في عام 1996م التقيت معالي الوزيرة نورية الصبيح عندما كانت مديرة لمنطقة حولي التعليمية ودار بيني وبينها حديث حول عملٍ كنا قد أخذناه لترميم مباني المنطقة .

وتكررت زياراتي لها على هذا الاساس ، ولقد خرجت بنتيجة هي انها أمرأة تعمل بجهد مضاعف وحريصة على عملها كمديرة .

تفاجأت بعدها بان أصبحت المديرة وزيرة وأصبحت كبقية المواطنين اتابع اخبارها عبر الصحف ، وشدني في ذلك الهجوم الواسع الذي شُنّ عليها من قبل بعض أعضاء مجلس الامة .

بعدها ألتقيت احد النواب المهاجمين لسياستها في الوزارة وسألته عن السبب بعد ان اوضحت له ما رأيته منها عندما كانت مديرة ، فقال :

انها ليبرالية ولايمكن تركها على راس الهرم التعليمي !!!

فاستغربت من هذه التهمة التي وصفها بها ، فعدت لسؤاله هل لديكم من دليل على انها تدير الوزارة لترسيخ هذا المفهوم على الجسد التربوي ، خاصة والجميع لم يصّرح بمثل ذلك علناً ؟

فقال انت تعرف مجتمعنا ومن الصعب ان نقول عنها ذلك لكونها أمرأه وهي من اسرةٍ معروفة ، وهنا امتعضت منه
وقلت وما علاقة الاسرة والجنس بمسئولياتكم كأعضاء طالما انها قبلت هذا المنصب ، اليس من العدل ان يعرف المواطنيين سبب هجومكم هذا عليها وبصراحه ؟؟
فقال يا ابو جاسم ليس كل ما يعرف يقال وانت سيد العارفين ؟؟
فقلت انا اختلف معك فأذا كان اختلافك معها فكرياً فهذا لا يخولك بان تنسب لها ما هو ليس بها ، فما
تقومون به من هجوم فنده البعض بانه من صنع البعض لايقاعها في شباك المساءلة السياسية هو ظلم ليس لوزيرة التربية بقدر ما هو ظلم للجسد التعليمي ، والتصفيات السياسية يجب ان تكون موزونة وتتصف بالحكمة لكي لا تعرقل جهود التنمية للمواطنين .

واخيراً ذكرته بابن عم الوزيرة الوزير السابق عادل الصبيح المنتمي للاخوان المسلمين وموقف هذا النائب من عملية استجوابه فسكت وقال لي :

يا ابو جاسم مو كلشي تركزون عليه في امور مو بكيفنا

تقبلوا تحياتي