما الاف المشاهدين الذين تعاطفوا معها .تمالك المذيع نفسه ومسح دموعه وأعاد لبس النظارة فقال لها:ياحجة لو رآك أحد أبنائك الآن فماذا تودي أن تقولي له ؟انهارت بالبكاء
المذيع :بتبكي ليه ياحجة ؟بتكي ليه؟
العجوز:حيأولوا بتشحتي بينا وحيضربوني ولادي وحشين ومش كويسين .
المذيع : طب ياحجة هل بتدعي عليهم في صلاتك لقيام الليل ؟
العجوز : لا ,لا دول ولادي دول حتة مني ,نفسي مابتطاوعنيش لو هم نسيوا انا مابنساش.
المذيع ماذا تريدي ياحجة اليوم ؟ العجوز الستر من عند ربنا , بس كنت عشمانة اعيش فوسطيهم بأية عمري ثم انهارت بالبكاء حتى قطعت قلوبنا .
كم آلمتني هذه القصة كما آلمت الكثير غيري من المشاهدين والذين تفاعلوا مع الحجة وتواصلوا مع البرنانج لتقديم المساعدات لها.
لكن هل هذه المساعدات المادية كافية وكفيلة لترقيع فجوات العقوق والخذلان الذي تعانيه هذه السيدة المسنة ؟و لما كل هل الجحود والنكران من الابناء ؟
وما هي الاسباب التي منعت هذه السيدة من الدعاء على أولادها على الرغم من مقاطعتهم لها كل هذه السنوات على الرغم من حاجتها لهم ؟
وماهي الدوافع التي كانت خلف هذا العقوق من الابناء؟
وان كانت هذه المعاملة هي المعاملة المنتظرة من الابناء عند الكبر فلما الانجاب اصلا؟ هل علم الابناء ام انهم يجهلون ما يسببه عقوقهم لواديهم من اسى وانتكاسات نفسية وصحية جراء هذا التصرف؟
وهل علم الابناء الحساسية الزائدة والتي تكون عند الوالدين حين يتقدم بهم العمر؟ فعرفوا كيفية التعامل معهم ؟
ام أن المثل القائل (قلبي على ابني انفطر وقلب ابني علي حجر) هو مانلحظه هذه الايام...
اترك لكم المساحة للنقاش
ودمتم
المفضلات