القضية ضد مجهول
دونت القضية ضد مجهول و أقفل التحقيق في مقتل سعاد
سعاد ذات الأربع عشر ربيعاً سوف تصبح زوجة بعد أيام لصديق العائلة الذي لا يكبرها سوى بخمسين عاماً فقط وهي الطفلة الصغيرة الجميلة التي ما زالت تلعب بالدمى و تحلم بأن تخرج في نزهة لتطارد العصافير و الفراشات و تقطف الأزهار لتصنع منها عقداً أو طوقاً .... لازالت تحلم بإنهاء دراستها .... و حصولها على الشهادة الإعدادية و بعدها الثانوي ثم تدخل إلى الجامعة لتدرس الهندسة هذه هي أحلامها ....
لكن والدها قرر أن يزوجها فقد كبرت و في النهاية البنت لبيت زوجها و الزواج سترة كما تقول أمها .....
في البداية فرحت سعاد بثوب العرس الأبيض ... فهي كأي بنت صغيرة تحب الملابس الجديدة المميزة ... ظنت ان الأمر لعبة حتى أنها في ليلة الزفاف كانت تنادي عريسها " عمو " كما تعودت أن تناديه ...
و اتت اللحظة التي بقيت في ذاكرة سعاد كابوساً مريعاً .. دخلت إلى بيت زوجها , إلى غرفة نومها , ترمقها عيون زوجاته السابقات .... و هناك حصل ما لم يكن يخطر في بالها ... هاجمها كذئب جائع يرى أمامه حمل صغير لا حول و لا قوة له ..
صرخت كثيراً ... بكت ... ترجته أن يبتعد عنها ... لكن هيهات لصوتها ان يسكت رغبته الحيوانية الجامحة ... أو أصوات ضحكات نسائه السابقات من خلف الباب ... نال منها ما أراد و تركها ملقاة على السرير تجتر دموعها و خوفها ... و حزنها ...
أصبح الليل بالنسبة لسعاد كابوساً مخيفاً , يحمل بين جناحيه الرعب و الخوف و أصبح " عمو " بالنسبة لها وحشاً مفترساً سلبها أعز ما كانت تملك ... اشتراها .... تحت عنوان الزواج
قررت سعاد الهرب إلى بيت أهلها علها تجد هناك صدراً حنوناً يضمها و يمسح دموعها و يغسل حزنها و ألمها
طرقت الباب فتحت لها والدتها الباب رحبت بها أدخلتها ... شاهدت الدموع في عينيها سألتها عن حالها , وكيف هو زوجها معها ... و لم لم يأتي معها ...
تكلمت سعاد و الدمع يسبق حروفها ... و أخبرت أمها بأنها هربت من بيت زوجها ...
انتفضت الأم ... و ضربتها و نادت على والدها يخبره بان سعاد هربت من بيت زوجها .... و هجم الأب كفارس مغوار و بدأ يضرب بكلتا يديه و رجليه و أقتادها من شعرها إلى بيت زوجها من جديد ... و هناك لم يسكت الزوج بل كلف زوجاته بترويضها كما قال ...
و كبرت سعاد و كبرت , ولكن مازال يسكنها طفلة بريئة خائفة ... و هي خادمة في بيت زوجها لخدمة زوجاته و أولاده ... و في الليل ينال منها ما يريد ليسكت جوعه الأزلي ... ثم يتركها بين دموعها و حسرتها .
**********************************
و في زحمة الايام و تلاطم السنين في خضم الحياة , ظهر ابن الجيران شاب وسيم من عمر سعاد أو يكبرها قليلاً
وسعاد أصبحت شابة جميلة بجمال الياسمين ذات قد مياس كشجر البان أو شجرة حور على ضفاف نهر عذب
تلاقت نظراتهما أكثر من مرة فهو ابن صاحب الدكان الذي تشتري منه سعاد أغراض البيت بدأ يسمعها كلام لم تسمعه في حياتها من قبل ... و أصبح الشاب يزور سعاد في أحلامها و بدأ يشغل تفكيرها و أصبحت تتمنى أن تراه و ترتمي بين ذراعيه القويتان ليمسح دموعها بكفه و يربت على كتفها مواسياً ...
و هو الذي يعرف كيف يغوي النساء و يتلاعب بمشاعرهن و سعاد تبحث عن الحنان الذي حرمت منه بدأ يطلب منها ان يلقاها خارج الحي , ترددت كثيراً و تحت إصراره وافقت و خرجت معه .., أصبحت تختلق الأعذار لتغيب عن البيت لتقابله و تطورت اللقاءات و أصبحت تتم في بيوت بعض أصدقاءه فقد وجدت عنده ما لم تجده عند " عمو "
لاحظ الزوج تغير سلوك زوجته فقد أصبحت ترفض أن يقترب منها بأي شكل كما صار تغيبها عن البيت طويلا بدون علم منه أو من أحدى زوجاته السابقات .
كلف أحد أولاده بمراقبتها و فعلاً لازمها كظلها بدون علماً منها كمخبر في فيلم بوليسي .و احضر لوالده أخبار زوجته الخائنة , و هنا دبت الحمية في صدر الزوج و رفع سماعة الهاتف و اتصل بوالدها و إخوتها و طلب منهم الحضور إلى عنده لأمر هام .
حضر الوالد بصحبة أولاده القبضايات كما يقال ...
و في غرفة من غرف بيت الزوج حيث كانت سعاد مقيدة اليدين و الرجلين مدماه الوجه , منكوشه الشعر ممدة على الأرض بجانبها أحجام مختلفة من السكاكين و البلطات ...
تكلم الزوج بصوت صاخب و مزمجر مخاطباً أهل سعاد هذه ابنتكم الساقطة .. أختكم الخائنة .. تخرج مع ابن الجيران و تذهب معه إلى البيوت ... و انتم تطلبون مني أن أخذها على قدر عقلها فهي ما زالت صغيرة ... صغيرة .. أليس كذلك ؟
و انعقدت المحكمة مؤلفة من القاضي و الجلاد و الادعاء بدون أي دفاع سو الصمت وة اتخذت المحكمة القرار بوجوب غسل العار و طبعاً لا يغسل العار سوى الدم ....
غسل الشرف المثلوم .... و هل أفضل من الدم لذلك ؟!!!
دوت صرخة مكتومة و تضرجت ارض الغرفة و الجدران بالدماء و ذبحت سعاد كشاه
لفوها ببطانية و حملوها بعيداً إلى الطريق الجبلي و القوها هناك بعد أن قطعوها قطع ... قطع
و تقدم الزوج ببلاغ عن اختفاء زوجته الشابة
وجد احد الرعاة الجثة اتصل بالشرطة , نقلت الجثة إلى المشرحة مقطعة الأوصال ...
و بدأ التحقيق و استمر فترة طويلة دون التوصل إلى أي نتيجة فقد التبس الأمر على المحقق فسعاد قتلت بأكثر من سلاح و بأكثر من يد و الجناه كثر ....
و الكل أجمع على أن سعاد لم تكن ذات سمعة حسنه الأب و الإخوة و الأم و الزوج و زوجاته و أولاده ..
و أخيراً كتب المحقق في محضر التحقيق
تقفل القضية و تسجل ضد مجهول ؟؟؟!!!!
فمن قتل سعاد ؟؟؟؟
المفضلات