فتحت ليلى ( دفتر الرسم ) و بدأت تنقل أجزاء الصورة المرسومة في خيالها ,
و لم تنتبه الى تخطّيها للتّفاصيل التي أوحت بها معلمة الرسم ,
و مع مرور الوقت بدأت معالم الصورة تتضح أكثر ,
فليلى لم ترق لها طريقة مزج الألوان ....!
فهي معتادة على الألوان الأساسية التي أنجبتها الطبيعة ,
و لذلك فقد ظهر الشّرخ واضحا ً بين ما أملاه عليها خيالها وما أعطته المعلمة من تعليمات ,
وما ان انتهت الحصة حتى قامت الطالبات بتسليم لوحاتهم التي تحمل تلك الصورة ,
ولكن كلّ حسب موهبته و بعد نظره وطريقته في مزج الألوان ,
و حين قامت ليلى بتسليم الصورة التي رسمتها الى المعلمة , تلقّت صفعة كلامية زادت في
احمرار وجهها الوردي ( بالفطرة ) و البريء ,
و لكن ليلى لم تنطق بحرف واحد , فهي على علم مسبق بهذه النتيجة ,
لكنّها أبت أن تغيّر في التفاصيل والألوان حتى ولو كلفها الأمر زخات متواصلة من الصفعات ,
و لازالت ليلى حتى الآن ترسم ما يمليها عليها خيالها الخصيب و البريء بعيدا ً عن متناول
آلة التجميل والزيف , رغم معرفتها بأنّ الألوان الطبيعية شبه مرفوضة في هذا الفصل ...!
و لكنها تأبى أن تعيش الا وفق فطرة تكوينها ,
و هذا ما كان يجعلها تحلم دائما ً بأن تعلّق لوحتها الطبيعية على جدران ٍ ثابتة
لكن مثل هذه الجدران لا تزال مجهولة العنوان ...!
/
/
/
يتبع ....
الحلم القادم : ليلى على شاطىء غير مهجور
المفضلات