[align=center]السلام عليكم
للأخت الكريمة ريم شمر مقال هنا عن امتزاج القومية بالعقيدة عند اليهود من خلال مثالها عن المفاوض العربي الذي افتخر عند الاسرائيلي بأنهم يفرقون بين الدين والقومية ورد عليه اليهودي باعتزازه بقوميته وبدينه وبوطنه بنفس الوقت وجعلهم شيئاً واحداً...
وهنا سأقف مع هذه الاشكالية (التفريق بين القومية والوطنية والتدين) والتي يقع فيها الغلاة من القوميين ومن المتدينين ومن الوطنيين على حدٍ سواء:
فغلاة القوميين وكذلك الوطنيين العلمانيين يعاملون الدين بجفاء ويعتبرونه سبب تخلفهم ويحاولون يظهرون للعالم انسلاخهم منه كما فعل المفاوض المصري بمقال الأخت.
في الجهة الأخرى غلاة المتدينين ينفرون ويننفرون الناس من القومية فقط دون الوطنية المحمية بسيف الحاكم
ويجعلون القومية مقابل ومضاد التدين وهذا خطأ كبير فالقومية هي انتماء القوم العرقي أو اللغوي ولا تعارض بينها وبين التدين بل انها وخاصة العربية الوجه الآخر للدين الاسلامي
فلغة العرب هي لغة كتاب الاسلام والعنصر العربي هو مادة الاسلام وبيضته وديار العرب هي قبلة المسلمين ، وقد جاءت أحاديث نبويه شريفه فيها تخاطب العرب وهي تعني المسلمين كما في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (ويل للعرب من شر قد اقترب انفتح من سد يأجوج ومأجوج هكذا وأشار بيده) أو كما قال ولكن هو يعني المسلمين وليس العرب خاصة وكذلك أحاديث كثيرة في فضل العرب عامة أو تخصيص بعضهم كقريش أو آل بيت النبي .
طبعاً الوطنية ليسة مجفية من الجميع ولكن يُتعامل معها بقطرية ضيقة تربك الانتماء القومي أو الديني وهي بوجهها العلماني مدعومة من النخب المتنفذة ولها علاقاتها بالقوى المهيمنة عالمياً.
بالنسبة للمغالاة بالقومية يبدو أنها في انحسار مقابل المد المغالي بالوطنية الضيقة بأوساط النخب التي تدور بفلك المؤسسات الحاكمة ، وكذلك لرجوع كثير من رموز ونخب التيار القومي الى التدين.
بالنسبة للغلو والتشدد الديني فرغم انحساره بأوجه كثيرة الا أنه بقي على تشدده ضد القومية خاصة بعد استحواذ النخب المتنفذة على قرار توجيهه واختيار مسربات تنفيسه لألا ينقلب على الوطنية القطرية الضيقة التي أصبحت خطاً أحمر وأدخلت بشتى الوسائل الى المقدس الممنوع مناقشة أدلة قدسيته.
ولأن الناس مجبولون على حب الانتماء ولأن الانتماء العربي أصبح مغضوب عليه ومجفي فقد عمد قادة الرأي العام والمسيطرون على وسائل توجيهه الى اختلاق وابراز انتماءات بديلة يجمع عليه كل أهل قطر بدل الانتماء العام للعربية المنبوذه من النخب الوطنية العلمانية المتنفذه ومن النخب الدينية التي لم يعد لها متنفس مسموح الا نقد الانتماء القومي العربي.
وهذا هو السبب الأبرز في أنك تجد كثيراً ممن لا يفقه من الدين ما يقيم به عباداته اليومية فيتصل بأي برنامج يناقش أحوال العرب ، أو يدخل على أي موضوع في مواقع الحوار النتية فيه ذكر للعرب ويضع رده المقولب من كثرة ما يسمعه أو يقرأه والرد يكون بالشكل التالي:-
الحل بالاسلام وليس بالقومية
نعم الحل بالاسلام ولو فهمت الاسلام حقيقة لما أضفت (وليس بالقومية) لأن القومية ليست نقيض الاسلام
ولم تجعل في مقابل الاسلام الى عند الغلاة المتأخرين من القوميين البعيدين عن الاسلام ، ومن فئة من غلاة المتدينين البعيدين عن سماحة الاسلام فلما تسعى بدون أن تدري الى تأكيد مقولة ومنهج هؤلاء الغلاة البعيدين عن المنهج الوسطي الحق.
تحياتي[/align]
المفضلات