رافقت اثنين من الاصدقاء الى لبنان وكان ذلك في فصل الشتاء لرغبتنا في رؤية الثلج هناك والتمتع باجواء فاريّا وبكفيّا وجبال الارز ، وذات يومٍ لم نستطع الذهاب الى تلك المناطق الثلجية بسبب الامطار الغزيرة ، فقررنا الذهاب الى فندق موفنبيك على الساحل اللبناني في بيروت .
كنا ثلاث احدنا حاصل على شهادة الكتوراه في القانون ونعتبره المثقف بنا فنقدمه باي شيء يعرض علينا .
حضر لنا عامل الكفي شوب ليعرض ما عنده وتركنا لدكتورنا فرصة التحدث معه فطلب من العامل ان يعرض عليه انواع القهوة فقال له ما نعرفه نحن وتعودنا عليه باستثناء قهوة الموفنبيك التي لم تطرب اذاننا لسماعها من قبل .
واذا بصاحبنا يطلبها من العامل ويثني عليها ويقول بان سعرها غالي كجودتها وكانه اعتاد على شربها كل صباح ، الا اننا لم نريد المغامرة فاعتذرنا عنها ، فطلب الثاني كباتشينو وطلبت انا قهوتي المفضلة وهي التركية السادة .
جاءنا العامل وهو يحمل طلباتنا واذا بقهوة الموفنبيك التي امتدحها صاحبنها تكاد لا ترى بالعين المجردة وبعد ان انزلها له شاهدنا بانها لن تكون اكثر من رشفه واحدة لا اكثر .
فصعق صاحبنا وقال هذه القهوة كيف تكون بهذا السعر وهي بهذا الحجم الصغير ، عندها ضحكنا وتمتعنا بطلبنا وتركناه يتمتع بطلبه .
مقالتي تحاكي واقع البعض ممن يستهوي اي شيء غريب دون ان يعرف ما هذا الشيء او يتاكد منه على انه يعرف كل شيء ثم يضع نفسه بموقف لا يحسد عليه .
والله لو يدري رحمة الظلماوي عن هالقهوة القشرة وسعرها كان حط له قانون لقهوته الطيبة .
تحياتي
المفضلات