[COLOR="Wheat"]حياك أخي اخو موضي وبارك فيك ..
اولاً أقول من الأمانه أن يضع كل واحدمنا حينما يخط قلمه شي نصب عينيه هذه الأية (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:92-93)
فكل صغيرة وكبيرة سطرت عليك في كتاب عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى، فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها؟! وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها؟!
لا شك ان اعداء الاسلام يسعون الى تدمير الامة بكاملها ، ولن يتسنا لهم ذلك إلا من خلال ضربهم لصميم الأمة وهو المرأة العفيفة الطاهرة ، فيجب علينا أن نقف أمام هذا العدوان وقفة صادقة من خلال نبذ هذه الأفكار الدخيلة والشريرة والتي بأصلها تنافي قيم الإسلام الحنيف قال تعالى( {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب
* ســــــئل فضيلة الشيخ / محمد ابن صالح العثيمين السؤال التالي :
أرجوا توضيح حكم قيادة المرأة للسيارة , وما رأيكم بالقول : ((إن قيادة المرأة للسيارة أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي))؟
الجواب على هذا السؤال ينبني على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين:
القاعدة الأولى : أن ما أفضى إلى المحرم فهو محرم.
القاعدة الثانية : أن درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مقدم على جلب المصالح.
فدليل القاعدة الأولى : قوله تعالى : ( و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ]الأنعام :108[ فنهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين – مع أنه مصلحة – لأنه يفضي إلى سب الله تعالى.
ودليل القاعدة الثانية : قوله تعالى : ( يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )]البقرة:219[ وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءا للمفسدة الحاصلة بتناولهما . وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأة للسيارة . فان قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كثيرة , فمن مفاسدها :
نزع الحجاب : لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة و محط أنظار الرجال , و لا تعتبر المرأة جميلة أو قبيحة على الإطلاق إلا بوجهها , أي انه إذا قيل جميلة أو قبيحة لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه , وإذا قصد غيره فلا بد من التقييد , فيقال جميلة اليدين , جميلة الشعر , جميلة القدمين , وبهذا عرف أن الوجه مدار القصد.
وربما يقول قائل : انه يمكن أن تقود المرأة السيارة بدون نزع الحجاب بأن تتلثم المرأة و تلبس في عينيها نظارتين سوداوين.
والجواب عن ذلك أن يقال : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة , واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى , وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فلن يدوم طويلا , بل سيتحول - في المدى القريب - إلى ما عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة.
ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة : نزع الحياء منها , و الحياء من الإيمان كما صح ذلك عن النبي –صلى الله عليه وسلم- , والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة و تحتمي به من التعرض للفتنة , ولهذا كانت مضرب المثل فيه فيقال : ((أحيا من العذراء في خدرها)) وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها.
ومن مفاسدها : أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت ((والبيت خير لها)) كما قال ذلك أعلم الخلق بالخلق محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة ؛ ولهذا تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك بدون حاجة ؟ لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة.
ومن مفاسدها : أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت و حيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده ؛ لأنها وحدها في سيارتها . متى شاءت في أي ساعة ليل أو نهار و ربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل , وإذا كان الناس يعانون من هذا في بعض الشباب فما بالك بالشابات ؟؟! . حيث شاءت يمينا و شمالا في عرض البلد و طوله , و ربما خارجه أيضا.
ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة : أنها سبب لتمرد المرأة على أهلهل و زوجها , فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه و تذهب في سيارتها إلى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه , كما يحصل ذلك من بعض الشباب و هو أقوى تحملا من المرأة.
و من مفاسدها : أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة :
* في الوقت عند إشارات الطريق.
* في الوقوف عند محطات البنزين.
* في الوقوف عند نقاط التفتيش .
* في الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث.
* في الوقوف لملء إطار السيارة بالهواء (البنشر).
* في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق فتحتاج المرأة إلى إسعافها , فماذا تكون حالتها حينئذ ؟ ربما تصادف رحلا سافلا يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها , لا سيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة.
ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة : كثرة ازدحام الشوارع أو حرمان الشباب من قيادة السيارات و هو أحق بذلك من المرأة و أجدر.
ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة : كثرة الحوادث ؛ لأن المرأة بمقتضى طبيعتها أقل من الرجل حزما , و أقصر نظرا و أعجز قدرة , فإذا داهمها الخطر عجزت عن التصرف .
و من مفاسدها : أنها سبب للإرهاق في النفقة ؛ فان المرأة – بطبيعتها – تحب أن تكمل نفسها مما يتعلق بها من لباس و غيره , ألا ترى إلى تعلقها بالأزياء كلما ظهر زي رمت بما عندها و بادرت إلى الجديد , و إن كان أسوأ مما عندها . ألا ترى إلى غرفتها ماذا تعلق على جدرانها من الزخرفة . ألا ترى إلى (ماصتها) و إلى غيرها من أدوات حاجاتها . و على قياس ذلك –بل لعله أولى منه- السيارة التي تقودها , فكلما ظهر (موديل) جديد فسوف تترك الأول إلى هذا الجديد .
و أما قول السائل : وما رأيكم بالقول ((إن قيادة المرأة للسيارة اخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي))؟ فالذي أرى أن كل واحد منهما قيه ضرر , و أحدهما أضر كمن الثاني من وجه , و لكن ليس هناك ضرورة توجب ارتكاب أحدهما.
واعلم أنني بسطت القول في هذا الجواب لما حصل من المعمعة و الضجة حول قيادة المرأة للسيارة و الضغط المكثف على المجتمع السعودي المحافظ على دينه و أخلاقه ليستمرئ قيادة المرأة للسيارة و يستسيغها . و هذا ليس بعجيب لو وقع من عدو كتربص بهذا البلد الذي هو آخر معقل للإسلام يريد أعداء الإسلام أن يقضوا غليه , و لكن هذا من أعجب العجب إذا وقع من قوم من مواطنينا و من أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا , و يستظلون برايتنا , قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من أخلاق تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى قيود الرذيلة و صاروا كما قال ابن القيم في نونيته :
هـــربوا من الرق الذي خلقــوا له و بلــو بـرق النفس والشيطـان
وظن هؤلاء أن دول الكفر و صلوا إلى ما وصلوا إليه من تقدم مادي بسبب تحررهم هذا التحرر , وما ذلك إلا لجهلهم أو جهل الكثير منهم بأحكام الشريعة و أدلتها الأثرية و النظرية , و ما تنطوي عليه من حكم و أسرار تتضمن مصالح الخلق في معاشهم و معادهم و دفع المفاسد . فنسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية و التوفيق لما فيه الخير و الصلاح في الدنيا و الآخرة.
انتهى جوابه رحمه الله
و أظن أن الفتوى لا تحتاج إلى زيادة إيضاح فهي واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
أخيرا انتبهوا يا أخواني و يا أخواتي لشراسة الحملة التي يشنها المستغربون على الأخلاق و القيم التي يسعد بها هذا المجتمع . احذروا هذه الأفكار و العادات الدخيلة التي لا تزيد الخرق إلا اتساعا . ألا هل بلغت اللهم فاشهد .
غيور على الفضيلة
[/COLOR]
المفضلات